ضريبة القيمة المضافة (Value Added Tax. VAT): هي ضريبة مالية غير مباشرة تفرضها الحكومة على كافة السلع والخدمات التي تحصل عليها زيادة في قيمتها، نتيجة إجراء العمليات التحويلية والتشغيلية على المواد الأولية، وذلك في كل مرحلة من مراحل الإنتاج للوصول إلى المنتج النهائي.
تعد ضريبة القيمة المضافة من الضرائب الأكثر شيوعاً حول العالم، إذ تطبقها نحو 160 دولة حول العالم، وتساهم على نحو كبير في إيراداتها المالية، وتشكّل نسبة معتبرة من إجمالي حصيلة الضرائب وإن لم تكن عادلة، إذ أنها لا تأخذ بعين الاعتبار الفروقات في مستوى الدخل.
تُفرض ضريبة القيمة المضافة على المقدار الإضافي من القيمة الذي تم خلقه، وإضافته للمنتج الأساسي وذلك في كل مرحلة من مراحل الإنتاج أو التوزيع، ويمكن عدّها من ضرائب الاستهلاك، لأنها تفرض على السلع كافة بغضّ النظر عن مستوى دخل المشتري وذلك كنسبة معينة من سعر المنتج أو الخدمة عند استهلاكها.
اقترح الألماني فيلهلم فون سيمنز مفهوم ضريبة القيمة المضافة لأول مرة في عام 1918، وكانت على الشركات الكبيرة فقط. كانت ألمانيا وفرنسا من أوائل الدول التي طبقتها خلال الحرب العالمية الأولى على هيئة "ضريبة الاستهلاك العام" قبل أن يجري تغييرها لاحقاً لتصبح على القيمة المضافة، وظهرت في فرنسا عام 1954 بفضل "موريس لوريه" الذي وضع قواعدها الرئيسة سنة 1953، وبالتالي، كانت فرنسا أول من طبّق هذه الضريبة، على الرغم من أن الضرائب عموماً كانت موجودة مسبقاً.
أما في العالم العربي، ففي يونيو/حزيران من العام 2016، وافقت دول مجلس التعاون الخليجي على اعتماد ضريبة القيمة المضافة في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وبدأت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بتطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% اعتباراً من 1 يناير/كانون الثاني من العام 2018.
تختلف ضريبة القيمة المضافة عن ضريبة المبيعات التي تفرض مرة واحدة في نهاية سلسلة التوريد عند بيع المنتج النهائي للمستهلك النهائي، في حين أن ضريبة القيمة المضافة تُفرض في كل مرحلة من مراحل الإنتاج وسلسلة التوريد.
يبلغ متوسط معدل ضريبة القيمة المضافة في جميع أنحاء العالم حوالي 15%، وتكون ضريبة القيمة المضافة المستحقة على أي عملية بيع هي نسبة مئوية من سعر البيع، وتُحتسب وفقاً لقيمة المنتج أو الخدمة وليس الكمية، على سبيل المثال، عندما يريد تاجر بيع دراجة، فإنه يحسب أولاً سعر بيع الدراجة بدون ضريبة القيمة المضافة، ثم يضرب سعر البيع في معدل ضريبة القيمة المضافة لحساب مبلغ ضريبة القيمة المضافة المراد تحصيلها، ويضيف هذا المبلغ إلى سعر البيع الخاص به، الذي يدفعه المشتري. بعد بيع الدراجة، يحوّل التاجر ضريبة القيمة المضافة إلى إدارة الضرائب والجمارك.
يحق للشخص الخاضع للضريبة خصم جميع الضرائب التي دفعها بالفعل في المرحلة السابقة. وذلك بهدف تجنب الازدواج الضريبي وتدفع الضريبة فقط على القيمة المضافة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج والتوزيع. بهذه الطريقة، نظراً لأن السعر النهائي للمنتج يساوي مجموع القيم المضافة في كل مرحلة سابقة، فإن ضريبة القيمة المضافة النهائية المدفوعة تتكون من مجموع ضريبة القيمة المضافة المدفوعة في كل مرحلة.
تدفع الجمعيات الخيرية ضريبة القيمة المضافة على جميع السلع والخدمات ذات التصنيف القياسي أو المخفّضة التي تشتريها من الشركات المسجلة في ضريبة القيمة المضافة، إلا أنه يمكن لهذه الشركات المسجلة بضريبة القيمة المضافة بيع سلع وخدمات معينة للجمعيات الخيرية بسعر مخفض أو بمعدل صفر.
اقرأ أيضاً: