أهم المهارات الشخصية في المؤسسات الرقمية المتميزة

4 دقائق
أهم المهارات الشخصية في العمل

هل تمتلك أهم المهارات الشخصية في العمل للنجاح؟ أدركت المؤسسات الذكية أن طرح التقنيات الجديدة في مكان العمل لا يتعلق بالعتاد أو البرمجيات، بل يتعلق بعقول البشر. إن كنت ترغب في أن تكون شركتك سريعة التأقلم وقادرة على تحقيق أقصى فائدة من الأمواج المتتالية للابتكارات التقنية، فأنت بحاجة إلى أشخاص قادرين على التكيف مع التغيير.

وهذا يعني تزويد كل أفراد المؤسسة بالمهارات الشخصية والعقلية التي تساعدهم على التكيف بنجاح عند طرح أدوات جديدة مثل منصة "سلاك" (Slack) أو "بيسكامب" (Basecamp) أو "جوجل درايف" إلى مكان العمل. ولكن ما هي هذه المهارات الرقمية؟ قد تكون هذه المهارات أكثر شيوعاً وأقل تعقدياً من الناحية التقنية مما تظن. إليكم بعض النصائح لتنمية مكان عمل يتماشى مع التقنية لتصبح مؤسستك مؤسسة رقمية متميزة:

أهم المهارات الشخصية في العمل

  • التفكير المتمركز حول الأهداف

من السهل جداً أن تعلق في الضغط الناتج عن محاولة التكيف مع أحدث المنصات والأدوات. ولكن معظم الناس لا يتبنون سوى التقنيات التي تساعدهم فعلاً على تحقيق أهداف ملموسة وقيمة.

لذلك تقبل فكرة أنه ليس كل موظف سيستخدم كل تقنية، ومكنهم من اختيار الأدوات التي ستساعدهم فعلاً في أداء عملهم بفاعلية أكبر.

لضمان ألا يثني القصور الذاتي (أو رهاب التقنية) الناس عن تبني التقنيات التي قد تكون مفيدة فعلاً بالنسبة لهم، حاول شرح المشاكل أو الحالات التي تعالجها التقنية وفوائدها كذلك. وعلم موظفيك أن يبدؤوا عملية تبني التقنية بالتفكير في الأهداف المحددة التي يرغبون بتحقيقها بمساعدة هذه التقنية كي يستخدموا كل أداة بفاعلية.

  • مهارات التعاون

لا يمكن أن تعوض أدوات التعاون، مثل "مستندات جوجل" (Google Docs) و"بيسكامب"، المهارات الأساسية المفقودة لدى الموظفين. إذا كان الموظفون غير قادرين على التعاون بصورة جيدة فلن تتمكن أدوات التواصل من مكافحة ميل الموظفين نحو اكتناز المعرفة ومقاومة مشاركة مدى تقدمهم مع الآخرين.

لن تكون مؤسستك قادرة على استخدام برمجيات التعاون بفاعلية ما لم تعزز ثقافة قائمة على الثقة المتبادلة وتكافئ العمل الجماعي بقدر المساهمة الفردية.

سنجد دائماً وحتى في ثقافة الفرق التعاونية أشخاصاً يستصعبون المشاركة: ساعد هؤلاء الموظفين على تطوير قدراتهم التعاونية بتشجيعهم على المشاركة على نطاق أبسط وبتوسيع استخدامهم للأدوات التعاونية حتى يصبحوا مرتاحين بمشاركة معارفهم.

  • مهارات التواصل

مع تزايد تحول التواصل في المؤسسات إلى صورته الإلكترونية، غالباً ما تكتشف هذه المؤسسات أن أقدر الأشخاص على التواصل على أرض الواقع هم الذين يرسلون رسائل إلكترونية مقتضبة أو على العكس يرسلون رسائل شخصية جداً أو مطولة. ساعد موظفيك على تطوير قدرات التواصل الإلكتروني الفعال من خلال ورش عمل وموارد تبرز الفرق بين التواصل عبر الإنترنت ومن دونه، مثل احتمالية وقوع سوء تفاهم أو إساءة.

شجع ثقافة من التسامح تجاه الاختلاف في أسلوب التواصل الإلكتروني وعلّم الموظفين إجراء محادثات دون اتصال بالإنترنت (وجهاً لوجه، فإن تعذر ذلك، فمحادثة هاتفية) بمجرد حدوث أي توتر أو عداء.

  • مهارات التعلم

يعد تعلم طريقة استخدام تقنية جديدة مهارة بحد ذاته. يستمتع معظم المتحمسين للتقنية عند تعلم مهارة تقنية جديدة، إلا أن الجميع لا يتعاملون مع تعلم استخدام منصة ما على أنه عملية ممتعة.

من المفيد أن يدرك الموظفون وجود العديد من الأساليب لتعلم تقنية ما، وإن كانوا قادرين على إيجاد أسلوب خاص بهم سيسهل عليهم التكيف مع الابتكارات المستقبلية.

وفي حين يفضل بعض الأشخاص قراءة الكتيبات الإرشادية أو مشاهدة مقاطع فيديو تدريبية، يفضل آخرون استخدام الأداة فوراً والبحث عن التعليمات بحسب حاجتهم لها، وهناك أيضاً ممن هم بحاجة إلى شخص يجلس بجانبهم بينما يخوضون تجربتهم الأولى مع هذه الأداة.

إن عرضك لتقديم الدعم بعدة طرق، وتشجيع الموظفين على تحديد الأسلوب الأنسب لهم، يساعد أعضاء فريقك على أن يكونوا أكثر ارتياحاً تجاه عملية التكيف مع التقنية.

  • مهارات حل المشاكل

لا شيء يدمر برنامجاً جديداً بقدر الأعطال العشوائية أو الإحباط الذي قد نشعر به لأن أداة ما لن تعمل.

عندما يعتمد الموظفون على قسم تقنية المعلومات لمساعدتهم في تجاوز كل عطل أو عقبة تواجههم، ستخنقهم جهودهم الساعية لاستخدام هذه التقنية الجديدة، وخاصة إن كان عليهم الانتظار يوماً أو يومين لحل مشاكلهم. لذلك من الأفضل تعليم الموظفين طريقة حل مشاكلهم الأساسية: تعلم البحث عبر الإنترنت عن معاني رسائل الخطأ الظاهرة أو توصيف المشكلة بصورة صحيحة ليتمكنوا من إيجاد حلول عبر الإنترنت. كما ستساعد هذه المهارات موظفيك على تقديم تقارير صحيحة عن الأخطاء إلى قسم تقنية المعلومات بحيث يتمكن فريق الدعم من تقديم المساعدة بأكبر قدر ممكن من الفاعلية عندما يكون الموظفون بحاجة فعلاً إلى المساعدة.

  • المرح

على الرغم من وجود العديد من المهارات العملية التي تؤثر على تبني التقنية الجديدة في مكان العمل، إلا أنه لا مثيل لاعتماد السلوك المرح تجاهها. الأكثر ترجيحاً هو أن يستغل الموظفون الذين يستمتعون فعلاً باستخدام حواسيبهم وأجهزتهم -يتعاملون معها كألعاب- الفرص لاستخدام هذه الألعاب بفاعلية أكبر. حاول ربط الفكاهة بالأدوات المكتبية، على سبيل المثال عن طريق اختيار الأدوات التي تستخدم الفكاهة في رسائلها (مثل منصة سلاك) أو تسمية مشاريع "بيسكامب" بأسماء مضحكة، والأفضل من ذلك تشجيع الموظفين على استكشاف الطرق التي يمكن للتقنية أن تدعم بها اهتماماتهم الشخصية وهواياتهم. كلما ازداد ربط التقنية بالمتعة وليس فقط بتقارير المصروفات والعروض التقديمية، زادت قدرة الأشخاص على احتضان الأمواج المتتالية من الابتكارات التقنية.

بالطبع هناك دائماً موظفون لا يحتاجون إلى مساعدة لتطوير أي من هذه السلوكيات أو المهارات الشخصية: هم أيضاً المتحمسون للتقنية والمتبنون الأوائل لها ممن يقضون ساعات المساء وعطل نهاية الأسبوع في استكشاف هذه التقنية الجديدة.

ليكن هؤلاء الأشخاص شركاءك في تأسيس ثقافة متماشية مع التقنية في مؤسستك الرقمية، وسخّر حماسهم المعدي لتسهيل تبني الأفراد جميعاً للتقنيات في مكان عملك.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي