ما هي المضاربة الداخلية؟
المضاربة الداخلية (Insider Trading): تُسمى أيضاً بـ "المضاربة بناءً على المعلومات الداخلية"، وتشير إلى نوع من الممارسات غير السليمة أو العادلة التي تتم من خلالها تجارة الأوراق المالية لإحدى الشركات من قبل أفراد يتمتعون بحكم عملهم بالوصول إلى معلومات غير متداولة بين الجمهور العام؛ والتي يمكن أن تكون ضرورية لصنع القرارات الاستثمارية.
يمكن أن يُطلق مصطلح المضارب من الداخل على أي من الموظفين أو المدراء التنفيذين أو غيرهم من العاملين بالمؤسسة ممن لديهم القدرة على الحصول على معلومات استراتيجية حول المؤسسة وأدائها والذين يقومون باستخدام هذه المعلومات نفسها في تداول الأوراق المالية والأسهم الخاصة بها.
لماذا تُعد المضاربة الداخلية غير عادلة؟
يتضرر حاملو الأسهم الذين لا يملكون المعلومات ذاتها التي يملكها المضارب الداخلي ويصبحون في وضع غير عادل بسبب نقص المعلومات التي يتم تداولها واستغلال المضاربين من داخل المؤسسة لمعلومات داخلية مهمة حولها.
وفي حالات معينة، عندما يتم نشر المعلومات العامة بطريقة تمكِّن المستثمرين جميعهم من الوصول إليها فإن التجارة التي يقوم بها أي مضارب من داخل الشركة تصبح تجارة عادلة وقانونية.
مقالات قد تهمك:
- دراسة حالة: هل يجب أن نتبنّى العملات المشفّرة؟
- كل ما تريد معرفته عن شركات الاستحواذ لأغراض خاصة "سباكس"
عقوبة المضاربة من الداخل
تخلف العقوبات التي يتعرض لها المضاربون من الداخل من بلد إلى أخرى، وفي المملكة العربية السعودية تُعد جريمة جنائية تصل عقوبتها إلى السجن.
متى يكون التداول من الداخل قانونياً؟
يكون التداول من الداخل قانونياً إذا اعتمد المتداول على معلومات داخلية ولكن متاحة للعامة بما يحقق العدالة وحصول الجميع على المعلومات ذاتها.
مثال على المضاربة الداخلية
علم رئيس لمجلس إدارة الشركة أن شركته على وشك تكبُّد خسائر فادحة، فقام ببيع أسهمه التي يمتلكها في الشركة وذلك قبل أن ينخفض سعر سهم الشركة عقب إعلان النتائج المالية.
مثال آخر: علم أحد المتداولين من صديق له أن الشركة ستدخل مشروعاً ضخماً سيؤدي إلى ارتفاع أسهم الشركة، فقام بشراء أسهم في الشركة قبل الإعلان عن المشروع.
سلبيات المضاربة الداخلية
تنطوي المضاربة الداخلية على مجموعة من السلبيات ومنها:
- تُفقد المستثمرين ثقتهم تجاه البورصة.
- تنطوي على ربح غير عادل لصالح الطرف الذي ينفذ المضاربة.
- تُقلل عوائد باقي المستثمرين في البورصة.
تلافي المضاربة الداخلية
يمكن منع المضاربة الداخلية إما بناءً على الإجراءات التي تضعها الشركات أو القواعد التي تفرضها أسواق الأوراق المالية. ومن الإجراءات أن تقدم الشركات المعاملات إلكترونياً في الوقت المناسب، إضافة لضرورة إفصاح المدراء والمالكين الرئيسيين للأسهم عن حصصهم ومعاملاتهم وتغيير الملكية.
وقد يفيد الشركات وضع بعض السياسات والإجراءات مثل تحديد الأشخاص الذين يمكنهم الاطلاع على المعلومات ذات التأثير في سعر السهم وتحديد صلاحياتهم في الاطلاع، واتباع إجراءات وسياسات واضحة للتعامل مع الأطراف الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك؛ يمكن للشركة منـع مشاركة رسائل البريد الإلكتروني مــع المواقــع الإلكترونية والتوعية والتحذير من مخاطر تســريب المعلومــات الداخلية وعواقبها بشكل مستمر.
أهمية المضاربة الداخلية في السوق المالية
تتمثل أهمية المضاربة الداخلية في أنها تسمح للمعلومات غير المتداولة بالانعكاس على سعر الورقة المالية، ما يمنحها السعر الذي تستحقه.
هل يمكن لأي شخص القيام بالمضاربة الداخلية أم أن هناك متطلبات خاصة؟
لا يوجد أي متطلبات خاصة لممارسة المضاربة الداخلية، وبصفة عامة يستطيع أي شخص لديه معلومات أن يمارسها.
اقرأ أيضاً: