4 طرق للتواصل بمزيد من التعاطف مع مرؤوسيك

4 دقائق
التواصل التعاطفي

ملخصأدّت الجائحة والأحداث العصيبة الأخرى في السنوات الأخيرة إلى جعل التواصل التعاطفي أكثر إلحاحاً وأهمية، لا سيما بعد أن أصبحت سبل التواصل تأخذ أشكالاً أكثر افتراضية كمقاطع الفيديو، والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني. ولكن مثلما يملك كلّ منّا درجات متفاوتة من التعاطف، فليس كل القادة متعاطفين بنفس القدر. فهل يعدّ الافتقار إلى القدر الطبيعي من التعاطف من الأمور التي تعيق التواصل وسبل الاستفادة منه؟ الإجابة هي لا؛ لكن الجانبَ المضيءَ هنا هو أن جميع القادة، حتى مَن ليس مِن طبيعتهم التعاطف، يستطيعون توصيل رسائل تعاطفهم بنفس فعالية توصيلهم لرسائل التضامن والمسؤولية. فخلال الأوقات الصعبة، تصبح الرسائل الأكثر فعالية التي تبعث بها القيادة هي تلك التي تجذب الانتباه، وتقرّ بالمِحن، وتبدي الاهتمام، ليس بالضرورة في البداية بل في نهاية المطاف، وتتخذ الإجراء المناسب للتخفيف من حدة الموقف أو المواساة على الأقل. يقدم هذا المقال أربع نقاط يجب أن تركز عليها في تواصلك.

يتفق معظم مستشاري الأعمال كما معظم العاملين على أن التعاطف مهارة قيادية أساسية. حتى إننا نعيد تصور مسمى "الرئيس التنفيذي" لـ "الرئيس التنفيذي لممارسات التعاطف" في بعض الأحيان. ما من شك في أن القدرة على وضع أنفسنا موضع الآخرين وفهم مواقفهم وتحدياتهم سمة قوية تبني الثقة وتضمن الاطمئنان.

أدّت الجائحة والأحداث العصيبة الأخرى في السنوات الأخيرة إلى جعل التواصل التعاطفي أكثر إلحاحاً وأهمية، لا سيما بعد أن أصبحت سبل التواصل تأخذ أشكالاً أكثر افتراضية كمقاطع الفيديو، والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني.

أدّت الجائحة والأحداث العصيبة الأخرى في السنوات الأخيرة إلى جعل التواصل التعاطفي أكثر إلحاحاً وأهمية، لا سيما بعد أن أصبحت سبل التواصل تأخذ أشكالاً أكثر افتراضية كمقاطع الفيديو، والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني. وكما يشرح الرئيس التنفيذي لشركة أميري هيلث كاريتاس (AmeriHelath Caritas)، بول توفانو، في مقال نُشر في شهر يوليو/تمّوز سنة 2020 لشركة ماكنزي آند كومباني: "لقد كانت فترة طويلة من الغموض والخوف، لكنها في الوقت ذاته كانت فرصة رائعة لتكوين قوى عاملة أكثر تماسكاً وحماساً. فإذا استطاع الرؤساء التنفيذيون تولّي مناصب وزارية بحيث يمدون الأيدي فعلياً، ويستمعون حقاً، ويتواصلون ويقتربون من الأشخاص أينما كانوا، فحينئذ تظهر إمكانات هائلة لإلهام الأشخاص وتعزيز الروابط والولاءات داخل الشركة".

وكما تختلف درجات التعاطف من شخص لآخر، تختلف بين القادة. فهل يعد الافتقار إلى التعاطف الطبيعي من الأمور التي تعيق التواصل التعاطفي وسبل الاستفادة منه؟ الإجابة هي لا؛ لكن الجانبَ المضيءَ هنا هو أن جميع القادة، حتى مَن ليس مِن طبيعتهم التعاطف، يستطيعون توصيل رسائل تعاطفهم بنفس قوة توصيلهم لرسائل التضامن والمسؤولية.

فخلال الأوقات الصعبة، تصبح الرسائل الأكثر فعhلية التي تبعث بها القيادة هي تلك التي تجذب الانتباه، وتقرّ بالمِحن، وتبدي الاهتمام، وتتخذ ليس بالضرورة في البداية بل في نهاية المطاف، وتتخذ الإجراءات المناسبة للتخفيف من حدة موقف من المواقف أو المواساة على الأقل. لذلك، بغض النظر عن مدى تعاطفك أو اعتقادك بأنك متعاطف، ركز على نقاط الاتصال الأربع التالية في تواصلك مع الآخرين:

الاستماع

كوسيلة تواصل، فإنّ الاستماع ضروري بقدر التحدث، لا سيما فيما يخص التعاطف. في بعض الأحيان، قد يُشير مجرّد إظهار الحضور اليقظ إلى تفهّم وتعاطف عميقين. والاستماع هو كقول: "أريد أن أسمع عن المشكلة". وتذكّر أنّ الاستماع لا يكون مجدياً، كما علّمونا في الصغر، إلاّ حين تكون الأفواه مغلقة والآذان مفتوحة.

الإقرار

حتى إن لم يكن القادة في وضع يسمح لهم بحل المشكلات مباشرة، فباستطاعتهم التعبير عن تعاطفهم حينما يقرّون ببساطة بوجود مشكلة وتأثيرها على الموظفين. والتعبير عن الإقرار كقول: "أصبح لدي علم بالمشكلة". أمثلة: "أعلم وأتفهم القلق المنتشر بسبب الجائحة". "أُدرك ما تكتنفه عملية إعادة التنظيم هذه من إرهاق". "لقد مثّل هذا الربع تحدياً كبيراً لنا جميعاً".

الاهتمام

يعبّر القادة عن تعاطفهم عندما يخرجون عن نطاق الإقرار فحسب ليعبّروا عن اهتمامهم الصادق حول تأثير التحديات على الفريق. إذ يريد القائد من فرقه أن تنتبه إليه وتهتم به عندما يتواصل معهم حتماً، وهذا التوقع متبادل. والتعبير عن الاهتمام كقول: "أثّر فيّ هذا الموقف". أمثلة: "أن تتمكن من تحقيق توازن بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية أمر مهم للغاية بالنسبة لي". "سلامتك في الميدان أولوية قصوى لنا". "أنا قلق للغاية بشأن تعرض فريق العمل للاحتراق الوظيفي".

اتخاذ الإجراءات

لا يعتبر اتخاذ الإجراءات جزءاً من الاستجابة التعاطفية "الكلاسيكية" في العادة، ولكن قد يعبّر القادة عن تعاطفهم عندما يقترحون حلولاً. فخروجاً عن نطاق الإقرار والاهتمام، يكون التعبير عن اتخاذ الإجراءات مثل قولك: "أريد معالجة المشكلة". أمثلة: "عقد فريق الموارد البشرية شراكة مع مؤسسة ليف ليرن (LiveLearn Foundation) لتوفير مجموعة من موارد التأقلم للموظفين". "قمنا بإنشاء لجنة لدراسة هذه المشكلات واقتراح حلول". "قمنا بتوسيع دائرة المستفيدين من العمل لنصف يوم فقط أيام الجمعة لتشمل جميع الموظفين". كما كتبتُ سابقاً، لا يتوفر التعاطف بسهولة لدى جميع القادة، ولكن يجب ألا يمنعهم ذلك من التعبير عن التعاطف. إليك بعض ما يجب فعله وما يجب تجنبه لرفع مستوى التعاطف في حديثك وصوتك.

ما يجب عليك فعله:

  • ركز على التأثير المحتمل لتحدٍّ أو أزمة على الأشخاص.
  • تقبّل مشاعر الحزن والإحباط والقلق.
  • تعوّد على استخدام تعبيرات مثل "كن على ثقة" و"سنجتاز هذه العقبة" لتعزيز القدرة على التحمل ولإظهار التزامك بإدارة مؤسسية رشيدة ومسؤولة.
  • احرص على أن تكون منفتحاً وشفافاً وصريحاً بخصوص الأخبار غير السارّة، موضّحاً الفرق بين المعلوم والمجهول.
  • استخدم لغة وجملاً بسيطة لتسهيل عملية سماع فريقك لرسائلك واستيعابها.
  • أظهِر تقديراً كبيراً لفريقك بما في ذلك التفاصيل التي تصف ميزاتهم الجديرة بالإعجاب والتي تخلّف أثراً عميقاً.

ما يجب عليك تجنّبه:

  • لا تركز على احتمالية كيفية تأثير الأزمة في أرباح الشركة أو التدابير المالية الأخرى.
  • لا تتظاهر بأنك تعرف ردود فعل فريقك تجاه التحدي أو تتعجل بإقحام نفسك "لحل المشكلة".
  • لا تستخدم الخطابات المكتوبة (لكن بإمكانك الاعتماد على الملاحظات). إذ يجب أن تكون ملاحظاتك صادقة للغاية، وفعل القراءة بغض النظر عن الكلمات سيجعل رسالتك تبدو أكثر تنظيماً.
  • لا تستأثر بالكلمة في أثناء عمليات التواصل.
  • لا تحاول إضفاء لمسة سعادة على الأزمات أو المبالغة في رؤية الجانب المشرق من الأحداث المأساوية، فستبدو تبريرات كاذبة وتضر بالمصداقية وبالثقة.
  • لا تتكلم بالتفصيل عن القرارات الصعبة التي اضطررت إلى اتخاذها. فالحديث عن تجربتك قد يُشعرك بالراحة، لكنه قد يحوّل لحظة التعاطف مع الموظفين إلى الرأفة بالقائد. فدعم فريقك مسؤولية تقع على عاتقك، وليس العكس.

تذكَّرْ أن للتعاطف تأثيراً إيجابياً فقط على فريقك، عندما يسمعونه، ويقرؤونه ويرونه، لذا لا تقلق كثيراً بشأن مدى تعاطفك من الداخل. خذ خطوات ذكية وفعالة لتعبّر عن تعاطفك على نحو صريح.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي