أسلوب القيادة المتسلط Commanding Leadership

ما مفهوم أسلوب القيادة المتسلط؟

أسلوب القيادة المتسلط (Commanding Leadership): أحد أساليب القيادة الستة حسب تصنيف عالم النفس الأميركي “دانييل غولمان”، ونُشر هذا التصنيف في مقال بهارفارد بزنس ريفيو عام 2000.

لخّصه غولمان في جملة “افعل ما أطلبه منك”، وهو أسلوب سلبي بشكل عام، يطلب فيه القائد المتسلط الطاعة الفورية، وأكثر الجوانب تضرراً منه هي المرونة، إذ إنّ اتخاذ القائد القرارات بشكل مستحكم يقتل الأفكار الجديدة في مهدها ويُشعِر الأشخاص بعدم الاحترام والتقدير، لدرجة أنهم سيُحجمون عن طرح أفكارهم للمستويات القيادية العليا لاعتقادهم أنها لن تجد آذاناً صاغية.

كما سيتلاشى شعور الأشخاص بالمسؤولية، إذ إنهم سيفقدون الإحساس بتولي زمام الأمور، نظراً لعدم قدرتهم على التصرف من تلقاء أنفسهم، وسيشعرون بقدْر أقل من تحمّل المسؤولية عن أدائهم.

بل إن البعض سيبلغ به الامتعاض من قائده المتسلط مبلغ أن يضمر في نفسه: “لن أساعد هذا الشخص البغيض”.

سلبيات أسلوب القيادة المتسلطة؟

لا يتوقف ضرر القيادة المتسلطة على ذلك فقط، وإنما تُلحق أيضاً ضرراً بالغاً بنظام المكافآت. إذ إن الدافع الذي يحفز معظم الموظفين ذوي الأداء الرفيع ليس المكافآت المادية، وإنما يسعى أولئك الموظفون إلى الشعور بالرضا عن إنجاز العمل بكفاءة.

ولكن أسلوب القيادة المتسلط يُضعف مثل هذا الفخر.

وأخيراً، يقوّض هذا الأسلوب إحدى الوسائل الرئيسة للقائد، والمتمثلة في تحفيز الموظفين عبر إظهار كيفية انسجام عملهم مع رسالة كبرى مشتركة. ومن شأن هذه الخسارة، التي تقاس على أساس تناقص الوضوح والالتزام، أن تنفّر الأشخاص من وظائفهم وتجعلهم يتساءلون: “ما أهمية كل ذلك؟”

ينبغي ألا تستخدم أسلوب القيادة المتسلط إلا بحذر شديد، وفي الحالات القليلة التي يكون استخدامه فيها ضرورة حتمية، كما هو الحال أثناء حدوث تحول، أو عندما يكون هناك استحواذ عدائي وشيك على الشركة.

إذ يمكن للأسلوب المتسلط، في هذه الحالات، وقف عادات الشركة الفاشلة، والتسبّب في صدمة للأشخاص تدفعهم إلى تبنّي طرق جديدة للعمل. ودائماً ما يكون هذا الأسلوب مناسباً خلال حالات الطوارئ الحقيقية، كما هو الحال في أعقاب حدوث زلزال أو نشوب حريق.

كما يمكن أن ينجح هذا الأسلوب مع الموظفين المثيرين للمشاكل، الذين لم يُجدِ استخدام أساليب القيادة الأخرى معهم.

ولكن إنْ كان القائد يعتمد فقط على هذا الأسلوب، أو استمرّ في استخدامه بعد انتهاء الحالة الطارئة، فإن الأثر طويل الأجل لحساسيته تجاه معنويات أولئك الذين يقودهم وتجاه مشاعرهم سيكون مدمراً.

اقرأ أيضاً: