جمال سليمان: الكاريزما‭ ‬مهارة‭ ‬قابلة‭ ‬للتنمية‭ ‬والتطوير‬‬‬‬‬‬‬‬

2 دقائق

الطفل الذي بدأ العمل في السابعة من عمره، وتنقّل من الحدادة إلى النجارة والديكور ثم غسيل السيارات والطباعة، بات من أهم فناني العالم العربي. انتقل من وطنه الأم سورية إلى مصر ليخوض تحدياً جديداً في عالم التمثيل بلهجة مختلفة عما اعتاد عليه في بلده، فأجاد وساعدته الكاريزما التي يتمتع بها للبروز والتألق في مصر حيث معترك النجوم.

هارفارد بزنس ريفيو: كيف أثرت المهن التي عملت فيها مع بداية حياتك على بناء شخصيتك؟

جمال: أكيد أنها حرمتني قدراً من السعادة التي يعيشها الطفل في ظروف طبيعية، وتركت في أعماقي قدراً من الغضب. لكنها في المقابل، أعطتني مخزوناً حياتياً كبيراً استفدت منه في مهنتي وطبيعة فهمي للأشياء ونظرتي للعالم من حولي.

ماهي النقطة الفاصلة التي اعتبرت فيها أن مشوارك المهني انتقل من مرحلة الهواية إلى الاحتراف؟

عندما تقاضيت أول أجر عن أول فيلم سينمائي في حياتي وهو "عائد إلى حيفا" عام 1981.

متى لمست النجاح في مجال التمثيل؟ هل من عمل محدد أو شخصية أديتها؟!

هذه المسألة جرت بشكل تراكمي، النجاح في مهنتنا ليس مرتبطاً بالترقية الوظيفية بل بكمّ الناس الذين يعرفونك في الطريق ويبادلونك التحية الودودة.

متى تستعين بمساعدين لإدارة أعمالك، وماهي منهجيتك في إدارة فريق عملك؟

لا أستعين بمساعدين إلا في حالات معّينة، مثل التدريب على لهجة معينة. أما في مجال التسويق والإعلام والاتفاقات المهنية فأنا لا أعتمد على أحد.

ماهي التحضيرات والدراسات التي قمت بها مع نفسك أو مع مستشارين قبل القرار الاستراتيجي لبدء التجربة المصرية؟

بدأت رحلتي إلى مصر بمسلسل "حدائق الشيطان" عام 2006، وقد حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً. في البداية كان قلقي أكبر بكثير من حماستي لهذه الخطوة. شعرت أنني سألعب بعيداً عن أرضي حيث لا أمتلك معظم الخيوط. لكن كان عليّ أن أقبل هذا التحدي كي أفتح لنفسي مساراً جديداً خاصة بعد أن عانيت نوعاً من الحصار المهني بدأ يتشكّل حولي في بلدي.

هل تغيرت عادات القراءة ووسائلها لديك بعد سيادة وسائل التواصل الاجتماعي؟ ما هو آخر كتاب قرأته؟

نعم تغيّرت عادات القراءة نوعاً ما. الصحافة أتابعها عبر الإنترنت، لكنّني ما زلت أقرأ الكتاب الورقي. في السنوات الأخيرة ازداد اهتمامي بالكتاب السياسي وآخر ما قرأت كان كتاب هنري كيسنجر "النظام العالمي الجديد". ما زلت أحبّ قراءة الرواية وآخر ما قرأت "دروز بلغراد" لربيع جابر.

أنت تصنّف ضمن الفنانين المثقفين، بحسب تجربتك، كيف تنعكس ثقافة الممثل على أدائه طالما أننا نتحدّث عن أداء وتمثيل؟ أين يمكن أن تنعكس الثقافة؟

ثقافة الممثل في بلادنا تجعل حياته صعبة وخياراته محدودة. لكن عندما أنظر إلى الخلف أشعر بالرضا، إذ إنني كنت بطلاً لبعضٍ من أهمّ الأعمال التلفزيونية العربية من ناحية القيمة الفكرية والمستوى الفني. لعبت شخصيات كان لها أثر كبير وأسهمت في تشكيل ملامح حقب زمنية في الفن. وهذا لم يكن ليحدث من دون خلفية ثقافية.

عملت في التدريس لطلاب التمثيل والمسرح، كيف وجدت الفارق بين النظري والعملي في عالم التمثيل وما هي أبرز ثلاثة نصائح تقدمها لطلابك عادة؟

دائماً ما هناك فارق بين ما هو أكاديمي وما هو واقع احترافي. قد يتحوّل ما نسميه عيباً من الناحية الأكاديمية إلى ميزة في الحياة العملية. لذلك فإن نصائحي لطلابي كانت دائماً: "اكتشف نفسك وعيوبك أولاً، وبناءً عليه، حوّل القاعدة الأكاديمية من شيء مجرّد إلى شيء يخصّك أنت. آمن بنفسك لأنك ستحتاج إلى ذلك لتواجه الجمهور. واعرف أن مهنتنا هي مهنة سباق المسافات الطويلة لا القصيرة، فلا تتوقّف عند نجاح حقّقته أو فشل مُنيت به".

يقال إن أحد عوامل نجاحك "الكاريزما"، فهل برأيك هي حالة تولد مع الإنسان أم يمكن اكتسابها؟  

لا يوجد نجومية بلا كاريزما. لكننا نخلط أحياناً بين الكاريزما والوسامة وهما في الحقيقة مختلفان. يمكن أن توجد الكاريزما من دون وسامة. الكاريزما في رأيي تولد معنا وتظهر فينا منذ طفولتنا. تلك الطاقة والتوليفة بين عناصر شخصية مختلفة هي التي تجعل الآخرين يهتمون بما نقوله وما نفعله. لكنها مهارة قابلة للتنمية والتطوير تبعاً لما نفعله ونقوله، وتتطور باجتهادنا.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي