السلوك المالي Financial Behavior

3 دقائق

ما هو السلوك المالي؟

السلوك المالي (Financial Behavior): يُشير هذا المصطلح إلى قرارات الأفراد وممارساتهم المرتبطة بإدارة الأموال؛ مثل إدارة التدفق النقدي والادخار والاستثمار

يرتبط السلوك المالي بالموقف المالي، وهو الحالة الذهنية إزاء الموارد المالية، والتي تنعكس على خلفية الشخص وبيئته.

ينتج السلوك المالي للأفراد عن المواقف المالية التي يتبناها كل شخص ويستمر في تبنيها، على سبيل المثال، لن يكترث الشخص الذي ينشأ في عائلة لديها الكثير من المال وتنعم به دائماً بإيجاد طرق للإدخار أو إدارة النفقات.

أنواع السلوك المالي

يوجد أنواع عدة من السلوك المالي، ومن أبرزها:

  • الثقة المفرطة: ينتج هذا السلوك عن انتقاء أسهم جيدة خلال فترة زمنية قصيرة، ما يتسبب في كثير من الأحيان إلى الإفراط في التداول.
  • تحيز الألفة: الاستثمار في بلد الإقامة لأنه مألوف، ويتضمن كذلك اشتثمار جزء كبير من المحفظة الاستثمارية في الشركة التي يعمل بها الفرد.
  • التحيز بعد فوات الأوان: يعتقد المستثمر أنه توقع حدثاً ماضياً معيناً، وهو ما لم يفعله، ما يؤدي إلى الثقة المفرطة واعتقاد المستثمر أنه بإمكانه التنبؤ بالأحداث المستقبلية.
  • التنويع الساذج: الاستثمار في كل خيار تمويل متاح للمستثمر في خطته.
  • الإيمان بالاستثمار: تجنب المستثمر التغييرات وتمسكه باستراتيجية استثمار معيبة نتيجة إيمانه بالاستثمار، حتى لو كانت المعلومات الجديدة تتعارض مع السبب الأصلي للاستثمار.

العوامل المؤثرة في السلوك المالي

تتلخص أبرز العوامل المؤثرة في السلوك المالي بما يلي:

  • المعرفة المالية: ما يعرفه الأفراد عن الأمور المالية الشخصية، مُقاسة بمستوى معرفتهم بمفاهيم التمويل الشخصي المختلفة مثل الادخار والقروض والتأمين والاستثمار.
  • الموقف المالي: ويُفسر على أنه حالة ذهنية للشخص وآرائه وتقييمه لموارده المالية الشخصية.
  • موقع السيطرة: هو منظور الشخص لحدث ما سواء كان قادراً أو لا يستطيع التحكم في الأحداث التي تحدث من حوله.
  • تحمل المخاطر: هو مستوى مقبول من القدرة على تحمل مخاطر الاستثمار، إذ يُصنف الأفراد إلى ثلاثة فئات؛ الأولى هم الأفراد الذين يميلون إلى تفضيل المخاطر العالية، والثانية هم الأفراد الذين يرغبون في تجنب المخاطر ، أما الثالثة فهم الأفراد المعتدلون.
  • التحفيز: هو الدافع أو السبب الذي يصبح أساس حماس الشخص لفعل شيء ما لتحقيق أهداف معينة، وهو لمحرك الرئيسي في سلوك الفرد.
  • المحاسبة العقلية: أحد جوانب التمويل السلوكي الذي غالباً ما يختبره صانعو القرار، ويشير إلى الميل إلى تجميع الموارد المالية في حسابات مختلفة بناءً على معايير ذاتية، مثل مصادر التمويل والغرض من استخدام الدخل. على سبيل المثال؛ عندما يحصل شخص ما على أموال من مصادر مختلفة، فسيعاملها بشكل مختلف وينفق الأموال بطرق مختلفة. الميزانية العقلية وضبط النفس، اللذان يشكلان جزءاً من المحاسبة العقلية، لهما التأثير الأكبر في السلوك المالي.

مفاهيم التمويل السلوكي

يمتلك التمويل السلوكي عدداً من المفاهيم ومن أبرزها:

  • سلوك القطيع: يشير سلوك القطيع إلى ميل الأفراد لاتباع القرارات المالية للآخرين، بدلاً من القيام بأبحاثهم وتحليلاتهم. لتجنب سلوك القطيع، يمكن للأفراد إجراء أبحاثهم الخاصة لاتخاذ قرارات مالية وقياس مخاطرهم.
  • الفجوة العاطفية: تصف الحالة عندما تحفز عاطفة شديدة القرارات المالية للفرد، وتتلخص المشاعر التي تشكل فجوة عاطفية في التمويل بالقلق والجشع والحماس والخوف، والتي تدفع الأفراد لاتخاذ قرارات غير عقلانية.
  • الإرساء: يعتمد على حقيقة أن السعر المعياري له تأثير كبير بطريقة غير متناسبة في عملية صنع القرار لدى الفرد. فمثلاً، في حال رأي أحد المحترفين أن سهمًا معيناً يكلف 100 دولار، فقد يستخدم سعر الشراء هذا كمرجع لمقدار قيمة السهم فعلياً، ما قد يتسبب في استمرار تركيزه على هذا الرقم، وتجاهل مؤشرات القيمة الأخرى وتعديل معتقداته وأفعاله وفقاً لذلك.
  • الإسناد الذاتي: هو ميل شخص ما لاتخاذ قرارات بناءً على المبالغة في تقدير مهارته، الأمر الذي قد يتسبب في اتخاذ قرار غير صحيح.

ماذا يخبرنا التمويل السلوكي؟

يساعد التمويل السلوكي في فهم كيفية تأثر القرارات المالية المتعلقة بأشياء مثل الاستثمارات والمدفوعات والمخاطر والديون الشخصية على نحو كبير بالعواطف البشرية والتحيزات والقيود المعرفية للعقل في معالجة المعلومات والاستجابة لها.

مثال على اكتشاف في التمويل السلوكي

لقد وُجد أن المستثمرين يتمسكون بطريقة منهجي بخسارة الاستثمارات لفترة أطول مما تتوقعه التوقعات المنطقية، بالإضافة إلى أنهم يبيعون الاستثمارات الفائزة في وقت مبكر جداً. يُعرف هذا بتأثير التصرف، وهو امتداد لمفهوم كره الخسارة في مجال الاستثمار. بدلاً من الاحتفاظ بخسارة ورقية، قد يتضاعف المستثمرون الذين يحتفظون بمراكز خاسرة ويتحملون مخاطر أكبر على أمل تحقيق التعادل.

 اقرأ أيضاً: