السياسة الخارجية Foreign Policy

ما تعريف السياسة الخارجية؟

السياسة الخارجية (Foreign Policy): هي الاستراتيجيات والأهداف العامة التي توجه أنشطة دولة ما وعلاقاتها مع الدول الأخرى، وتحدد طريقة تفاعلها مع الجهات الأخرى الحكومية وغير الحكومية.

تستخدم الدول السياسة الخارجية لحماية مصالحها الدولية والمحلية، وتتأثر بالاعتبارات المحلية، أو سياسات الدول الأخرى وسلوكها، أو خطط تطوير تصاميم جيوسياسية محددة.

الدبلوماسية والسياسة الخارجية

تتمثل الدبلوماسية على المستوى الخارجي في تفاوض رؤساء الدول وتعاونهم مع قادة العالم الآخرين لمنع الصراعات، وعادةً، ترسل الدولة دبلوماسييها لتمثيل مصالحها في الأحداث الدولية. وفي حين أن التركيز على الدبلوماسية يُعد أساس السياسة الخارجية للعديد من الدول؛ فإن دولاً أخرى تعتمد على الضغط العسكري أو غيرها من الوسائل الأقل دبلوماسية.

وأسهمت الدبلوماسية في الحد من تصعيد الأزمات الدولية، مثل أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، عندما قرر الرئيس الأميركي جون كينيدي (John F. Kennedy) فرض حصار حول كوبا والتهديد بمزيد من العمل العسكري إذا حاولت السفن السوفيتية التي تحمل صواريخ اختراقها، وللحد من هذا التصعيد، وافق رئيس الاتحاد السوفيتي نيكيتا خروتشوف (Nikita Khrushchev) على إزالة جميع الصواريخ من كوبا، وفي المقابل، قرر كينيدي عدم غزو كوبا وإزالة الصواريخ الأميركية من تركيا.

تاريخ السياسة الخارجية والمنظمات الدبلوماسية

على الرغم من أن السياسة الخارجية ارتبطت منذ القدم بتنظيم الأفراد لأنفسهم ضمن فصائل مختلفة؛ فإن دراسة السياسة الخارجية وإنشاء منظمات دولية لتعزيز الدبلوماسية تعد حديثة إلى حد ما، وكانت أولى هذه المنظمات، الوفاق الأوروبي الذي تأسس عام 1814 بعد حروب نابليون، وكان بمثابة منتدى لحل القضايا دبلوماسياً بدلاً من اللجوء إلى التهديدات العسكرية أو الحروب.

أظهرت الحرب العالمية الأولى والثانية مرة أخرى الحاجة إلى منتدى دولي لتهدئة الصراع والحفاظ على السلام، فأسس الرئيس الأميركي وودرو ويلسون (Woodrow Wilson) عصبة الأمم عام 1920، وفي عام 1954 حلت محلها الأمم المتحدة.

أمثلة على السياسة الخارجية

طورت الصين في عام 2013 سياسة خارجية عُرفت باسم مبادرة الحزام والطريق، وهي استراتيجية لتطوير روابط اقتصادية أقوى في إفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية، وفي ديسمبر/كانون الأول عام 1823، أعلن الرئيس جيمس مونرو، معارضته الاستعمار الأوروبي لأي دولة مستقلة في الأميركيتين الشمالية والجنوبية، ويمكن أن تكون السياسة الخارجية أيضاً قراراً بعدم المشاركة في المنظمات الدولية، مثل السياسة الانعزالية التي تتبعها كوريا الشمالية.

نظريات السياسة الخارجية

تكشف دراسة السياسة الخارجية عن عدة نظريات حول أسباب تصرفات الدول بطريقة معينة، وهي:

  • الواقعية: تنص على أن الدول ستعمل دائماً وفق مصالحها، ما يترتب على ذلك عالم مليء بالفوضى تسوده الأنانية والرغبة في الحصول على القوة، ومع ذلك، تتمثل الواقعية في التركيز على الدولة أكثر من الفرد؛ فجميع الحكومات ستتفاعل مع الضغوط بنفس الطريقة لأنها أكثر اهتماماً بالأمن القومي من السلطة.
  • الليبرالية: تؤكد نظرية الليبرالية على الحرية والمساواة في جميع الجوانب، وتؤمن بتفوق حقوق الفرد على احتياجات الدولة، ما يترتب عليه تعزيز التعاون الدولي والمواطنة العالمية. من الناحية الاقتصادية، تركز الليبرالية على التجارة الحرة، وعدم تدخل الدولة في القضايا الاقتصادية.
  • البنية الاقتصادية: أو الماركسية، نسبةً إلى الاقتصادي الألماني كارل ماركس (Karl Marx) الذي كان يعتقد أن الرأسمالية استغلال غير أخلاقي لذوي الدخل المحدود، لكن المُنظّر السياسي الروسي فلاديمير لينين (Vladimir Lenin) نقل المفهوم إلى المستوى الدولي، وأوضح أن الدول الرأسمالية الاستعمارية تنجح من خلال إغراق فائض منتجاتها في الدول الأضعف اقتصادياً، ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وزيادة ضعف الاقتصاد في تلك المناطق.
  • النظرية النفسية: تشرح النظريات النفسية السياسة الخارجية على المستوى الفردي، وتسعى إلى فهم كيفية تأثير علم نفس الفرد في قرارات السياسة الخارجية، والقدرة على تقديم الحلول، والتحكم في الوقت المتاح لاتخاذ القرار، ومستوى المخاطرة.
  • البنائية: تؤمن البنائية أن الحركات الاجتماعية والأيديولوجية لديها القدرة على إجراء الإصلاحات، فالأفكار والمعايير الاجتماعية حول حقوق الإنسان والمساواة العرقية مثلاً تطورت على مدى القرون القليلة الماضية وتغيرت القوانين الخاصة بها لتعكس هذه المعايير المجتمعية الجديدة.

اقرأ أيضاً: