ما معنى السيولة؟
السيولة (Liquidity): هي قابلية تحويل الأصل أو الورقة المالية إلى نقد جاهز دون التأثير في سعر السوق، وبعبارة أخرى تصف السيولة الدرجة التي يمكن عندها شراء الأصل أو بيعه بسرعة في السوق بسعر يعكس قيمته الجوهرية.
يعد النقد أكثر الأصول سيولة؛ على عكس الأصول الملموسة مثل العقارات والأعمال الفنية والمقتنيات التي تعد سائلة نسبياً، فيما تتمتع الأصول المالية الأخرى التي تتراوح بين الأسهم ووحدات الشراكة بنسب مختلفة من السيولة.
لماذا تعد السيولة مهمة لأي شركة؟
تبرز أهمية السيولة بالنسبة للشركات أثناء عملية تقييم الصحة المالية للشركة، ويعد فهم سيولة الشركة أمراً هاماً لقياس مدى قدرة الشركة على سداد ديونها قصيرة الأجل والتزاماتها المتداولة، بالإضافة إلى أنها تؤدي دوراً حاسماً عند طلب قرض أو تمويل؛ إذ ينظر البنك والمستثمرون إلى نسب سيولة الشركة لتحديد استقرار الشركة وقوتها وما تملكه من أصول تساعدها على مواجهة الأوقات العصبية. من جهة أخرى، تساعد السيولة الشركات في اتخاذ قرارات سليمة ومدروسة تساهم في أرباح الشركة ونموها؛ فمثلاً إذا كانت نسب السيولة عالية، يمكن للشركة التفكير في توسيع نطاق عملها، في حين يساعد ملاحظة نسب السيولة المنخفضة على توقع المشاكل قبل حدوثها وربما اللجوء لتصفية بعض الأصول.
يمكنك الاطلاع على: لماذا باتت الشركات تهتم بالسيولة النقدية أكثر من ذي قبل؟.
مقايس وأنواع السيولة
ثمة ثلات أنواع رئيسية من السيولة، وهي:
- سيولة الأصول: تشير إلى مدى سهولة تحويل هذا الأصل إلى نقد عند شرائه أو بيعه، ويعد النقد الأصل الأعلى سيولة لسهولة تداوله دون أي تأثير في قيمته السوقية، يليه الأسهم والسندات والتي تعتمد على شعبية وموثوقية السهم.
- سيولة السوق: تشير إلى المدى الذي يسمح به السوق (سوق العقارات مثلاً) بشراء الأصول وبيعها بأسعار مستقرة وشفافة، أي سرعة بيع الاستثمار دون التأثير في السعر الحالي، ويتميز سوق الأسهم بارتفاع سيولة السوق بسبب الحجم الكبير للتجارة التي يهيمن عليها البيع. إذا كانت ظروف السوق تدعم شريحة كبيرة من المشترين والبائعين، يصبح السوق ذو سيولة عالية لسهولة البيع والشراء بالسعر المرغوب.
- السيولة المحاسبية: تقيس السهولة التي يستطيع بها الفرد أو الشركة الوفاء بالتزاماته المالية مع الأصول السائلة المتاحة له، وتشمل الأوراق المالية القابلة للتداول وحسابات القبض، وينظر إليها المستثمرون على أنها تمثّل الصحة المالية للشركة، وهناك عدد من النسب التي تقيس هذه السيولة، لتحديد الشركات ذات السيولة القوية. وفي مجال الاستثمار، يعني تقييم السيولة المحاسبية مقارنة الأصول السائلة بالمطلوبات المتداولة، أو الالتزامات المالية التي تُستحق خلال عام واحد.
قد يهمك: هل تصلُح سوق الأسهم كمؤشر دقيق لتقييم الشركات؟.
ما هي مخاطر السيولة؟
هناك نوعان مختلفان من مخاطر السيولة، وهما:
- مخاطر سيولة التدفق النقدي أو التمويل: ويُقصد بها عدم قدرة الشركة على تمويل التزاماتها، ويعد المؤشر الأساسي لها هو النسبة الحالية (الأصول المتداولة / الخصوم المتداولة).
- مخاطر سيولة السوق أو الأصول: هي عدم سيولة الأصول، ويعني عدم القدرة على الخروج بسهولة من حالة معينة، فمثلاً، قد يمتلك فرد ما عقارات لكن نظراً لظروف السوق السيئة، لا يمكن بيعها إلا بمدى سعر محدد.
مخاطر السيولة في المؤسسات المالية
تواجه المؤسسات المالية متطلبات امتثال صارمة واختبارات ضغط لقياس استقرارها المالي، لأنها تعتمد على نحو رئيسي على الأموال المقترضة، ولذلك تُفحص لتحديد ما إذا كان بإمكانها الوفاء بالتزامات الديون دون تحقيق خسائر كبيرة.
اقرأ أيضاً:3 حقائق يجب على المدراء استيعابها للصمود في الأسواق شحيحة الاستثمارات.
مخاطر السيولة في الشركات
يستخدم المستثمرون والمديرون والدائنون نسب قياس السيولة عند تحديد مستوى المخاطر داخل الشركة. غالباً ما يقارنون المطلوبات قصيرة الأجل والأصول السائلة المدرجة في البيانات المالية للشركة. إذا كان لدى الشركة الكثير من مخاطر السيولة، فيجب عليها بيع أصولها، أو تحقيق إيرادات إضافية، أو إيجاد طريقة أخرى لتقليل التناقض بين النقد المتاح والتزامات الدين.
اقرأ أيضاً: