إذا سألت قادة الأعمال الأكثر نجاحاً في العالم تجاه ما تعنيه عبارة "أن تكون استراتيجياً"، فستحصل على الأرجح على عدد كبير من الإجابات المختلفة حول القيادة الاستراتيجية من وجهة نظرهم، أما في حال بحثت على الإنترنت عن مصطلح "القيادة الاستراتيجية"، فستصادف ما يصل إلى 115,800,000 رابط فريد يتحدث عن هذا الموضوع.
يمكننا القول من العدد الكبير لتلك الروابط أن الاستراتيجية أمر معقد. من الناحية النظرية، أنشأ قادة الفكر حول العالم أطراً متطورة مصممة لمساعدة القادة على التعامل مع استراتيجياتهم. لكن عملياً، يعتمد نجاح أو فشل أي استراتيجية كثيراً على مدى كفاءة قدرة القادة على دمج التفكير الاستراتيجي في العمليات اليومية ضمن مستويات المنظمة المختلفة. نافلة القول، إن الأمر لا يتعلق بموضوع التعقيد بقدر ما يتعلق بموضوع التركيز العملي.
أسئلة محورية حول القيادة الاستراتيجية
كيف يمكنك أن تكون شخصياً أكثر استراتيجية، مثل القائد؟ ربما عليك التفكير بطرح الأسئلة الخمسة التالية عليك وعلى فريقك لتحديد الوضوح والاتفاق والرؤى الاستراتيجية. ترتبط هذه الأسئلة ببعضها وستؤدي إلى منظور استراتيجي عالٍ ومتوافق عليه بين أفراد الفريق. إذا تمكنت من جعل هذه الأسئلة الخمسة جزءاً من تواصلك المستمر مع الفريق، فستصبحون حتماً فريقاً أكثر استراتيجية وأكثر نجاحاً.
1. ماذا نفعل اليوم؟
غالباً ما يتفاجأ القادة بمقدار جهلهم بما يعمل عليه أفراد فريقهم، والسبب هو أن المنظمات، بمرور الوقت، تضيف المزيد من المهام إلى ما لدى الفرق والموظفين بالفعل. يتحدث القادة وأعضاء الفريق مطولاً عن المبادرات والواجبات الجديدة، لكن ينسون في الوقت نفسه العمل القديم الذي لا يزال ينفذه موظفوهم. يفقد الكثير من القادة، في فترة من الفترات، القدرة على رؤية مقدار ما يقضيه موظفوهم وهم يعملون على أولوياتهم القديمة. لا يمكنك نقل فريقك إلى الأمام استراتيجياً ما لم تتمكن من الإجابة بوضوح عن هذا السؤال.
2. لماذا تؤدون هذا العمل الآن؟
حالما تحدد مقدار العمل الإجمالي الذي يفعله فريقك، تأتي الخطوة المنطقية التالية وهي فحص أهمية العمل المُنجز. هذا يحقق غرضين استراتيجيين. الأول، يمكنك معرفة الأمور المهمة وسبب أهميتها من وجهة نظر فريقك، مما قد يكشف على الأرجح عن حالات ستكون وفريقك غير متأكدين منها أو على خلاف عليها، وسيؤدي إلى محادثات مهمة بينكما تتعلق بالخيارات والموارد والمفاضلات المتوفرة. أما الأمر الثاني، فهو امتلاكك الفرصة لإظهار قيمة وأهمية العمل الذي يفعله فريقك. يريد الجميع أن يعتقد أن ما يفعلونه مهم، وتكمن مهمتك هنا في فهم ذلك وإظهاره لفريقك وعبر المؤسسة. ولن يتحقق هذا ما لم تعرف تماماً ما يتم.
3. كيف ينسجم ما تفعله اليوم مع الصورة الأكبر حول القيادة الاستراتيجية لدينا؟
لا تقلل أبداً من قوة معرفة مجال مسؤولياتك تماماً، ثم دراسة مدى توافق عملك مع الأهداف الأوسع للمنظمة. إذا كان فريقك يعمل على شيء لا يتوافق مع الغاية الأوسع أو مع أهداف منظمتك، فعليك هنا محاولة مناقشة قيمة أداء هذا العمل. عليك فعل ذلك حتى لو كان فريقك يعتقد أنه مهم أو مفيد، إذ يجب أن تطرح أسئلة على غرار: هل يجلب قيمة لعملائك؟ هل يسهم في تحقيق أعلى الأولويات المتعلقة بالعمل؟ يجب أن يكون العمل الذي يعود بالنفع على عملائك وأعمالك على رأس أولوياتك. إذا حددت الثغرات غير المعالجة حالياً، فستغدو هناك حاجة لإجراء المزيد من المناقشات الاستراتيجية. هل تفعل بالضبط وفقط الأمور الأكثر فائدة لمؤسستك؟
4. كيف يبدو النجاح لفريقنا؟
هناك احتمال أن يكون هناك مجموعة إجراءات يستخدمها الآخرون لتقييم نجاحك. هل يخبرونك كيف يقيسون نجاح فريقك؟ إذا سألت فريقك كيف يبدو النجاح لهم وللفريق، هل بإمكانهم الإجابة؟ يستثمر أفضل المفكرين الاستراتيجيين الكثير من الوقت هنا، ليس في محاولة تهدئة رئيسهم ببعض الإجراءات التي يمكن تحقيقها بسهولة لتمثل نجاحاً، لكن في محاولة فهم ما الأنشطة والسلوكيات والعلاقات والنتائج الاستراتيجية التي يمكن فعلها لتحقيق النجاح. وكلما تمكنت من جعل فريقك يرى كيفية تحقيق النجاح، زادت احتمالية تحقيقه.
5. ما الذي يمكننا فعله لتحقيق الأكثر والأفضل والأسرع؟
يريد معظم القادة إظهار قدرتهم على "أن يكونوا استراتيجيين" عبر القفز مباشرة إلى هذا السؤال. إذا لم تكن قد أجبت عن الأسئلة السابقة، فلن تكون إجابتك عن هذا السؤال مهمة كثيراً لأنك قد لا تتمكن من العمل وفق الإجابة التي حددتها. في الوقت نفسه، إذا أجبت عن الأسئلة السابقة، ستتمكن إلى حد كبير من تقديم إجابة استراتيجية أفضل هنا. يمكنك تحديد طرق جديدة وأفضل لخدمة الأهداف الأوسع لشركتك، ويمكنك اختيار إعادة توجيه الموارد من الأعمال الحالية الأقل الأهمية نسبياً تجاه الأكثر أهمية. يعتبر هذا السؤال الأهم من بين الخمسة، إذ يحتاج كل قائد عظيم إلى جعل فريقه يقدم الأكثر أو الأفضل أو الأسرع على مدار الزمن، لكنه في الوقت نفسه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأسئلة السابقة في حال رغبتك في توليد أفضل الأفكار الاستراتيجية.
خلاصة القول حول موضوع القيادة الاستراتيجية في الشركات: لتكون قائداً استراتيجياً يجب عليك طرح الأسئلة الصحيحة وقيادة الحوار الصحيح مع فريقك. يمكنك من خلال ذلك رفع قدرة الفريق الجماعية لتكون استراتيجية. كلما زادت براعتك في طرح هذه الأسئلة، كان وضعك أفضل لدفع فريقك ومؤسستك إلى التقدم أكثر.
اقرأ أيضاً: