طريق الحرير Silk Road

ما تعريف طريق الحرير؟

طريق الحرير (Silk Road): ظهر هذا المصطلح في أواسط القرن التاسع عشر من طرف الجيولوجي الألماني فرديناند فون ريشتهوفن (Ferdinand Von Richthofen) الذي أطلق عليه إسم طريق الحرير باللغة الألمانية (Seidenstraße)، وهو مجموعة من الطرق البرية والبحرية بطول 12 ألف كيلومتر مربع ربطت آسيا والشرق الأوسط وأوروبا بروابط تجارية، وثقافية، ودينية لمئات السنين، وتم من خلالها تبادل السلع كالحرير والتوابل والعطور وغيرها، بالإضافة إلى تبادل العلوم والمعلومات الدينية والثقافية.

أهمية طريق الحرير

ساهم طريق الحرير إسهاماً قيماً في ازدهار كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والحضارة المصرية والهندية، وفي إرساء قواعد العصر الحديث. وتجلت أهميته العظمى في تبادل الثقافة؛ إذ جرى تبادل ثقافي في مختلف المجالات من فن ودين وفلسفة وتكنولوجيا واللغة، مع البضائع التجارية التي كان التجار يتاجرون بها من بلد إلى آخر. وقد أدى تبادل المعلومات إلى ظهور تكنولوجيات وابتكارات جديدة من شأنها أن تغير العالم.

تاريخ طريق الحرير

يعد طريق الحرير شبكة من الطرق التي استخدمها التجار لأكثر من 1500 عام، منذ أن فتحت أسرة هان الصينية التجارة في عام 130 قبل الميلاد. حتى عام 1453، عندما أغلقت الإمبراطورية العثمانية التجارة مع الغرب.

بدأ طريق الحرير في شمال وسط الصين في شيان (Xi’an)، ويمتد طريق الحرير من المراكز التجارية في شمال الصين وينقسم إلى فرعين شمالي وجنوبي. يمرّ الفرع الشمالي من منطقة بلغار-كيبتشاك وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان ووصولاً للبندقية بإيطاليا؛ أما الفرع الجنوبي فيمر من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين والعراق والأناضول وسوريا عبر تدمُر وأنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا.  وكان طوله حوالي 4000 ميل (أكثر من 6400 كم).

مزايا وعيوب طريق الحرير

كان هناك العديد من المزايا والعيوب لطريق الحرير؛ إذ كانت أبرز مزاياه في أنه يربط أجزاء مختلفة من العالم، فمن خلال استخدام طريق الحرير، كان الناس في الصين قادرين على التفاعل مع الناس في أوروبا، وسمح هذا بتوفر الموارد والمنتجات التي تتواجد عادة في منطقة واحدة فقط في جميع أنحاء العالم،بالإضافة إلى توفيره لوظائف مربحة، إذ بات بإمكان للأشخاص غير القادرين على كسب المال في السابق أن يصبحوا تجاراً ويعملون على طريق الحرير. من حيث العيوب، أدى طريق الحرير إلى انتشار أمراض مثل الجدري والحصبة،فقد انتشرت الأمراض التي لم تكن معروفة في السابق إلا للأشخاص في منطقة واحدة، على نطاق واسع في بلدان أخرى، ويتجلى عيب آخر لطريق الحرير في أنه أدى إلى إصابة ووفاة الناس أثناء السفر لمسافات طويلة.
اقرأ أيضاً: