3 خطوات للنجاح في إلقاء عرض تقديمي أمام جمهور صعب الإرضاء

2 دقائق
إلقاء عرض تقديمي
shutterstock.com/Rawpixel.com

كان المتحدث يبذل قصارى جهده لمواصلة التحدث ولكن كان الجمهور مشغولاً بأمور أخرى. فقد كان الحاضرون متململين ويرغبون في الذهاب إلى قاعة الاستقبال لتناول مشروبات ووجبات خفيفة مجاناً. ومع ذلك، واصَل المتحدث إلقاء عرض تقديمي بصوت أعلى من صيحات الاستهجان والهمهمات.

تذكرت هذا المشهد عند مشاهدة التغطية الإخبارية للمتظاهرين الذين يعرقلون اجتماعات المجالس البلدية حول إصلاح أنظمة الرعاية الصحية التي يعقدها أعضاء الكونغرس في مقاطعاتهم. ولكن معظم أعضاء الكونغرس ليسوا ساذجين مثل المتحدث الذي وصفته؛ فهم يعرفون جيداً أنهم ينبغي ألا يتجاهلوا الحشود الغاضبة. يسعى البعض إلى إشراك المتظاهرين؛ بينما ينهي آخرون الاجتماعات ويكتفون بهذا القدر.

لا توجد طريقة مُثلى للتعامل مع حشد جامح صعب المراس، ولكن من الواضح أن المسؤول التنفيذي الذي ذكرته أعلاه ارتكب خطأ؛ فقد تجاهل الجمهور. يسعى المتحدثون الأكثر مهارة، مثل السياسيين، إلى إشراك الجمهور. إذا كان هذا هو اختيارك وكان من الآمن لك التحدث، فإليك بعض الاقتراحات لمساعدتك عند التعامل مع جمهور صعب المراس وصاخب.

كن مستعداً

يجب أن يعرف كل متحدث ما يتوقعه جمهوره قبل أن يبدأ التحدث. في مثال المسؤول التنفيذي، لم يأخذ في الاعتبار حقيقة أنه كان المتحدث الأخير في ذلك اليوم وأنه الشيء الوحيد الذي يقف بين الجمهور وقاعة الاستقبال. بمعنى أنك إذا كنت تتوقع أن الحضور لن يتقبل رسالتك، فادرس بعناية الأسباب التي قد تؤدي إلى شعوره بالانزعاج. يجب أن تدمج حججك المضادة في عرضك التقديمي، أو أن تكون مستعداً لتقديم هذه الحجج إذا طُرحت عليك أسئلة.

كُن مرناً

إذا قاطعك شخص ما، فأقِر بذلك. يتعلم الممثلون الكوميديون، الذين غالباً ما يكسبون شهرتهم من خلال تقديم عروض في المقاهي الصغيرة، في مستهل حياتهم المهنية كيفية مداعبة المقاطعين. في بعض الأحيان يمكنك تجنب الملاحظات الساخرة وإجراء حوار سريع متبادل. فهذا يُظهر أن المتحدث، وليس المقاطِع، هو المسيطر. لكن أوقف النقاش بسرعة واستكمل عرضك التقديمي. إذ ينبغي لك ألا تتنازل للحشود عن حقك في السيطرة.

كن حازماً

إذا بقي أصحاب الصيحات العالية يتحدثون، فامنح بقية الجمهور فرصة للتعبير عن آرائهم. تفاوض معهم لمتابعة حديثك ولكن عِدهم بأنك ستتلقى الأسئلة بمجرد الانتهاء من عرض ملاحظاتك. في حالة حدوث ذلك، اترك النص وتحدث مباشرة إلى الجمهور. توخَّ الإيجاز وحافظ على هدوئك. فالرد عليهم بالصياح أيضاً يجعلك واحداً من الحشد الهائج، أما التحدث بثقة فهو إقرار بسيطرتك على الرسالة التي تود توصيلها.

ليس هناك ما يضمن أن تهدئ هذه الاقتراحات الحشد. وكما رأينا في الاحتجاجات المتعلقة بأنظمة الرعاية الصحية، فإن بعض الحاضرين لا يأتون للاستماع، بل للتشويش على النقاشات. وكما هو الحال عند التعامل مع الأطفال العنيدين والمدللين، لا تكون النقاشات المنطقية ممكنة في كثير من الأحيان. فعندما يكون "المزاج التخريبي" هو السائد، أو إذا كنت تشعر بعدم الأمان، ابتعد. وافعل ذلك بهدوء وبطريقة مدروسة. ابتعد بثقة عن المسرح واذهب إلى مكان هادئ ومحمي. (وبالطبع إذا كان الأشخاص يرمون أشياء عليك، فاخرج على وجه السرعة).

تتطلب مواجهة حشد هائج إحساساً قوياً بالذات. والمبدأ الفعال المتَّبع عند إشراك الجمهور هو السيطرة: إذا كنت مسيطراً، فواصِل حديثك، أما إذا فقدت السيطرة، فانسحب.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي