نظرية التعلق Attachment Theory

ما مفهوم نظرية التعلق؟

نظرية التعلق (Attachment Theory): هي نظرية في مجال علم النفس، تُوصف بأنها تطورية وأخلاقية، ابتكرها الطبيب النفسي “جون بولبي” (John Bowlby)، تصف طبيعة العلاقات بين البشر وحاجتهم إلى تطوير علاقة مع مقدّم رعاية أساسي واحد على الأقل، لأجل النمو العاطفي والاجتماعي على نحو سليم.

تطورات نظرية التعلق

كان عالم النفس البريطاني جون بولبي (John Bowlby) أول من طور نظرية التعلق ووصفه بأنه ارتباط نفسي دائم بين البشر، وكان مهتماً بفهم القلق والضيق الذي يعاني منه الأطفال عند فصلهم عن مقدمي الرعاية الأساسيين لهم.

نقد علماء النفس والمحللين النفسيين هذه النظرية في البدايات، لانحرافها عن ما تؤمن به مدرسة التحليل النفسي، لكن بالرغم من ذلك، أصبحت نظرية التعلق منهج سائد يشرح التطور الاجتماعي المبكر ، واستُخدمت أفكارها في صياغة السياسات الاجتماعية.

خلال العشرين عاماً الماضية، لعبت نظرية التعلق دوراً مهماً في مجال التقييم والتدخلات والعلاج النفسي، إذ أصبحت تمثل الأساس لمجموعة واسعة من وجهات النظر والممارسات.

مقالات قد تهمك:

أهمية نظرية التعلق

تُعد نظرية التعلق مهمة في إجراءات الرعاية، وذلك لأن التعلق الجيد يسهم في تطوير إطار معرفي يشتمل على تمثيلات عقلية لفهم العالم والذات والآخرين؛ إذ إن مشكلات التعلق يمكن أن يكون لها تأثير كبير في الحياة اللاحقة.

أنواع التعلق وأثرها في العمل

يمكن أن تؤثر أنماط التعلق على طريقة أداء العمل، حيث أن بيئة العمل تشمل علاقات وديناميكيات اجتماعية مختلفة، وكان “هازان” (Hazan) و”شايفر” (Shaver) من أوائل الباحثين الذين طبقوا هذه النظرية على الديناميكيات الاجتماعية في مكان العمل، وتقسم أنواع التعلق إلى قسمين:

  • التعلق الآمن (Secure Attachment): يمتلك الأشخاص الذين لديهم هذا الأسلوب من التعلق، القدرة على التعامل مع الآخرين في مكان العمل بشكل أفضل، حيث أنهم يكونون أكثر ثقة بأنفسهم وقادتهم، وأقل خوفاً من الفشل، وراضيين عن وظائفهم. 
  • التعلق غير الآمن (Insecure Attachment): وينقسم بدوره إلى ثلاثة أنواع هي:

1- النوع القلق والمشغول: يميل الأشخاص من هذا النوع إلى القلق على نطاق واسع بشأن العلاقات، حيث أنهم يشعرون بعدم الثقة بأنفسهم و الحاجة للاعتماد على الآخرين، بالإضافة إلى أن لديهم تقدير متدني للذات، وخوف من الرفض أو التقييم السلبي، لذا هذا النوع قد يسبب سلوك عمل غير منتج، وعدم القدرة على العمل بشكل مستقل.  

2النوع المتجنب والرافض: يميل الأشخاص من هذا النوع إلى العزلة والابتعاد عن العلاقات، حيث أنهم يكونون مستقلّين وواثقين من أنفسهم وليسوا بحاجة إلى الاعتماد على الآخرين، لكن هذا النوع من الأشخاص قد يؤثر على العمل الجماعي، لأنهم لا يشعرون بالثقة اتجاه زملائهم أو قادتهم.

3 النوع غير المنظّم: هذا النوع هو مزيج بين النوعين السابقين، حيث يميل الأشخاص إلى التبديل بين سلوكيات القلق والتجنّب، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتصرفاتهم.

اقرأ أيضاً: