الأهداف الذكية SMART Goals

3 دقائق

ما معنى الأهداف الذكية؟

الأهداف الذكية (SMART Goals): أحد الأساليب المستخدمة في وضع الأهداف، والمُشكَّل من الأحرف الإنجليزية الأولى لخمسة صفات من الضروري أن تتوافر في الأهداف الموضوعة. تلك الصفات هي أن تكون محدّدة (Specific)، وقابلة للقياس (Measurable)، وقابلة للتحقيق (Achievable)، وواقعية (Realistic)، ومحكومة بموعد زمني محدّد (Timely). ثمة تنويعات صياغية كثيرة لأحرف مصطلح سمارت تقوم على صفات أخرى مختلفة، غير أن المعنى الأساسي يبقى ذاته.

أهمية الأهداف الذكية

توفّر الأهداف الذكية الوضوح والتركيز المطلوبين لتحقيق أقصى استفادة من الجهود المبذولة في تحقيق الأهداف، وتساعد على تنظيم الوصول إلى الأهداف من خلال توفير معرفة ما يجب فعله بالضبط والوقت المناسب لذلك.

كيفية صياغة الأهداف الذكية

يمكن صياغة الأهداف الذكية من خلال الخطوات الرئيسية التالية المتعلقة بكل صفة ينبغي أن تتواجد في الهدف الذكي:

1. تحديد الهدف:

ينبغي أن يكون الهدف محدداً ليصبح فعالاً، وتساعد الإجابة عن مثل هذه الأسئلة في تحديده: ما الذي يجب تحقيقه؟، ومن المسؤول عنه؟، وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق ذلك؟. فمثلاً يمكن أن يكون الهدف الواسع هو: أريد أن أتحسن في الكتابة، لكن يصبح بعد تحديده: أريد زيادة سرعتي في الكتابة.

2. قابلية الهدف للقياس:

تسهّل هذه الصفة تتبع التقدم ومعرفة متى تنتهي العملية، وتنطوي هذه الخطوة على تطبيق طرق لقياس التقدم المتعلق بتحقيق هدف معين، وأي إجراء يمكن اتخاذه للمساعدة في دعم هذا التقدم. فمثلاً إن كان الهدف: سأزيد سرعة كتابتي، يمكن أن يصبح: أود زيادة سرعة كتابتي من 50 إلى 65 كلمة في الدقيقة، ويمكنني قياس تقدمي من خلال إجراء اختبارات محددة بوقت تُظهر الزيادة في سرعة الكتابة لدي.

3. قابلية تحقيق الهدف:

أي ينبغي أن يكون الهدف واقعياً، وأن يتكامل مع العناصر الأخرى مثل الإطار الزمني المطلوب لتحقيقه، والعقبات المحتملة، وطرق القياس، لتحديد الاحتمالات الواقعية المتعلقة بتحقيق الهدف. فمثلاً لو كان الهدف: سأزيد سرعة كتابتي من 50 إلى 100 كلمة في الدقيقة. ينبغي أن يكون قابلاً للتحقيق ليصبح: "أود زيادة سرعة كتابتي من 50 إلى 65 كلمة في الدقيقة، ويمكنني تحقيق هذا الهدف من خلال إجراء زيادات طفيفة في سرعة الكتابة كل أسبوع.

4. التأكد من أن الهدف ذو صلة:

أن يرتبط تأثير الهدف مباشرة بمهارة أو استراتيجية ينبغي تطويرها، والتأكد من أن أي إجراء يُتخذ يساهم في المساعدة نحو التقدم لتحقيق الهدف. فمثلاً لو كان الهدف: أود زيادة سرعة الكتابة لدي، لذلك سأخصص 15 دقيقة كل يوم لتنظيم مساحة العمل الخاصة بي. ينبغي إضافة معايير ذات صلة له ليصبح على النحو:  أود زيادة سرعة كتابتي من 50 إلى 65 كلمة في الدقيقة، لذلك سأخصص 15 دقيقة يومياً لممارسة الكتابة وإجراء اختبارات السرعة المحددة بوقت.

5. تحديد الأفق الزمني للهدف:

أي إنشاء جدول زمني محدد للعمل والوصول إلى النتائج النهائية، والمدة المُستغرقة في إنجاز كل مهمة، بحيث يعرف الجميع كيفية البقاء على المسار الصحيح ضمن إطار زمني محدد. وأن يتمتع بالمرونة ليسمح بالتعديل على الأهداف. فمثلاً يكون الهدف قبل تحديد الأفق الزمني على النحو: سأزيد سرعة كتابتي من 50 إلى 65 كلمة في الدقيقة عن طريق تخصيص 15 دقيقة يومياً لممارسة الكتابة السريعة وإجراء الاختبارات المحددة بوقت. ويصبح بعد تحديد الأفق الزمني: سأزيد سرعة كتابتي من 50 إلى 65 كلمة في الدقيقة في غضون ثلاثة أشهر، وسأخصص 15 دقيقة كل يوم للتدرب بسرعة وإجراء الاختبارات المحددة بوقت أسبوعياً لقياس التقدم.

عيوب الأهداف الذكية

قد يشكل أسلوب الأهداف الذكية عائقاً كبيراً في طريق وضع الأهداف بنجاح، مع أنّه في كثير من الأحيان يكون الدعم الوحيد المُتاح أمام أولئك المكلَّفين بوضع الأهداف. وربّما يُشكّل اختبار الأهداف الذكية أداة ثانوية مفيدة للتأكد من سلامة صياغة الهدف (تماماً كما يُشكّل برنامج المدقق اللغوي آلية مفيدة لتحديد الأخطاء الإملائية في ملفّ ما)، إلّا أنّه لا يساعد في تحديد ما إذا كان الهدف بحدّ ذاته جيداً. بمعنى آخر، قد يكون الهدف ذكياً (SMART) وينجح في اختبار الأهداف الذكية من دون أن يكون حكيماً.

والأسوأ أن أسلوب الأهداف الذكية يشجّع الناس على وضع أهداف منخفضة الطموح. فما من أحد يُقدم على وضع أهداف لا تبدو قابلة للتحقيق وواقعية، لكن قد يتشبّث أضعف الموظفين بصفتَي قابلية التحقيق والواقعية دون سواهما، متّخذين ذلك مبرّراً لهم لوضع أهداف سهلة جداً. إنّ وضع الأهداف عالية الطموح، أي صارمة وصعبة ومتطلبة، من شأنه أن يولّد أعلى مستويات الجهد والأداء. لذلك، وبدلاً من استخدام أسلوب الأهداف الذكية لتحديد الأهداف الحكيمة أو الجديرة بالسعي وراء تحقيقها، ينبغي استخدامه فقط كاختبار لضمان صياغة الأهداف صياغة سليمة.

أمثلة على الأهداف الذكية في العمل

من أمثلة الأهداف الذكية على مستوى الشركة نذكر:

الهدف: سنزيد الإيرادات المتكررة بنسبة 25% في عام 2019، متجاوزين أداءنا لعام 2018 من خلال اكتساب عملاء جدد إضافيين وتقليل معدل التغيير، ما سيؤدي إلى تحسين الربحية الإجمالية للشركة. وسنفعل ذلك من خلال تحقيق الأهداف المحددة كل ربع سنة على مدار العام. يمتلك هذا الهدف صفات الأهداف الذكية وهي:

  • محدد: زيادة الإيرادات المتكررة في عام 2019.
  • قابل للقياس: تحقيق زيادة بنسبة 25٪ مقارنةً بالسنة الماضية.
  • قابل للتحقيق: تحسين أداء 2018 مع زيادة بنسبة 25% من خلال عملاء جدد وتقليل معدل التغيير.
  • ذو صلة: الإيرادات هي المحرك الذي يدفع ربحيتنا.
  • الوقت المحدد: وضع أهداف رقمية محددة لكل ربع سنة في عام 2019.

هل يمكن استخدام الأهداف الذكية في الحياة الشخصية والمهنية؟

بصفة عامة، فإن الأهداف الذكية ممكنة الاستخدام في كل من الحياة الشخصية والمهنية وحتى على مستوى الأهداف القصيرة الأجل والأهداف الطويلة الأجل.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي