لنفترض جدلاً بأنك قررت أن تصوم، وبأنّ تجوّع نفسك لمدة أسبوع كامل. كيف سيكون شعورك في نهاية الأيام السبعة؟ على الأغلب بأنك ستتضور جوعاً، وربما ستشعر بالضعف نوعاً ما، ومن شبه المؤكد أنك ستكون شخصاً أنحف. لكنك مع ذلك ستكون على ما يرام بشكل أساسي.
الآن دعنا نفترض أنك ستحرم نفسك من النوم لمدة أسبوع. وهذا أمر سيئ. فبعد بضعة أيام، ستكون غير قادر على تأدية أي وظيفة تقريباً. وهذا هو السبب الذي دعا منظمة العفو الدولية إلى إدراج الحرمان من النوم كأحد أشكال التعذيب.
وفيما يلي مقطع من مذكرات رئيس وزراء سابق يروي فيها تجربة الحرمان من النوم التي تعرض لها: "تبدأ سحابة ضبابية بالتكوّن في رأس السجين الخاضع للاستجواب. روحه متعبة حتى الموت، ورجلاه ترتجفان، وليس لديه إلا رغبة واحدة، ألا وهي النوم. أي شخص اختبر هذه الرغبة يعرف تماماً بأنّ لا الجوع ولا العطش يقارنان بهذا الشعور".
فلماذا إذن يُعتبرُ النوم هو أول الأمور التي نبدي استعدادنا للتضحية بها مع تزايد المطالب المفروضة علينا في حياتنا؟ فنحن نستمر في العيش وفي بالنا خرافة دائمة مذهلة: إذا نمنا ساعة أقل، فإنّ ذلك سيعطينا ساعة إضافية من الإنتاجية. أما في الواقع، فتشير الأبحاث إلى أنّ حرماناً مهما كان
اترك تعليق