المنافسة السعرية (Price Competition): إن المنافسة مُدمرة تحديداً للربحية إذا جنحت إلى السعر وحده؛ لأن المنافسة السعرية تنقل الأرباح مباشرةً من الصناعة إلى الزبائن. ومن السهل عادةً أن يرى المنافسون حسومات الأسعار ويحاكوها، مما يجعل الجولات الثأرية المتعاقبة مُرجحة. والمنافسة السعرية المستمرة أيضاً تدرب الزبائن على الانتباه بقدر أقل إلى خصائص المنتج والخدمة.
من الأرجح أن تحدث المنافسة السعرية إذا تحقق ما يلي:
- كانت منتجات المتنافسين أو خدماتهم متطابقة تقريباً، وكانت هناك تكاليف تحوّل محدودة تقع على كاهل المشترين. يشجع ذلك المتنافسين على خفض الأسعار للفوز بزبائن جدد. وتعكس سنوات من حروب أسعار تذاكر الطيران هذه الظروف في تلك الصناعة.
- كانت التكاليف الثابتة عالية والتكاليف الهامشية منخفضة. ويخلق ذلك ضغوطاً شديدة على المتنافسين تجبرهم على خفض الأسعار إلى ما دون متوسط تكاليفهم، وصولاً إلى تكاليفهم الهامشية، لاقتناص عددٍ متزايد من الزبائن والإسهام نوعاً ما في الوقت ذاته في تغطية التكاليف الثابتة. تعاني كثير من شركات المواد الأساسية كالورق والألمنيوم من هذه المشكلة، خاصةً إذا لم يكن هناك زيادة على الطلب. وتعاني أيضاً شركات التوصيل ذات شبكات الطرق الثابتة التي لا بد من خدمتها بغض النظر عن حجم الطرود المطلوبة.
- كان لا بد من توسعة نطاق القدرات بزيادات مطردة كي تكون عالية الكفاءة. والحاجة إلى توسعات كبيرة في القدرات، كما في مجال الكلوريد متعدد الفاينيل، تزعزع ميزان العرض والطلب الخاص بالصناعة، وكثيراً ما تفضي إلى فترات طويلة ومتكررة من الإنتاجية الزائدة وخفض الأسعار.
- كان المنتج قابلاً للتلف. تخلق قابلية التلف إغواءً قوياً يدعو إلى خفض الأسعار وبيع المنتج في الوقت الذي ما زال يتمتع فيه بقيمة حقيقية. ويوجد عدد من المنتجات والخدمات القابلة للتلف أكبر مما يُعتقد عموماً. وكما أن الطماطم قابلة للتلف لأنها تتعفن، نجد أن موديلات الحاسوب قابلة للتلف لأنها سرعان ما تصبح عتيقة، ويجوز أن تصبح المعلومات هالكة لو تفشت بسرعة أو أمست متقادمة، ومن ثم، فهي تفقد قيمتها. والخدمات، كالإقامة الفندقية، هالكة من حيث إن القدرات غير المُستغلة يستحيل تعويضها.
اقرأ أيضاً: