الخبير التكتيكي في مقابل الحالم Tactician VS Visionary

الخبير التكتيكي في مقابل الحالم (Tactician VS Visionary): مصطلح حديث يعبّر عن أحد عوامل التوتر السبعة التي تواجه القادة، وذلك أثناء اجرائهم للمفاضلة بين أسلوب القيادة “التقليدي” القائم على التحكّم الصارم والسيطرة، والأسلوب “الناشئ” القائم على المرونة والانفتاح. 

يدعو الأسلوب التقليدي للقيادة إلى الوضوح العملياتي والخطط واضحة المعالم، أي أنّ القائد الذي يتبع هذا الأسلوب يكون واقعياً، ويعتمد على الخطط المرسوماً مسبقاً في تحركاته قصيرة المدى.

بينما يقّر الأسلوب الناشئ بأن القادة بحاجة إلى رؤية واضحة حيال وجهتهم التي يريدون الوصول إليها، دون الحاجة بالضرورة إلى خارطة طريق ملموسة تحدد كيفية بلوغ تلك الوجهة، فالقائد الذي يتبع هذا الأسلوب يضع صوب عينيه الرؤية التي يريد الوصول إليها، دون التركيز على كيفية الوصول لها.

إذا لم يتم السيطرة على هذا التناقض (عامل التوتر) بحكمة، فإن القادة سيخاطرون بالإخفاق في إمداد أعضاء فريقهم بـ”بوصلة” يستدلون بها على المدى البعيد. ومن ناحية أخرى، إذا لم يكونوا واقعيين، فربما سيضعون أهدافاً غير واقعية.

على سبيل المثال، يؤمن “فاسانت ناراسيمهان”، الرئيس التنفيذي لشركة “نوفارتس” (Novartis) للأدوية، بأن التحليلات التنبؤية المحوسبة والذكاء الاصطناعي سيحُدثان تحولاً في قطاع الرعاية الصحية. ولذلك استثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي، وتحدى مختلف أقسام الشركة أن تشق طريقها نحو تعميم هذه التقنية. ورحبت غالبية الفِرق بالمبادرة، غير أن ناراسيمهان لاحظ أنهم كثيراً ما وجدوا مشقة في الربط ما بين تقنية الذكاء الاصطناعي وعملهم اليومي. وبالتالي، فقد أولى عناية خاصة بالعمليات اليومية الضرورية للسماح لتلك “الخطوات الأكبر والأكثر جرأة” بتحقيق النتائج المرجوة لشركات المستحضرات الدوائية العملاقة، ودمج التحليلات المحوسبة التنبؤية والذكاء الاصطناعي في المحور التشغيلي للشركة ذاتها، كهدف ملموس أولاً، وأطلق أداة تتيح العرض الآني لجميع تجارب علم النفس السريري الخمسمائة في أنحاء العالم، والتي يمكن توسعتها إلى مجالات أخرى كالتصنيع والشؤون التنظيمية.