نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً Cyclically Adjusted Price-to-Earnings. CAPE

2 دقائق

ما تعريف نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً؟

نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً (Cyclically Adjusted Price-to-Earnings. CAPE): مقياس يستخدمه المحللون الماليون لتقييم الأداء المالي الطويل الأجل للشركة مع مراعاة تأثير الدورات الاقتصادية المختلفة في أرباح الشركة.

تُحسب النسبة بقسمة سعر سهم الشركة على متوسط ​​أرباح الشركة المعدل وفقاً للتضخم خلال عشر سنوات، وتُطبق على مؤشرات الأسهم الواسعة لتقييم ما إذا كان السوق مقوّماً بأقل من قيمته الحقيقية أو مبالغ فيه.

استخدام نسبة السعر إلى الأرباح المعدل دورياً

سلّط الاقتصادي الأميركي روبرت شيلر (Robert Shiller) الضوء على نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً لأول مرة في عام 1998؛ عندما لاحظ ارتفاع أسعار الأسهم على نحوٍ أسرع من الأرباح، فاقترح الأخذ بمتوسط الأرباح الحقيقية للسهم على مدى عشر سنوات.

تُحدد ربحية الشركة من خلال تأثيرات الدورة الاقتصادية المختلفة؛ ففي أثناء مرحلة التوسع، ترتفع الأرباح ويزيد الاستهلاك، لكن خلال فترات الركود، يقل الاستهلاك وتتراجع الأرباح ويمكن أن تتحول إلى خسائر، وفي حين أن تقلبات الأرباح تبرز في قطاع السلع والخدمات المالية أكثر من قطاع المرافق أو الأدوية مثلاً، فالقليل من الشركات يمكنها الحفاظ على ربحية ثابتة في مواجهة الركود العميق.

وتعكس تقلبات أرباح السهم التباين في نسبة السعر إلى الأرباح (P/E)، وعليه، أوصى الاقتصاديان البريطاني بنيامين جراهام (Benjamin Graham) والأميركي ديفيد دود (David Dodd) في كتابهما تحليل الأمن (Security Analysis) الصادر عام 1934، أن التقييم يجب أن يعتمد على متوسط الأرباح على مدى سبع أو عشر سنوات.

مثال على نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً

أثبتت نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً أهميتها في تحديد الفقاعات المحتملة وانهيارات السوق، إذ كان المتوسط ​​التاريخي لنسبة مؤشر ستاندرد اند بورز بين 15 و16، بينما تجاوزت أعلى مستوياتها عند 30 في عام 2018.

وبلغت هذه النسبة مستويات قياسية مرتفعة ثلاث مرات، مرة في عام 1929 قبل انهيار وول ستريت الذي أشار إلى بداية الكساد العظيم، ثم في أواخر التسعينيات قبل فقاعة الدوت كوم، وأخرى في عام 2007 قبل الأزمة المالية العالمية.

سلبيات نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً

خلُص شيلر إلى أن انخفاض نسبة السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً يعد مؤشراً على عوائد أعلى للمستثمرين بمرور الوقت، ومع ذلك، ظهرت انتقادات حول قدرة هذه النسبة على التنبؤ بالأرباح، أهمها، أنها لا تأخذ في الاعتبار التغييرات الأخيرة في حساب الأرباح بموجب المبادئ المحاسبية المتعارف عليها، ما يؤدي إلى خلق نظرة تشاؤمية مفرطة للأرباح المستقبلية، وعليه، اقترح الاقتصادي الأميركي جيرمي سيجل (Jeremy Siegel) استخدام بيانات أرباح التشغيل أو الدخل القومي وحساب المنتج (National Income and Product Account. NIPA) بعد الضرائب يحسن من قدرة نموذج السعر إلى الأرباح المعدلة دورياً على التنبؤ بعوائد أعلى على الأسهم.

اقرأ أيضاً: