الثقافة التنظيمية Organizational Culture

ما تعريف الثقافة التنظيمية؟

الثقافة التنظيمية (Organizational Culture): هي مجموعة من السلوكيات والمعتقدات والقيم الفردية أو الاجتماعية  التي تعتمدها مجموعة من الناس في بيئة معينة أو في شركة أو مؤسسة ما، وهي بمثابة دستور أخلاقي، يصهر السلوكيات والتصرفات داخلها في نمط سلوكي موحد، فيجعل لغة السلوك فيها لغة واحدة مشتركة، بحيث يوجه لخدمة رسالتها وغايتها، وخدمة المجتمع الذي تعمل فيه.

ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى من طرف العالم الكندي “إليوت جاك” (Elliott Jaques) في كتابه “الثقافة المتغيرة للمصنع” (The Changing Culture of a Factory) وذلك في العام 1951. 

تعتمد قوة  الثقافة التنظيمية على مدى قبولها والإجماع عليها من قبل أفراد الشركة، إذ تكون ضعيفة عندما لا يكون الاتفاق عليها كبيراً بين الموظفين. 

عناصر الثقافة التنظيمية

تحتاج الشركات إلى بناء ثقافات تنظيمية عظيمة والحفاظ عليها، ما يحافظ بدوره على المواهب عالية المستوى وجذبها. للقيام بذلك، هناك خمسة عناصر أساسية يجب على المنظمات معالجتها:

  1. الهدف: يساعد بيان المهمة القوي الشركة في توضيح الهدف من العمل.
  2. الملكية: وهي ممارسة منح الأفراد الفرصة ليكونوا مسؤولين عن نتائجهم دون الحاجة إلى إدارة جزئية ، ومنح الناس الاستقلالية في وقتهم لتحقيق الأهداف.
  3. المجتمع: الشعور بالانتماء إلى مجموعة من الأشخاص تشترك في نفس المبادئ والأهداف والقيم. يمكن أن يكون بناء المجتمع بسيطاً مثل تحديد أوقات دردشة فيديو جماعية محددة.
  4. التواصل الفعال: يعني ضمان الاتساق في العمليات واستثمار الوقت لتعلم الشخصيات وديناميكيات الاتصال لأعضاء الفريق.
  5. القيادة الجيدة: العمود الفقري للثقافة التنظيمية، إذ يجب على القائد أن يدفع باستمرار مهمة الشركة ومعاييرها ومجتمعها وعملياتها.

اقرأ أيضا:

أهم نظريات الثقافة التنظيمية

تعني نظرية الثقافة التنظيمية دراسة هيكل وعمل وأداء الشركة وسلوك الأفراد والجماعات داخلها. من أبرز النظريات التنظيمية:

  • النظرية الكلاسيكية أو التقليدية: تركز على الهيكل الرسمي للتنظيم وتترك الجانب الإنساني من التنظيم لمتخصصي شؤون الموظفين. وتهتم بأفضل طريقة لتقسيم المهام التي يتعين القيام بها، وكيفية تجميع هذه المهام معاً في أقسام، وكيفية التعامل مع مشاكل التنسيق.
  • النظرية الكلاسيكية الجديدة: تنص على أنه أثناء تصميم الهيكل التنظيمي، يجب أخذ الأشخاص العاملين هناك وسلوكهم في الاعتبار. لا يمكن لأي مدير أن يفكر فقط في التوصيفات الوظيفية، بل عليه أيضاً أن يفكر في سبب تصرف الناس كما يتصرفون وما الذي يؤثر على سلوكهم.
  • نظرية صنع القرار: يُعد التنظيم بمثابة هيكل هذه النظرية، إذ تُتخذ القرارات على جميع المستويات، ويميل اتخاذ القرارات المهمة عبر المستويات الأعلى. ويُصمّم الهيكل التنظيمي من خلال فحص النقاط التي يجب اتخاذ القرارات فيها والأشخاص الذين يجب أن تكون المعلومات مطلوبة منهم إذا كانت القرارات ستكون مرضية.
  • نهج الأنظمة: ينظر إلى الشركة كنظام شامل يشتمل على عدد من المتغيرات المتفاعلة، ويؤكد أنه لا ينبغي التعامل مع المشكلات بمعزل عن غيرها ، بل يجب مراعاة تفاعلاتها. إذ يهتم بالتفاعل بين الجوانب المختلفة للشركة، والأشخاص، والتكنولوجيا، والهيكل الرسمي، والإعداد المادي، والبيئة.

اقرأ أيضا:

مستويات الثقافة التنظيمية

من جهته، حدد “إدغار شاين” وهو أستاذ سابق في كلية سلون لإدارة الأعمال، تعريف الثقافة التنظيمية من خلال ثلاثة مستويات: 

  • المستوى الأول: الحداثة والسلوكيات (Artifacts And Behaviors)؛
  • المستوى الثاني: القيم المتبناة (Espoused Values)؛
  • المستوى الثالث: الفرضيات (Assumptions). 

أهمية الثقافة التنظيمية

تكتسب الثقافة التنظيمية أهمية كبرى، خاصة أنها تحدد أحياناً مسار الشركة لناحية النجاح أو الفشل، كما تختلف الثقافة التنظيمية بين مؤسسة وأخرى، وليس من السهل تغييرها، خاصة أنها تؤثر على إنتاجية الشركة وأدائها، وبالتالي، ليس هنالك من ثقافة موحدة لجميع الشركات.

اقرأ أيضاً: