التكنولوجيا المالية "فينتك" (Fintech): هي اختصار لكلمة (Financial Technology)، وهي تكنولوجيا تستخدمها الشركات الناشئة متحدية الشركات "التقليدية"، إذ تسخِّر التكنولوجيا في قطاع الخدمات المالية، عوضاً عن الإبقاء على الأدوات "التقليدية". ويمكن تعريفها أيضاً على أنها "أي اختراع تكنولوجي يُوظف في الخدمات المالية"، وتتراوح هذه الخدمات بين تطبيقات الدفع النقدي وبرامج وتطبيقات معقدة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة (Big Data).
ظهرت فينتك للمرة الأولى في العام 2008، أي بعد الأزمة المالية العالمية، بعد تراجع المصارف وفضائح الفساد فيها، ما أدى إلى ظهور شركات التكنولوجيا المالية التي استغلت فرصة الأزمة المالية التي حلت بالمصارف لتقدم بدائل عما تقدمه هذه البنوك من خدمات.
تسهل فينتك الخدمات المالية اليومية عبر دمج أحدث التكنولوجيات المتطورة في عمليات الدفع. وتكمن أهمية التكنولوجيا المالية نظراً لأنها تقدم الحلول وتطوّر الأدوات المالية مثل التحويلات المالية وبطاقات الائتمان، وتخلق بدائل عن المصارف والعمليات التي تتم داخلها، بحيث تكون هذه البدائل مفيدة للناس، بعيداً عن المصارف.
تمتاز تطبيقات التكنولوجيا المالية بعدد من الخصائص المشتركة والتي تشمل:
بما أنّ التكنولوجيا المالية متنوعة، فقد ظهرت العديد من الأشكال التي تندرج جميعها تحت خانة فينتك، ومن أبرزها:
يشمل أشكالاً كثيرة منها أبل باي (Apple Pay)، وجوجل باي (Google Pay)، وازدادت شعبيتها أكثر من النقود خصوصاً بعد جائحة كوفيد-19، إذ تتيح الدفع بدون لمس في المتاجر، وتحويل الأموال أو تلقيها، ويمكن للشركات الناشئة أن تدخل هذا القطاع المتنامي بأفكار مختلفة.
أثرت التكنولوجيا المالية في هذا القطاع وظهر مصطلح إنشورتيك (Insurtech). تستفيد شركات التأمين التي تعتمد على التكنولوجيا في تقديم خدمات متنوعة؛ مثل إتاحة الحصول على تفاصيل التأمين عبر تطبيق سهل الاستخدام في قسم مخصص بإدارة التغطية التأمينية، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، والتحليلات التنبؤية، وحتى الطائرات بدون طيار لجمع البيانات وتحليلها لاتخاذ قرار التعويض.
من أبرز الأمثلة عليها خدمات مثل كيكستارتر (Kickstarter)، وباتريون (Patreon)، والتي تمنح الشركات الناشئة الصغيرة أو حتى الأفراد فرصة لتلقي تمويل أساسي أو إضافي لمشاريعهم. اكتسبت هذه المنصات شعبيتها نظراً لإلغائها الحاجة إلى الذهاب لأحد البنوك وطلب قرض.
تقدم شركات التكنولوجيا المالية اليوم تحويلات مالية دولية أسرع وأقل تكلفة، بعد أن كانت عملية التحويل الدولي للأموال تستغرق وقتاً طويلاً، وتكلفة مرتفعة. ومن أشهرها شركة ريبل (Ripple)
أصبحت بورصات العملات المشفرة أحد تصنيفات التكنولوجيا المالية الشائعة التي يمكن الاستثمار فيها، ومن أبرز منصاتها كوين بايز (Coinbase) وهي منصة شائعة تربط المستخدمين من خلال موقعها على الويب وتطبيقها، وتسمح بشراء وتخزين وتداول وبيع العملات المشفرة مثل إثيريوم (Ethereum)، أو البيتكوين (Bitcoin).، بالإضافة إلى تمتع مستخدميها المبتدئين منهم والخبراء بالقدرة على إنشاء محفظة ومواكبة آخر أخبار العملات المشفرة والتنقل في السوق بسهولة.
سعت فينتك إلى تبسيط عملية الإقتراض، إذ مع وجود منتجات الإقراض الحديثة بات أمر الحصول على قرض يستغرق ثوان لإعطاء النتيجة بالرفض أو القبول، من خلال تحليل البرنامج الجدارة الائتمانية للمقترضين تلقائياً، الأمر الذي يحسن تجربة العملاء ويوفر وقتهم، ويتيح خدمة أكثر من عميل في وقت واحد.
كانت البنوك المصدر الرئيسي للخدمات المالية، إلا أن شركات التكنولوجيا المالية غيّرت ذلك من خلال تزويد العملاء بخيارات جديدة؛ مثل بطاقات الخصم بدون رسوم أو الموافقة على بطاقة الائتمان في وقت أقل.
تواجه التكنولوجيا المالية عدداً من المخاطر الرئيسية، ومن أبرزها:
يعد ظهور التكنولوجيا المالية أمراً ذا حدين للقطاع المصرفي، إذ أنه من ناحية يوفر طرقاً لتعزيز الخدمات التي تقدمها لعملائها، مثل استخدام المؤسسات المصرفية أدوات مثل روبوتات المحادثة لتعزيز تجربة العملاء، وتطبيقات الأجهزة المحمولة لمنح العملاء فرصة عرض لحساباتهم المصرفية في الوقت الآني، وخفض تكاليف المعاملات. إلا أنها على الجانب الآخر تشكّل منافسة شديدة للخدمات المصرفية والمالية التقليدية، وتهديداً لوجودها.
اقرأ أيضاً: