ليس هناك من إنسان على الإطلاق يرغب في أن يكون موظفاً لدى مدير يتدخل في إدارة أدق تفاصيل العمل. فهذا أمر محبط، ويؤدي إلى هبوط المعنويات وفقدان الدافع. ومع ذلك، فإن بعض المدراء غير قادرين على التحكم في أنفسهم. فالتعامل مع مدير مُسيطر لا يثق بك أمر صعب، ولكن ماذا لو كنت أنت هذا المدير الذي يتدخل في إدارة كل شاردة وواردة.
إذا كنت مثل معظم المدراء الذين يديرون أدق التفاصيل، فمن المحتمل أنك لا تعرف حتى تفعل ذلك، على الرغم من أن العلامات التي تثبت ذلك والتي تظهر عليك في منتهى الوضوح:
• أنت غير راضٍ تماماً عن أي من الإنجازات التي تتحقق.
• غالباً ما تشعر بالإحباط لأنك كنت ستنجز المهمة بطريقة مختلفة.
• أنت تركز على أدق التفاصيل وتشعر بفخر و/أو ألم كبير عند إجراء التصويبات.
• تريد دائماً معرفة مكان وجود جميع موظفيك وما الذي يعملون عليه.
• تطلب من موظفيك إطلاعك دائماً بآخر المستجدات حول المهام التي هي قيد الإنجاز.
• تفضل الحصول على نسخة من كل رسالة إلكترونية ترسل.
لكن دعنا نواجه الأمر بصراحة. الاهتمام بالتفاصيل والتأكد من إنجاز العمل أمر مهم. لذلك من السهل تحقيق كل ما سبق بوصفه جزءاً ضرورياً من الإدارة. لكنه ليس ضرورياً في كل الأوقات. فمشكلة إدارة أدق التفاصيل هي أنها تطبّق نفس المستوى من الشدة والتدقيق والمقاربة القائمة على المواجهة المباشرة على كل مهمة من المهام، سواء أكان ذلك مطلوباً أم لا.
لكن الأهم في كل ذلك هو أنك يجب أن تتوقف. فهذا الأمر يؤذي معنويات أعضاء فريقك، وفي نهاية المطاف، يؤثر على إنتاجيتهم. فيما يلي 4 استراتيجيات لمساعدتك:
1. تغلب على نفسك:
نحاول جميعاً تبرير أسباب تصرفاتنا، واعتبارها تصرفات منطقية، والأمر ذاته يصح على الأشخاص الذين يديرون أدق التفاصيل. وعوضاً عن إيجاد كل الأسباب التي تدعوك إلى أن تدير التفاصيل، فكر في الأسباب التي يجب أن تدفعك إلى عدم التدخل المفرط في إدارة كل التفاصيل.
2. دع الأمر يسير بسلاسة:
إن الفرق بين الإدارة وإدارة أدق التفاصيل يكمن في التركيز على "أدق التفاصيل". وبالتالي، فإن الابتعاد عن هذه الإدارة الدقيقة يحتاج جوهرياً إلى ترك التفاصيل تسير بمنتهى السلاسة. قد يكون هذا الأمر صعباً، لكن المفتاح الرئيس يكمن في إنجازه بالتدريج. حاول أن تبدأ بمراجعة قائمة المهام التي يتعيّن عليك إنجازها لتقرر المهام شبه المنجزة التي بوسعك تفويضها إلى أحد أعضاء فريقك. حاول كذلك الانخراط في نقاشات صريحة مع مرؤوسيك المباشرين حول مستوى التفاصيل التي ستتدخل فيها ومتى وأين يحتاجون إلى الاستعانة بك.
3. قدم "ما هو مطلوب" وليس "كيفية إنجازه":
ليس خطأ أن يكون لديك توقعات بخصوص مهمة يجب إنجازها. ولكن هناك فرق بين طرح هذا التوقع على الموظفين وإملاء كيفية الوصول إلى تلك النتيجة عليهم. فوظيفتك بصفتك مديراً تكمن في التحديد الواضح للشروط المرضية لأي مهمة توكلها إلى الموظفين. أخبر الموظفين عن رؤيتك لشكل المحصلة النهائية، لكن لا تعطهم تعليمات مغرقة في التفاصيل حول كيفية الوصول إلى المحصلة المرجوة.
4. توقع أن تربح (في معظم الأوقات):
إن الدافع الأساسي الذي يجعلك تلجأ إلى إدارة التفاصيل هو الخوف من الفشل. ولكن تضخيم خطر الفشل وتكبيره زيادة عن اللزوم، يجعل موظفيك يشعرون بحالة "عجز مكتسب" بحيث يبدؤون بالاعتقاد بأن الطريقة الوحيدة التي يمكنهم العمل وفقها هي بأن تتولى أنت إدارتهم بأدق التفاصيل. وهذه حلقة مفرغة. عوضاً عن ذلك، ركز على مساعدة مرؤوسيك المباشرين على النجاح. كن واضحاً في تعريف ما الذي يعنيه النجاح. امنحهم الموارد والمعلومات والدعم المطلوب لتلبية هذه الشروط. وقدم الثناء لمن يستحقه عندما يستحقه.
ومثلما لا أحد يرغب في أن يخضع لإدارة تركز على أدق التفاصيل، فلا أحد أيضاً يرغب في أن يكون المدير الذي يتدخل في أدق التفاصيل والذي يمقته الجميع. ولكن من خلال التزامك بالتركيز على نحو أكبر وعلى تحفيز موظفيك، يمكنك إعادة توجيه جهودك لتصبح أكثر المدراء فعالية.