حيز القبول Latitude of Acceptance

ما هو حيز القبول؟

حيز القبول (Latitude of Acceptance): يُسمى أيضاً “نطاق القبول“، وهو مصطلح ابتكره عالما النفس “مظفر شريف” و”كارل هوفلاند”، وهو يعبر عن آلية فعالة تُستخدم لتغيير مواقف الناس، ويمكن شرحها كالتالي: بوسعنا تخيّل أي موقف يتخذه الإنسان على طيف ممتد من التأييد الكامل في جهة إلى الرفض الكامل في الجهة الأخرى، فالإنسان وبغضّ النظر عن الموقع الذي يحتلّه موقفه طيف المواقف هذا، يكون مستعداً للإصغاء إلى الآراء الأخرى، ولكن فقط ضمن نطاق ضيّق قريب من موقفه، وهذا النطاق هو ما أطلق عليه عالما النفس اسم “منطقة القبول” (OK Zone)، ومن أجل تغيير منطقة القبول، يجب اتباع نهج متدرج يُبنى على إجابات مجموعة من الأسئلة الدقيقة مثل:

  • ما هو الموقف الحالي للشخص المعني من التغيير المقترح؟
  • ما هي الخطوات الصغيرة التي ستنقل هذا الشخص بالتحديد من موقفه الحالي إلى الرأي الذي تريده أن يذهب إليه؟
  • هل بوسعك الاستعانة بأشخاص يمكنهم أن يدافعوا عن فكرة التغيير ويروّجوا لها بحيث يمكنهم التصرّف وكأنهم سفراء لهذه الفكرة وبحيث لا تضطر أنت إلى حمل العبء لوحدك؟
  • ما هو حجم التغيير الذي تطلبه من كل شخص؟ هل يحتاج هذا الشخص إلى أن يتغيّر 180 درجة لكي يتبنّى فكرتك؟ – أمّ أنه من الكافي تحريك منطقة القبول الموجودة لديه لتصبح أقرب إليك؟

الأخطاء الشائعة عند الشروع في التغيير وفقاً لـ “حيز القبول”

إن استعمال هذه المقاربة المتدرّجة يمكن أن يساعدك في تحاشي بعض العيوب التي يمكن أن تشكّل تهديداً للجهود الرامية إلى إحداث التغيير، وتشمل هذه العيوب ما يلي:

  • محاولة الوصول إلى “تغيير كامل في قناعات الناس” وليس مجرّد إحراز تقدّم؛ فلا تتوقّع إنجاز كل ما تطمح إليه من أهداف دفعة واحدة؛
  • التحدّث أغلب الوقت مع أشخاص يوافقونك الرأي؛
  • محاولة قيادة عملية التغيير دون طلب العون من الآخرين؛ فالرسائل تكون أكثر إقناعاً عندما تأتي من عدّة أشخاص، وعندها لن يتجاهلها الناس ولن يصفوها بأنّها مشروع محبّذ لدى شخص واحد فقط؛
  • الاعتماد بصورة أساسية على إرسال رسائل متكرّرة إلى الناس بواسطة البريد الإلكتروني؛ فحتى الرسائل المصاغة بطريقة ممتازة وبليغة، لا تقود إلى إحداث تغيير كبير؛
  • تحفيز الناس على التغيير من خلال الاعتماد بصورة رئيسية على طرح مبادئ الراقية؛ فالمصالح الذاتية تتغلّب على المبادئ الراقية.

اقرأ أيضاً: