مثل الكثيرين من العقلاء، أوافق بشدة على أن الأشخاص الذين ينجزون أعظم الأمور وأكثرها قيمة ونبلاً يستحقون المكافأة أكثر من نظرائهم. أنا لست "الشيوعي الأخير" في العالم الذي يهتف بقبضته مندداً فوق قبر كارل ماركس كلما راودته صورة الأغنياء.
لعلي إذاً سألت سؤالاً تافهاً. ربما لا يوجد شيء اسمه ثراء شديد في أي مكان أبداً. لكن جرّب معي التأمل في هذه التجربة الفكرية: تخيّل أن هناك شخصاً واحداً ثروته تعادل ما يمتلكه كل البشر مجتمعين. لو كان هناك شخص مثل هذا، لكان قادراً على شراء كل ما نملكه نحن البقية. وبمرور الوقت، ستصبح عائلته أسرة حاكمة بعد أن ترث ثروته؛ ومن خلال منح العطايا، سيكون باستطاعته توجيه المجتمع كما يرغب. هذا الشخص يعتبر ملكاً على كل الأصعدة إلا الاسم؛ بوجوده لن يعود لحقوق أو أمنيات أو رغبات أو أهداف أي شخص آخر أي اعتبار. وبذلك، لا يمكن لأي مجتمع يوجد فيه شخص مثل هذا أن يكون مجتمعاً حراً.
يبدو لي إذاً، أن هناك شيئاً اسمه الثراء الشديد، أو أقّله بالنسبة للأشخاص الذين يحبون أن يُسموا أنفسهم أحراراً. ويبقى السؤال الوحيد: أين هو الخط الفاصل؟ متى يصبح الغنى ثراء شديداً؟
تخيّل أنك شديد الثراء، يمكنك شراء أنفس البضائع في أي اقتصاد،
اترك تعليق