يزداد توجه المستثمرين الأفراد نحو ضخ رؤوس أموالهم في أسهم أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية. بينما يعتمد المستثمر الجوهري نهجاً مختلفاً.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يوزن وفقاً للقيمة السوقية لمكوناته، بنسبة تقارب 16% حتى نهاية يوليو/تموز 2024، مدفوعاً بشكل كبير بعوائد ضخمة حققتها أكبر مكوناته؛ أو من أصبحنا نسميهم "السبعة الكبار".
واللافت أن المستثمرين الجوهريين، الذين يركزون على القيمة طويلة الأجل للسهم بناءً على تحليل دقيق، يمتلكون حصصاً أصغر في السبعة الكبار، لا تتجاوز 12%، مقارنة بامتلاكهم نحو 17% في بقية شركات هذا المؤشر. وفي المقابل، يمتلك المستثمرون الأفراد، الذين يتداولون الأسهم في نطاق زمني أقصر، حصة أكبر بكثير، تقترب من 30% في السبعة الكبار، مقارنة بامتلاكهم نحو 18% في بقية شركات المؤشر. (الشكل)
أما وصف قيمة تلك الأسهم بأنها مبالغ فيها، فهو أمر يتطلب تحليلاً أعمق لقيمة كل شركة وفق أسسها الخاصة. وقد علمتنا التجارب أنه عندما يقوم المستثمر الفرد برفع سعر سهم، فقد يشير ذلك أحياناً إلى أننا على وشك أن نشهد "فقاعة" لذلك السهم. ولكن من السابق لأوانه التوصل إلى هذا الاستنتاج بشأن السبعة الكبار، نظراً لعدم اليقين بشأن آفاقهم المستقبلية. وكما هو الحال دائماً، يجب على المستثمر الحصيف أن يسأل نفسه: هل سعر سهم الشركة الحالي منطقي بالنظر إلى توقعات أدائها المحتمل مستقبلاً؟