ملخص: يكافح الكثير من المهنيين الناجحين للاستمتاع بإنجازاتهم. ونشعر بالسعادة حينها لأن منظومة المكافأة في أدمغتنا تقوم بإفراز الدوبامين، وهو الناقل العصبي المعروف بهرمون السعادة، تدفعنا إلى تحقيق الإنجازات للحصول على ذلك الإحساس الرائع بالسعادة. لكن مدة هذه السعادة لن تستمر طويلاً لأن أدمغتنا مصممة لتحقيق التوازن في المواقف التي تطغى عليها العاطفة الجياشة. ما يجعلنا متلهفين لتكرار أي تجربة تقدم لنا تلك السعادة التي ذقنا حلاوتها والتي تعطينا الشعور بالرضا عن ذاتنا. لكن هذه الحلقة التي تسبب ما يشبه الإدمان تدمر معاييرنا "للاكتفاء" بشكل تام، وبالتالي تقف حائلاً أمام قياسنا الموضوعي لمستوى الرضا بعد كل إنجاز. ولذلك وعلى الرغم من أن غالبيتنا يعرف بشكل بديهي أن السعادة لا تتحقق عبر السعي وراء المال أو المكانة أو الشهرة، فلا يمكننا التوقف عن السعي. وفي حال كنت صادقاً في بحثك عن الرضا الدائم في حياتك، فستحتاج إلى إعادة النظر في طريقتك للعثور عليه. يقدم لنا المؤلف استراتيجيات عدة في هذا الصدد.
مع نهاية عام 2022، كنت أقضي وقتاً ممتعاً في جلسة تأمل للعام المنصرم مع أحد عملائي الذي يشغل منصب مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات، وسنطلق عليه اسم لوغان. وعندما كنا نجرد إنجازاته في ذلك العام، أدهشني بعبارة قالها: "أتدري، لست راضياً تماماً". وليوضح أكثر عما كان يقصده بتلك العبارة، ذكر أنه على الرغم من تحقيقه لجميع أهدافه تقريباً لا بل وتفوقه في تحقيقها، فإنه لا يفكر إلا بالهدف الوحيد الذي فشل في تحقيقه والذي كان في الحقيقة غير ذي أهمية مقارنة بسجل إنجازاته الحافل في ذلك العام. كنت أخال أننا سنلتقي لنحتفل سوياً بحصاده الوفير لثمار اجتهاده. لكن إخفاقاً جزئياً فقط لأحد أهدافه سرق منه شعوره بالفرح الذي استحقه عن جدارة.
سألته وأنا أسيطر على أعصابي: "أنت تعني إذاً أنك لو حققت ذلك الهدف بشكل تام كنت ستشعر بالرضا لتحقيقه إلى جانب كل تلك الإنجازات، وبما أنك لم تفعل، فأنت غير راضٍ عن تحقيق أي من تلك الإنجازات؟".
ولأزيدكم من الشعر بيت، أجابني: "كيف لي أن أرضى بالفشل؟".
لا يعاني لوغان وحده من الربط غير السليم بين السعادة والنجاح. يكافح العديد من المهنيين الناجحين للاستمتاع بإنجازاتهم. حيث خلصت إحدى الدراسات إلى أن 72% من رواد الأعمال الناجحين يعانون من الاكتئاب أو مشكلات أخرى تتعلق بالصحة النفسية. وأن الرؤساء التنفيذيين معرضون للاكتئاب بأكثر من ضعف معدل عامة الناس. أعترف أن جزءاً من عدم ارتياحي من شكوى لوغان ينبع من تجربتي الصعبة في نفس السياق. فغالباً ما أكون عاجزاً عن الشعور بالرضا عن إنجازاتي المهنية لأنني أقوم بمقارنات غير سليمة مع إنجازات الآخرين أو أركز على ما لم أحققه أكثر مما حققته.
قضى الأستاذ في جامعة هارفارد آرثر بروكس (Arthur Brooks) سنوات عدة في دراسة ربطنا الأحمق والحتمي بين الإنجاز والثروة والشهرة والشعور الدائم بالرضا. حيث قال في إحدى كتاباته:
تقودنا شراهتنا لاكتساب المزيد وتحقيق النجاح الباهر والإنجازات المذهلة إلى أن نشيئ أنفسنا ونشيئ بعضنا بعضاً (نتحول إلى أشياء وليس بشراً). فعندما تشعر أنك تستحق جسداً أفضل من جسدك المعافى أو وظيفة أفضل من وظيفتك الرائعة أو حساباً مصرفياً أكبر وأكبر تجلب الأسى إلى نفسك، فتعمل دون رحمة وتقسو على نفسك وتتحول من إنسان إلى مخلوق آخر لا يهمه سوى العمل. فتضحي بالأوقات التي يجب أن تخصصها لعائلتك ولهواياتك الشخصية في سبيل العمل المضني، باحثاً عن صوت ينبع من داخلك يقول: أنت على الطريق الصحيح للنجاح. حينها نصبح أشباح بشر.
وهناك ما يغذي هوسنا باكتساب المزيد من الأموال أو المقتنيات الباهظة الثمن أو النجاحات المهنية أو المكانة الرفيعة. فنحن نشعر بالسعادة عندما نحقق الإنجازات لأن منظومة المكافأة في أدمغتنا تقوم بإفراز الدوبامين وهو الناقل العصبي المعروف بهرمون السعادة، فنُدفع إلى تحقيق الإنجازات للحصول على ذلك الإحساس الرائع بالسعادة. لكن مدة هذه السعادة لن تستمر طويلاً لأن أدمغتنا مصممة لتحقيق التوازن في المواقف التي تطغى عليها العاطفة الجياشة. ما يجعلنا متلهفين لتكرار أي تجربة تقدم لنا تلك السعادة التي ذقنا حلاوتها. لكن هذه الحلقة التي تسبب ما يشبه الإدمان تدمر معاييرنا "للاكتفاء" بشكل تام، وبالتالي تقف حائلاً أمام قياسنا الموضوعي لمستوى الرضا بعد كل إنجاز. ولذلك وعلى الرغم من أن غالبيتنا تعرف بشكل بديهي أن السعادة لا تتحقق عبر السعي وراء المال أو المكانة أو الشهرة، فلا يمكننا التوقف عن السعي.
لفتت ردود فعل لوغان المتناقضة على نجاحه انتباهي إلى قضية بالغة الأهمية. حيث لم يكن عدم رضاه نابعاً من النتائج التي حققها، بل نتيجة لتدريب مسبق. فقد تم تدريب دماغه على توقع الشعور بعدم الرضا ومن ثم الشعور بعدم الرضا فعلاً لأن دماغه يستند إلى معايير خاطئة للاكتفاء. ففي بداية العام أقنع لوغان نفسه بأن شعوره بالرضا مرتبط بتحقيقه لجميع أهدافه. وهذا يعني أنه عرّف عدم الرضا على أنه عدم تحقيق جميع أهدافه.
وبما أنه من الممكن التدرب على الشعور بعدم الرضا، فيمكن التدرب على الشعور بالرضا. وبدلاً من النظر إلى الرضا كنتيجة لأحداث معينة، وربطه بعلاقات غير مضمونة وغير سليمة مع أهداف مثل الثروة أو المكانة أو الجوائز (أي سأكون راضياً عندما)، يجب أن نتعامل معه على أنه مهارة أو سلوك مكتسب (أي سأكون راضياً لأن). نحن بحاجة أساساً إلى النظر إلى النجاح والرضا بوصفهما حالتين غير ثابتتين ومستقلتين إحداهما عن الأخرى.
فماذا لو بدأ لوغان عامه بالقول "سأكون راضياً لأنني عملت في مشاريع مثيرة مع أشخاص رائعين" أو "سأكون راضياً لأنني حصلت على بعض الفرص للتألق عبر مواهبي وقدمت فرصاً للآخرين للتألق عبر مواهبهم". وبذلك ننظر إلى الرضا كخيار، وليس كنتيجة غير مضمونة. فإذا كنت صادقاً في بحثك عن الرضا الدائم في حياتك، فستحتاج إلى إعادة النظر في طريقتك للعثور عليه.
إعادة ضبط معاييرك للاكتفاء
في حال كنت ميالاً للشعور بعدم الرضا في اللحظات التي تتوقع أن تكون فيها راضياً، وتضاعف الجهود للوصول إلى النتائج نفسها التي جعلتك ميالاً لعدم الرضا، فحينها يجب عليك إعادة صياغة علاقتك مع الرضا. ولذلك أهمية كبيرة نظراً للأثر الضار الذي قد يسببه شعورك بعدم الرضا على علاقاتك المهمة. وفي حال أحببت أن تتدرب على الطريق الذي يوصلك إلى الرضا يجب أن تبدأ بتغيير عقلية الرضا التي تحملها. يجب عليك إعادة صياغة معايير الاكتفاء الخاصة بك بحيث تقوم بجمع البيانات المناسبة وقياسها. للبدء حدد معايير التي تعاني لتحقيقها:
أعد النظر في علاقتك بالمال
في حال كان السعي وراء الثروة رمزاً للرضا فلست وحدك في هذا السياق. فوفقاً لإحدى الدراسات، يعتقد 79% من الأميركيين أنهم سيكونون أكثر سعادة في حال حصلوا على المزيد من المال. ومن المؤكد أنك تستطيع تحقيق درجة معينة من الرضا عبر المال، ولكن غالباً لن يحقق لك المال بحد ذاته الرضا كما أثبتت العلوم الاجتماعية منذ فترة طويلة.
والسؤال الأعمق الذي يجب أن تمعن التفكير فيه هو "ماذا يعني لي امتلاك المزيد من المال؟" صحيح أننا جميعاً لدينا تلك العلاقة المعقدة بالمال إلى حد ما، لكن عندما تتحول هذه العلاقة من وسيلة لرفاهنا إلى تحديد لقيمتنا الحقيقية فإننا حينها نخلط بين الوسيلة والغاية.
إليك بعض الأسئلة لتبدأ في إعادة صياغة علاقتك بالمال:
- ما الدور الذي يلعبه المال في رفاهيتي؟
- لماذا أقلق من قلة المال؟
- هل أقارن ثروتي بالآخرين (الراتب، سعة المنزل، الممتلكات المادية) وأشعر بعدم الرضا عندما أظن أن الآخرين يمتلكون أكثر مني؟
- كيف يجعلني المال أشعر بالذنب أو الخزي أو النقص أو الأهمية؟
- ما تعريفي للاكتفاء المالي؟
أعد النظر في علاقتك بالإنجازات
نشعر بسعادة تفوق الوصف عندما ننجح بتحقيق هدف بشق الأنفس مثل الترقي لمنصب أعلى في العمل، أو نشر كتاب يحمل أفكار فريدة من نوعها، أو ابتكار مناهج جديدة. لكن كم تدوم هذه السعادة؟ عندما تلتقي بأشخاص جدد، هل تكون متحمساً لاطلاعهم على نجاحاتك؟
عندما يحدد سجل إنجاراتنا قيمتنا الحقيقية، نبذل كل ما نستطيع ونفني أنفسنا في سبيل الوصول إلى درجة أعلى من الإنجاز، ما يؤدي بنا إلى إهمال علاقاتنا المهمة والحرمان من السعادة في العمل والحياة، وحينها تصبح علاقتنا بالإنجاز غير سليمة. إليك بعض الأسئلة لتبدأ في إعادة صياغة علاقتك بالإنجاز:
- هل أهمل العلاقات الرئيسية (الزوج، الأطفال، الأصدقاء) في سبيل السعي لتحقيق النجاح؟
- هل أضحي بصحتي (الراحة، الغذاء، الصحة النفسية) لتحقيق النجاح؟
- هل أشعر بخيبة الأمل أو الغضب عندما لا أحقق الهدف؟
- متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالمرح في عملي بصرف النظر عن النتائج، أي المرح النابع من أدائي لعملي؟
- هل أقارن إنجازاتي بإنجازات الآخرين، مستخفاً بنجاحاتهم معتقداً أنها ليست بمستوى نجاحي؟
- ما تعريفي للاكتفاء فيما يتعلق بالإنجاز؟
أعد النظر في علاقتك بالمكانة والتقدير
من المنطقي أن نشعر بالرضا عندما نحظى بإعجاب مَن نحترمهم. إن تقدير الآخرين لنا يجعلنا نشعر بالفرادة والتميز. وقد يعمي أبصارنا النفوذ الواسع والأوساط الاجتماعية المرموقة، والتكريم الذين يصاحبون النجاح. وقد عززت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الحقيقة بقوة من خلال منح الرضا مباشرة عند تحقيق المكانة والشهرة. أصبح عدد المتابعين والإعجابات والمشاركات رصيد تأثير يتفاخر به الناس ويمدهم باستمرار بجرعات من الشهرة العابرة.
وتبدأ المشكلة عندما ينحرف استمتاعنا بشعورنا بالأهمية ويتحول إلى توق شديد لها. فنلجأ حينها إلى سلوكيات البحث عن الاهتمام للحفاظ على استمرارية جرعات الإعجاب. وبين جرعة وأختها، نشكك في قيمتنا الحقيقية ونتساءل إن كنا محبوبين حقاً خارج صورتنا التي شكلناها، وإذا ما كان كل ذلك الإعجاب صادقاً في الحقيقة. إليك بعض الأسئلة لتبدأ بإعادة صياغة علاقتك بالمكانة والتقدير:
- ما الأساليب التي اتبعها بانتظام للحصول على التقدير من الأشخاص المهمين؟
- هل أقضي وقتاً طويلاً في مراقبة مكانتي على وسائل التواصل الاجتماعي؟
- هل أشعر بالاستياء عندما يحصل الآخرون على تقدير أشعر أنني أستحقه أكثر منهم؟
- هل أتساءل في نفسي كم أنا محبوب، أو أشك في قيمتي الحقيقية كإنسان؟
- هل أحاول التلاعب بالمحادثات (التواضع الكاذب، وذكر أسماء كبيرة، وإظهار التفوق) لإبهار الآخرين وتشجيعهم على مديحي؟
- ما تعريفي للاكتفاء فيما يتعلق بالمكانة والتقدير؟
لنكن واضحين، لا عيب في المال أو الإنجاز أو التقدير. فبإمكانهم إثراء حياتنا وحياة من حولنا. ولكن عندما يعتمد رضانا عليهم، فإننا نشوه فوائدهم ونقلبهم مضار. وبغض النظر عن مقدار المال أو الإنجاز أو التقدير الذي نحصل عليه، فإن الرضا الذي يقدمونه سيكون قصير الأجل، ما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة من "تكيف المتعة".
أعد النظر في معاييرك
قام الأستاذ الراحل بكلية هارفارد للأعمال كلايتون كريستنسن (Clayton Christensen) مؤلف كتاب "كيف ستقيس مستوى حياتك؟" (?How Will You Measure Your Life) بطرح أسئلة مهمة على طلابه عند تخرجهم حول كيفية التأكد من أن حياتهم ستقدم لهم سعادة حقيقية. لسوء الحظ، ما يزال عالم العمل اليوم يشجعنا على قياس الأشياء التي لا تقدم لنا السعادة. وعلى الرغم من أن السنوات القليلة الماضية قد أثرت بالتأكيد في تغيير قيم الناس، فالمسار طويل قبل أن يصبح خطاب العناية بالذات والعيش الهادف هما القاعدة، ليضعانا في مسارات سليمة لتحقيق الرضا الدائم.
ووضع المعايير خطوة أولى مهمة كما أكد كريستنسن في كتابه. إليك ثلاثة تحولات يمكن أن تساعدك على إعادة النظر في معايير الرضا:
التحول من المقارنة إلى التعاطف
يتفق علماء النفس على أن المقارنة الاجتماعية كمقياس للنجاح تؤدي إلى الحزن وفقدان البوصلة. فحصر تركيزنا على الخطوة الأخيرة لشخص آخر يمنعنا من التركيز على خطوتنا القادمة.
وبدلاً من لوم نفسك على ما لم تحققه، أو الاستياء مما يحققه الآخرون، هنئ نفسك حتى لو كان التقدم تدريجياً. وأظهر تعاطفك مع الذين تتصورهم خصوماً على كل ما عانوه للوصول إلى أهدافهم. وبدلاً من الشعور بالحسد أو إثارته من خلال المقارنات، فإن الاستجابة الأكثر تعاطفاً هي الامتنان لحصولك على امتياز أداء العمل الذي تقوم به، وللتجارب الإيجابية التي مررت بها، وحتى الانتكاسات المؤلمة التي جعلتك أفضل.
التحول من العد إلى الإسهام
وبدلاً من تسجيل النقاط بشكل دائم (أي تكيف المتعة)، أو عد أموالك أو الجوائز أو المتابعين، فكّر أين يمكنك تقديم الإسهامات. في حياة من أحدثت فرقا إيجابياً؟ لمن قدمت فرصاً للنمو؟ هذه هي الإنجازات التي تؤدي إلى الفرح الدائم كما تؤكد العلوم الاجتماعية. وبدلاً من الرفع الدائم لسقف متطلبات تحقيق الرضا، ابحث عن طرق تسهم فيها على نحو إيجابي في حياة الآخرين، وكن سعيداً برصيد إسهاماتك.
التحول من التقليل بشأن الآخرين إلى التواصل معهم
يمكن لحلقة الإدمان التي يشكلها ارتفاع نسبة الدوبامين ومن ثم انخفاضه أن تجعلنا نشعر بالمرارة والقلق والحزن. وعندما نرى سمومنا العاطفية تؤذي الآخرين يزداد شعورنا سوءاً. يؤدي التقليل من قيمة أنفسنا ومن قيمة الآخرين الذين يحاولون مساعدتنا إلى العزلة والشعور بالوحدة. وفي حال تُركنا بمفردنا في صحبة أصوات غير موثوقة في رؤوسنا، سنعيش في دوامة ونندفع بشدة لاستعادة ذلك الرضا الذي لا يدوم سوى لحظات عابرة.
وهنا بالضبط يكون التواصل مع الآخرين الترياق الذي نحتاج إليه للشعور بالرضا. فبدلاً من جلد ذاتك أو دفع الآخرين بعيداً عنك، تحلى بالشجاعة اللازمة للتواصل وطلب المساعدة. وبدلاً من ازدراء الجميع، قدر قيمة أفراد العائلة والزملاء والأصدقاء الذين يمكنك اللجوء إليهم (والذين يلجؤون إليك) عندما تصبح الحياة صعبة. ستجد الرضا الدائم ينتظرك هناك.
إذا كان الرضا العميق الدائم هو ما تتوق إليه، وكان تكيف المتعة هو ما تتوق إلى التحرر منه، فما عليك سوى إعادة تعلم كيف تشعر بالرضا. وسيتطلب منك التعلم التجربة والخطأ والعمل الجاد والتصميم مثل تعلم أي مهارة جديدة. ولا ريب أن تعلم الرضا عملية صعبة. فقد فعلت سرديات الاكتفاء غير السليمة فعلها لسنوات طويلة. ونحن نعيش في عالم يعلمنا منذ سنواتنا الأولى أن نبحث عن الرضا في الأماكن الخاطئة. لكن ذلك لا يجردنا من حرية الاختيار.
اتفقت أنا ولوغان على أننا بحاجة إلى تصحيح علاقاتنا غير السليمة بالإنجاز وتعاهدنا على دعم أحدنا للآخر في هذا المسعى. وسنركز على بذل الجهد الأقل لكن الأفضل وبسعادة، بدلاً من زيادة الجهد لنكون فقط أفضل من الآخرين.
أغمض عينيك وفكر في لحظة شعرت فيها برضا حقيقي وعميق، لحظة فرح تعيشها كل يوم مع أناس تحبهم، فكر في تلك اللحظات التي تحدث فيها فرقاً في حياة الآخرين. ألا يستحق المزيد من لحظات الرضا تلك أن نبذل ما بوسعنا؟