ملخص: جميعنا يخطئ، ولا بد من أن تواجه موقفاً محرجاً يوماً ما في حياتك المهنية وتشعر بالحرج الشديد. وأسوأ حل لهذا الموقف جلد نفسك وتحطيم معنوياتك، فلن تكسب شيئاً من زعزعة ثقتك بنفسك أو النظر إلى زلاتك كدليل على تدني قيمتك. عندما ترتكب خطأ محرجاً ستتمنى ألا ينتبه له أحد، ومن الطبيعي حينها أن تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعك، ولكن لا بد من المواجهة. إليك بعض الطرائق لتجاوز المواقف المحرجة في العمل:
- خذ نفساً عميقاً. وفي حال تسببت زلتك بالشعور بالذعر والاضطراب، فحاول تهدئة نفسك عن طريق التنفس بعمق.
- تعاطف مع نفسك وارفق بها. وتذكر دائماً أن الموقف كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير، فعادة نحن البشر نضخم المواقف المحرجة في أذهاننا أكثر من الواقع.
- أدرك ما حدث بدقة وتحمل مسؤولية الموقف أو الخطأ. وفي حال كان لا بد من الاعتذار أو تصحيح الخطأ أو إصلاح الموقف بعد التعرُّض لموقف محرج، فافعل ذلك حتى تتمكن من تجاوزه.
- سلّط الضوء على الجانب المضحك في هذا الموقف. بعض المواقف المحرجة مضحكة وقريبة من القلب في حال كنا على استعداد للنظر إليها بهذه الطريقة. وكل بيئات العمل تحتاج إلى أجواء من المرح. افسح المجال للمرح، ولا تكبح ضحكاتك في حال كان الموقف يسمح بذلك.
- استذكر الموقف مع أحد الأصدقاء ولكن تجنب اجترار الأفكار السلبي. وفي حال لم تكن قادراً على نسيان الموقف وظلّ يدور في خلدك، تحدث عنه مع أصدقائك الذين تثق بهم. ولا تصغ إلى ما يقوله أصدقاؤك فحسب، بل انتبه أيضاً إلى لغة الجسد وتعابير الوجه التي قد تكون مليئة بالمشاركة الوجدانية.
- اصرف انتباهك في اتجاه آخر. وفي حال لم تكن مستعداً للتحدث مع أصدقائك، اشغل تفكيرك في مسائل أخرى.
أنا أستاذة جامعية وقضيت أكثر من 20 عاماً بين نشر الأبحاث والتدريس والاستشارات والتعاون مع المؤسسات غير الربحية وإدارة مؤسستي غير الربحية وتوجيه المهنيين الشباب، وعندي وظيفة أخرى بدوام كامل هي تربية طفلين.
يسألني الناس كثيراً كيف أوفق بين تلك المهام بهدوء. وعندها أتساءل عما يجعلهم يعتقدون أنني هادئة. فحياتي غير منظمة وفوضوية أكثر مما يظنون.
فقد ارتكبت أخطاء لا تعد ولا تحصى عبر مسيرتي المهنية. ومنها أنني استغرقت في النوم وكنت على وشك تفويت مقابلة شخصية، وتعثرت وأنا أمشي على خشبة المسرح لتقديم عرض تقديمي، واعترفت بحبي على برنامج التواصل زووم، وأخبرت طلابي بحماس أنهم بحاجة إلى "تحميلة" مفيدة بدلاً من "جملة" مفيدة.
وتلك كانت مجرد حفنة من المواقف المهنية المحرجة التي كنت متيقنة أنني لن أتعافى منها مطلقاً. إذ إنني لا أستطيع ضبط تصرفاتي عندما تلفت أخطائي انتباه الآخرين، بل على العكس أشعر حينها بالارتباك والعجز عن تصحيحها أو التفكير في تعليق ذكي لإخفاء عدم ارتياحي.
لكنني أدركت مع مرور السنين أن الأخطاء ليست سوى جزء طبيعي من الحياة بصرف النظر عن مدى استعدادي لها. لقد تعلمت ألا أسمح لزلاتي أن تعكر صفوي، أو تدخلني في دوامة من النقد الذاتي. فالجميع يرتكب الأخطاء، ويمكننا الاستفادة من تلك المواقف لنتريّث قليلاً، ونضخ روح المرح في حياتنا، ونتدرب على أن نبقى متماسكين في أوقات الأزمات.
ولأخفف عليكم وطأة زلاتكم، إليكم أربعة مواقف محرجة أخرى من مسيرتي المهنية وكيف تجاوزتها.
1. كسر الجليد
كان عمري 25 عاماً عندما بدأت التدريس بكلية الأعمال. درست قبل أول محاضرة لي طريقة إلقاء المتحدثين المشهورين ونبرة صوتهم ولغة جسدهم عند التحدث لكي أعزز حضوري كأستاذة. لاحظت حينها أن المتحدثين العظماء كانوا هادئين وواثقين ورابطي الجأش، لدرجة أنهم كانوا يتوقفون بشكل طبيعي في منتصف الجملة لأخذ رشفة من الماء، ما يجعل القاعة برمتها تنتظرهم بترقب، بكل بساطة أو على الأقل هذا ما ظننته.
وفي المحاضرة الأولى وبكل هدوء أمسكت بقارورة الماء التي كنت قد وضعتها بشكل استراتيجي في متناول يدي. لكني أخطأت في تقدير المسافة بين قارورة الماء وفمي، فارتطمت قارورة الماء بفمي قبل أن أبدأ بالشرب. تظاهرت بالثقة وتابعت شرب الماء لكني سرعان ما توقفت عندما أشرقني الماء، وبدأ ينهال على جانبي فمي وعلى قميصي الحريري. وبدا أن السعال الذي خرج عن سيطرتي لا نهاية له، وكان ذلك النوع من السعال المُسيل للدموع لأن الماء سقط في المجرى التنفسي حيث تشعر أن الموقف لن ينتهي على خير. وبعد 20 عاماً من التدريس في كلية الأعمال، ما يزال يتعين علي كسر الجليد بشكل أفضل.
ماذا تعلمت
عندما ترتكب خطأ مُحرجاً في مكان عام (تعثرت على خشبة المسرح، سكبت مشروبك في حفلة في العمل، سقطت من على مقعدك حول طاولة مؤتمر)، لا تُضخم الأمر كثيراً وعندها لن يكون ذا أهمية في نظر الآخرين، لأنه ليس بالسوء الذي تظنه مطلقاً. ستندهش من مدى تعاطف الحضور معك ومدى تجنبه لانتقادك. فالجميع يحب القادة الذين يظهرون الجانب الإنساني لهم. فتواضعك هو ما يجعلك محبوباً.
بعد انسكاب الماء المحرج في قاعة التدريس، خرجت إلى الردهة لأستجمع قواي. أردت حينها أن أواصل طريقي حتى أبلغ منزلي، لكنني علمت أنه لا بد من العودة إلى داخل تلك القاعة. وحين دخلت هرع الطلاب للاطمئنان علي. وسألني أحدهم إن كنت بحاجة إلى شرب قليل من الماء. صعدت إلى المدرج حيث يجلس، وأخذت قارورة الماء التي قدمها لي، وقلت له: "نعم، شكراً لك، فقد استهلكت غالبية مياه قارورتي في وقت سابق".
وانفجرت القاعة من الضحك. أدركت في تلك اللحظة أن نوبة السعال أظهرت الجانب الإنساني فيّ، وذلك شجع طلابي على التواصل المباشر معي.
2. زلّات اللسان
في الغالب أكون متحمسة جداً للمتحدثين الضيوف، ولم تستطع اجتماعات الزووم أن تثبط حماسي لهم. وفي أحد اجتماعات الزووم انضم متحدث ضيف من مؤسسة غير ربحية إلى اجتماع يضمني أنا وقرابة 40 أكاديمياً، ومختصاً، وقائداً في القطاع غير الربحي. وبدا المتحدث جذاباً ومتوقداً في عرضه التقديمي الذي أحببت كل شيء فيه. لقد أحببت عرضه التقديمي بشدة لدرجة دفعتني إلى الرغبة في أن يعلم هو والجميع ذلك. أزلتُ كاتم الصوت وبدلاً من قول "أحببتُه!" قلت "أحبك!". ومباشرة بعد أن أعلنت حبي للمتحدث الذي التقيت به منذ لحظات فقط، بدأ أصدقائي في إرسال رسائل النصية: يا إلهي! هل اعترفت بحبك له؟ ماذا فعلت، سأموت من الضحك، أحببت ماذا؟؟؟.
ماذا تعلمت
وبعد أن أخبرت المتحدث الضيف بأنني أحبه، أحسست أن الدم قد تجمد في عروقي. وعندما ضحك أصدقائي على زلتي التي لم أدركها إلا بعد لحظات، ضحكت معهم على نفسي، ومضيت قُدماً، ولم ألفت انتباه الآخرين إلى زلتي. وأرسلت لاحقاً رسالة على بريد إلكتروني إلى المتحدث شرحت فيها سبب إغلاقي أنا وأصدقائي للكاميرا للحظات في نهاية عرضه التقديمي (إذ كنا نضحك على زلتي). فأجاب برسالة عبّر فيها عن مدى تقديره لحماسي.
3. تعب ما بعد السفر
سافرت مرة إلى هونغ كونغ لإجراء مقابلة عمل. وكانت المشكلة أنني وصلت في الليلة السابقة للمقابلة وأخذني مضيفي في جولة إلى عدة أماكن مثيرة منعتني من العودة إلى غرفتي في الفندق للنوم (ما أدى إلى زيادة إرهاق ما بعد السفر)، ونجح بذلك. فلم أنم حتى الساعة 10:00 مساء بالتوقيت المحلي، حيث كنت أتقلب كل ساعة من تلك الليلة. وفي النهاية غرقت في سبات عميق. وفي صباح اليوم التالي، أيقظني موظف الاستقبال عبر هاتف غرفتي. كان أحد أعضاء فريق التوظيف في الطابق السفلي ينتظرني على طاولة الإفطار لنبدأ يوم عملنا. فتملكني الذعر حينها.
قفزت من سريري، وكويت سترتي فقط، وارتديتها فوق قميص متجعد. لم أكن أعلم أن درجة الحرارة في الخارج كانت مرتفعة جداً، وفي كل مكان كان يعرض علي أحدهم حمل سترتي. ورفضت كل العروض، ما أثار دهشة من كان حولي.
ماذا تعلمت
عندما يفوتك اجتماع مهم أو تحضر متأخراً لسبب معقول، فكن صادقاً حين تشرح ذاك السبب. وبخاصة في أثناء مقابلة العمل، تذكر أن هذه المقابلة تمثل فرصة لك لتقييم صاحب العمل المستقبلي. ففي حال لم يُظهر صاحب العمل المستقبلي تعاطفاً تجاه المسافرين الذين يعانون إرهاق ما بعد السفر أو حالات الطوارئ الشخصية، فهل ترغب حقاً في الانضمام إلى فريقه؟
ليتني شرحت لهم ظروف نومي حينها لأنه تبين لي أن أفراد هذه المؤسسة من أكثر الأشخاص الذين عرفتهم بساطة في حياتي المهنية. بدأت يومي مرتبكة ومضطربة في حين كان من الممكن أن أبدأه مرحة وسعيدة، ما كان سيؤدي إلى يوم عمل أفضل للجميع.
4. الأشياء المتطايرة
بصفتي أستاذة جامعية لا تستطيع التركيز في مكان هادئ، ألجأ غالباً إلى العمل في المقاهي. في أحد الأيام كنت جالسة في مقهى ستاربكس في الساعة السادسة صباحاً. سألني شخص جالس على الطاولة المجاورة لماذا بدأت يومي باكراً. تحدثنا قليلاً، وقال لي إنه يبحث عن عمل يخص الترويج للعلامات التجارية، وهو مجال أقدّم فيه الاستشارات إلى جانب عملي اليومي في الأوساط الأكاديمية. وبعد الدردشة وتبادل رسائل البريد الإلكتروني، أخبرته أنه من الأفضل أن نبدأ العمل.
عندما أخرجت الكمبيوتر المحمول والدفتر من حقيبتي، طارت فوطة نسائية وهبطت على الأرض وشعرت أنها هبطت في منتصف أرضية المقهى. وإذا تساءلتم عن ردة فعلي فلم أحرك ساكناً واعتقدت بطريقة ما أنه من خلال وضع ذراعي على الطاولة ووضع رأسي بين ذراعي ستقفز الفوطة عائدة إلى حقيبتي. وتجمدت في مكاني. فقام الشخص الذي تبادلت معه عناوين البريد الإلكتروني من أجل تعاون محتمل بإعادتها لي، فوضعها في يدي وهمس قائلاً "قد تحتاجين إليها لاحقاً". وبحلول نهاية ذلك الأسبوع وقعت عقداً مع الشخص نفسه. كان ثمة عمل يخص الترويج للعلامات التجارية يجب أن أنجزه واستعنت بذلك الشخص لتنفيذه.
ماذا تعلمت
تعلمت بمرور الزمن ألا أخجل من المواقف المتعلقة باحتياجاتي الشخصية. في النهاية تعد الفوط النسائية جزءاً طبيعياً من حياة المرأة. لا داعي للخجل من أننا نساء ومن امتلاكنا لأجساد نسائية ومن اعتنائنا بأنفسنا. يجب أن نتشجع كنساء لجعل المناقشات حول الحاجات الحقيقية التي تتطلبها أجسادنا أحياناً طبيعية مثل الأجساد جميعها. لا تتغير احتياجاتنا المادية فجأة عندما ندخل إلى مكان عمل أو اجتماع عمل.
أنا أتحدث هنا عن الفوط النسائية، ولكن ذلك ينطبق أيضاً على الاحتياجات الصحية للنساء الأخريات (مثل غرف الرضاعة للأمهات المرضعات، ووسائل الراحة المتعلقة بالحمل، ووسائل التكيف مع العديد من الطرق التي تتفاعل بها أجسادنا في أثناء انقطاع الطمث). في هذه المواقف، من الأفضل أن نتذكر أن العناية بأجسادنا يجب أن تكون جزءاً من يومنا العادي بأي طريقة نراها مناسبة. يجب أن يكون ذلك مشجعاً وليس محرجاً.
دليل مختصر لتجاوز أي موقف محرج
في حين أن الأمثلة المذكورة أعلاه خاصة بحياتي المهنية، فثمة عدد لا بأس به من النصائح التي يمكن أن تساعدك في تجاوز أي موقف محرج في العمل. إليك دليلاً مختصراً لمساعدتك على تجاوز المشاعر السلبية والمضي قُدماً بثقة.
خذ نفساً عميقاً. عندما تشعر بالحرج سيكون رد فعلك الأول محاولة الغياب عن أعين الناس ولوم نفسك، بصرف النظر عن طبيعة الموقف المحرج. تريّث في هذه الحالة، وفي حال تسببت زلتك بالشعور بالذعر والاضطراب، فحاول تهدئة نفسك عن طريق التنفس بعمق. أوصيك بالبدء بالتحكم بتنفسك عبر (التنفس الواعي)، وبذل قصارى جهدك لتهدئة عقلك وجسمك.
تعاطف مع نفسك وارفق بها. تذكر دائماً أن الموقف كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير، ففي حال غفوت في أثناء اجتماع، يجب أن تكون ممتناً لأنك لم تشخر ولم يسل لعابك. وفي حال سكبت الماء على طاولة الاجتماع، فكن سعيداً إن لم تسكبها على المستندات المهمة، أو على مأخذ التيار الكهربائي. وإذا تعثرت على خشبة المسرح، فستكون محظوظاً إن لم تكسر ذراعك أو تؤذ قدمك. وما عليك إلا النهوض ونفض الغبار والضحك.
أدرك ما حدث بدقة وتحمل مسؤولية الموقف أو الخطأ. كيف حدث ذلك؟ من المحتمل ألا يلاحظ أحد كل التفاصيل التي تتصورها أنت بوضوح وربما مع القليل من المبالغة. وفي حال كان لا بد من الاعتذار أو تصحيح الخطأ أو إصلاح الموقف بعد التعرُّض لموقف محرج، فافعل ذلك حتى تتمكن من تجاوزه. وذلك ليس بالمهمة السهلة لأننا نميل غالباً إلى الهرب بدلاً من مواجهة الموقف، لكن لا تنسَ أن إنهاء الموقف يساعدك على تجاوزه.
سلط الضوء على الجانب المضحك في هذا الموقف. بعض المواقف المحرجة مضحكة وقريبة من القلب في حال كنا على استعداد للنظر إليها بهذه الطريقة. وكل بيئات العمل تحتاج إلى أجواء من المرح. افسح المجال للمرح، ولا تكبح ضحكاتك في حال كان الموقف يسمح بذلك. فللضحك فوائد عدة، مثل تحسين استنشاق الهواء الغني بالأكسجين وخفض التوتر وزيادة الإنتاجية.
لست وحدك. استذكر الموقف مع أحد الأصدقاء ولكن تجنب اجترار الأفكار السلبي. وفي حال لم تكن قادراً على نسيان الموقف وظلّ يدور في خلدك، تحدث عنه مع أصدقائك الذين تثق بهم. ولا تصغ إلى ما يقوله أصدقاؤك فحسب، بل انتبه أيضاً إلى لغة الجسد وتعابير الوجه التي قد تكون مليئة بالمشاركة الوجدانية. فكل منا يواجه مواقف محرجة ويتعامل معها بطريقة مختلفة، لكن لسنا مجبرين على مواجهتها بمفردنا. ويمكن لكلمات بسيطة مثل "أتخيل نفسي في الموقف نفسه" من أحد الأصدقاء أن تمنحك الراحة التي تحتاج إليها سريعاً.
بالنسبة إلي، إخفاء وجهي بوسادة حين استذكار الموقف المحرج مع صديق له مفعول علاجي كبير. وبدلاً من قول "ليت الأرض انشقت وابتلعتني"، فإن إعادة سرد القصة وإخفاء وجهي خلف كفيَّ، أو وسادة (أو أي غطاء) يريحني ويشجعني على إدراك أن الموقف لم يكن محرجاً جداً.
اصرف انتباهك في اتجاه آخر. في حال لم تكن مستعداً للتحدث مع أصدقائك، اشغل تفكيرك في مسائل أخرى. أفضّل شخصياً مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى الموسيقى أو ممارسة الرياضة بحيث أشغل نفسي تماماً بنشاط آخر. فالتسلية تساعد النفس على النسيان. افعل ما شئت، لكن لا تجترر الأفكار وحدك.
جميعنا يخطئ، ولا بد من أن تواجه موقفاً محرجاً يوماً ما في حياتك المهنية وتشعر بالحرج الشديد. وأسوأ حل لهذا الموقف جلد نفسك وتحطيم معنوياتك، فلن تكسب شيئاً من زعزعة ثقتك بنفسك أو النظر إلى زلاتك كدليل على تدني قيمتك. عندما ترتكب خطأ محرجاً ستتمنى ألا ينتبه له أحد، ومن الطبيعي حينها أن تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعك، ولكن لا بد من المواجهة.
أخطاؤنا لا تقيّمنا، فالبشر خطاؤون، والمحترفون ما هم إلا بشر، وينبغي لنا جميعاً أن نعمل على تقدير نقائصنا مثلما نقدر كفاءاتنا.