الأربعاء الأسود Black Wednesday

ما هو الأربعاء الأسود؟

الأربعاء الأسود (Black Wednesday): يشير الأربعاء الأسود إلى تاريخ 16 سبتمبر/أيلول لعام 1992، عندما أجبر انهيار الجنيه الإسترليني بريطانيا على الانسحاب من نظام سعر الصرف الأوروبي؛ نتيجة فشلها في إبقاء الجنيه فوق الحد الأدنى لصرف العملات الذي فرضته آلية سعر الصرف الأوروبي.

أُدين الأربعاء الأسود على نطاق واسع باعتباره مضيعة هائلة للمال في ذلك الوقت، على الرغم من أنه ساعد المملكة المتحدة في الخروج من منطقة اليورو، وإنقاذ نفسها من جميع المشاكل الاقتصادية المستقبلية.

الأحداث التي أدت إلى حدوث الأربعاء الأسود

شُكّل نظام سعر الصرف الأوروبي؛ في أواخر سبعينيات القرن الماضي، لتحقيق الاستقرار في العملات الأوروبية استعدادًا للاتحاد الاقتصادي والنقدي، وكذلك اعتماد عملة اليورو. كانت المملكة المتحدة ضمن نظام سعر الصرف الأوروبي لأكثر من عامين قبل يوم الأربعاء الأسود، ثم انخفضت قيمة الجنيه الإسترليني تدريجياً ووصلت إلى الحدود الدنيا التي حددتها آلية سعر الصرف، فاتخذت الحكومة البريطانية إجراءات لدعم الجنيه، بما في ذلك رفع أسعار الفائدة، والسماح بشراء الجنيه باستخدام احتياطيات العملات الأجنبية.

لكن الملياردير والمستثمر الأميركي من أصول مجرية ” جورج سوروس ” (George Soros)، أنشأ مركزاً قصيراً سرياً مقابل العملة البريطانية، ثم بدأ يخاطب علناً اعتقاده أنه لا يمكن لأحد الدفاع عن الجنيه، ليبدأ العديد من المضاربين في المراهنة على الجنيه، بينما تحوّط المستثمرون من انهيار سعر الصرف، ثم ضغطت خططهم على الجنيه أكثر لينتهي إلى الغرق.

بدأ صندوق سوروس “كوانتوم فاند” (Quantum Fund)، بيع مبالغ ضخمة من الجنيهات الإسترلينية في السوق في اليوم السابق للأربعاء الأسود، مما أدى إلى تراجع السعر أكثر. اتخذ بنك إنجلترا إجراءات لوقف عمليات البيع لكنه لم ينجح، وأعلن أن المملكة المتحدة ستترك نظام سعر الصرف الأوروبي في يوم الأربعاء الأسود.

اقرأ أيضاً: