كيف تعودين إلى العمل بعد إجازة أمومة؟

9 دقائق
العودة للعمل بعد إجازة الأمومة

ما أصعب العودة إلى العمل بعد إجازة أمومة، فقد كنتِ غائبة عن مجريات الأحداث لأسابيع، وربما لأشهر، وها أنتِ ذا تعودين شخصاً مختلفاً بأولويات واهتمامات مختلفة. (ناهيك عن التوتر والإجهاد بسبب الكم الهائل من المسؤوليات الجديدة). الوضع مشوَّش، وغالباً ما يكون مربكاً. فكيف تخوضين أسابيعك الأولى بعد العودة بأكبر قدر ممكن من السلاسة؟ لو خُيّرت، فهل تختارين الاندماج في العمل على مهل، أم تفضلين القفز في غمار العمل مباشرة؟ وما الأسلوب الأمثل لإدارة علاقاتك مع مديرك وزملائك في العمل؟ والأهم من ذلك، إلى أي جهة تلجئين طلباً للدعم العاطفي والتشجيع اللذين تحتاجين إليهما في هذه المرحلة؟

رأي الخبراء بالعودة للعمل بعد إجازة الأمومة

إن العودة للعمل بعد المكوث في البيت فترةً من الزمن مع طفل جديد تُعد بمثابة "مرحلة انتقالية لا مثيل لها" على حد قول ديزي ويدمان داولنغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "وورك بيرنت" (Workparent)، المتخصصة في تقديم الاستشارات للأمهات العاملات وجهات العمل. تقول ديزي "كل شيء يتغير، بداية من جدول أعمالك اليومي، وصولاً إلى حياتك كلها كراشدة، مروراً بمسؤولياتك الجديدة كأم وهويتك الشخصية ونظرتك لنفسك". وإضافة إلى هذه الضغوط، فإنك تمرين بهذه التحولات خلال فترة "رعاية وليد جديد، ربما لا يتركك تنالين القسط الكافي من النوم ليلاً". تضيف دينيس روسو، أستاذ السلوك التنظيمي والسياسة العامة في جامعة كارنيغي ميلون (Carnegie Mellon) "إنه تحول جسدي ونفسي هائل، فقد تجدين نفسك غير مستعدة لترك الطفل. أو ربما تشعرين بالذنب حيال قرارك بالعودة إلى العمل أصلاً. هذا كله طبيعي بكل تأكيد، لكنه لا يقلل أبداً من أثره المربك". فالعودة مجدداً تمثل تحدياً جاداً، وليس هناك مساراً مثالياً. تقول دينيسي "كوني مؤمنة بأن "أمرك سيسير إلى خير حال". واعلمي أن ثمة طرقاً كثيرة لفعل هذا. وإليكِ بعض المؤشرات لكيفية اجتياز الأسابيع الأولى بعد العودة.

اقرأ أيضاً: كيف تضمن الشركات عدم إضرار إجازة الأمومة بالمسار المهني للنساء؟

ترفقي بنفسك

الأهم فالمهم، تقول داولنغ "حاولي ألا تغلبك عاطفتك في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الأولى" التي تعقب عودتك إلى العمل، فقد تغيرت حياتك تغيراً حاداً. وتستطرد "سوف تحسين بالإرهاق والإحباط، ويعتريك الشك في نفسك"، بل ربما ينشب بداخلك صراع نفسي حول الاختيار بين العودة إلى العمل أو البقاء في المنزل. قطعاً هناك كثيرات يعدن من إجازة أمومة ويفكرن بعدها في الاستقالة. لكن مجرد شعورك بالحزن أو القلق لا يعني أنك ستظلين هكذا إلى الأبد. تقول داولنغ "إنها فترة جياشة بالعواطف". ذكّري نفسك بأنه من المبكر جداً "الوصول إلى قرارات نهائية". لا تتجاهلي مشاعرك، لكن تذكري أن هذه المرحلة من عمر طفلك ستمر مثلما ستمر غيرها من مراحله العمرية. تقول روسو، متفقة مع داولنغ "لا تبالغي في القسوة على نفسك".

تدبري أمر جدول مواعيدك

تُعتبر العودة إلى العمل مرحلة انتقالية تقول عنها داولنغ "لن تكون بالأمر اليسير أبداً، لكن يمكنك السيطرة على كثير من جوانب العودة والتخطيط لها". خذي مثلاً مسألة العودة التدريجية للعمل يومين في الأسبوع كبداية، أو الدوام الكامل في العمل منذ بداية العودة. هذا الاختيار ليس متاحاً للجميع، لكن إن كان متاحاً لك، فعليك التفكير في إيجابيات الخيارين وسلبياتهما.

  • العودة المريحة بدوام جزئي في البداية. تقول عنها روسو "تسمح لك أن تتعلمي كيفية أداء المهام التي كنت تؤدينها من قبل بصورة مختلفة". فالعودة بهذه الطريقة من شأنها أن تخفف عنك بعضاً من ضغوط حياتك الأسرية الجديدة، وتساعدك على التركيز في العمل. تضيف روسو "ستتعلمين ترتيب أولوياتك والتركيز على الأشياء التي تصنع الفارق. وعندما تعملين بدوام جزئي، فلن تبددي الوقت فيما لا ينفع". تقول داولنغ "عليكِ أن تكوني قادرة على تمييز المهام التي يمكنكِ تولي أمرها، وكيفية القيام بها. لكن اعلمي أن هذا الجدول قد يبعث رسالة مركبة لفريق عملك. فإن كنت في السابق صاحبة حضور قوي في العمل ثم عدتِ إلى العمل بدوام يومين فقط في الأسبوع، ففي هذا رسالة للفريق - حتى لو لم تكوني تقصدينها - بأنكِ لم تعودي كما كنت في السابق، فقد تغيرت وجهة اهتماماتك وطموحاتك".
  • العودة بدوام كامل على الفور. تسمح لك، على حد قول داولنغ "باستئناف مسارك المهني كما كان من قبل، بدلاً من العودة بمسار مهني تنخفض فيه سقف التطلعات كثيراً. قد يكون الأمر صعباً في البداية لكن فائدته أنك لا تغيرين من مستوى التوقعات في البداية". فالعودة بدوام كامل تسمح لكِ "بجمع البيانات واختبار الوضع". وإن تطلب الأمر، يمكنك حينها "التراجع".

أيما المسارين اخترتِ، تُوصي داولنغ بالعمل ليومين أو ثلاثة أيام فقط في الأسبوع الأول من العودة إلى العمل. كما أن العودة من منتصف الأسبوع تسمح لك بضبط وضعك ببطء نسبياً، وتضمن لك ألا تعملي لخمسة أيام متصلة مباشرة، وهي مدة ستشعرين في البداية أنها طويلة جداً.

ابدئي بقليل من المحاولات التجريبية

غالباً ما تتضمن العودة من إجازة رعاية طفل تنفيذ مجموعة جديدة من الإجراءات اللوجستية. وتنصح داولنغ "بمحاولة المضي قدماً" قدر الإمكان بغرض "التخفيف من حدة الأزمة". ابدئي بالأساسيات: اليوم الأول لعودتك للعمل يجب ألا يكون أول يوم لطفلك في دار الرعاية أو بقائه في المنزل مع مربية جديدة. وتوصي داولنغ بالحصول على عدة أذون مغادرة أو أن تطلبي من المربية بدء العمل قبل عودتك بأسبوع. تقول داولنغ "عوّدي طفلك على هذه العملية وعلى المربية". كما أن إجراء بعض البروفات التجريبية سوف يساعدك أيضاً. تقول روسو "انهضي في الصباح، استحمي، ارتدي ملابس العمل، أطعمي طفلك، خذيه إلى دار الرعاية، اشربي قهوتك، واذهبي إلى مقر العمل. ثم عاودي الكرَّة مجدداً". وإن كنت مرضعة، فلك أن تُضيفي جلسة إرضاع أو اثنتين لهذا الجدول. فالهدف هو الحصول على "رؤية واقعية" لما تتوقعين حصوله حالما تعودين.

كوني أمينة مع مديرك

ربما ليس في أول أيام عودتك، لكن في وقت ما، ستكونين بحاجة إلى إجراء حوار صادق وشفاف مع مديرك حول الواقع الجديد في حياتك وارتباطها بعملك. تقول داولنغ "اعترفي بأن الأسابيع القليلة التالية قد تكون صعبة"، فمشاعرك قد تكون مضطربة، لكن وضحي له بشكل قاطع أنكِ "لا تزالين ملتزمة تماماً بوظيفتك ومؤسستك". فكري فيما أنتِ بحاجة له من جهة عملك وكيف تحققين أقصى استفادة من موقفك الحالي. تضيف داولنغ ضرورة استعراض "مشروعات العمل التي تودين التفكير فيها، ورحلات العمل التي ترين نفسك مستعدة للقيام بها، وتلك التي ليست كذلك. يجب أن تتحملي مسؤولية وضعك، وكلما زادت سيطرتك عليه، كان ذلك أفضل". وتوصي روسو بطلب النصيحة والمشورة من مديرك بشأن سبل العودة الناجحة إلى العمل. كوني صريحة وواقعية بشأن ما يمكنك إنجازه في الأسابيع والأشهر الأولى بعد العودة إلى العمل. "تحدثي مع مديرك حول الأمور المهمة والمستحبة".

حددي سقف التوقعات مع الزملاء

كوني واعية بكيفية إدارة علاقاتك مع الزملاء مع بدء استقرارك مجدداً في الحياة العملية، فكثير من الآباء والأمهات يعودون من الإجازة بعقلية "سوف أتعامل مع الوضع" أو "سوف أتكيف مع الموقف"، لكن في هذا مخاطرة، حسب داولنغ. "إن بدأتِ العمل من دون صورة واضحة لجدولك وخططك، فسوف يبني الآخرون افتراضات من تلقاء أنفسهم". فالتواصل مهم للغاية. كوني مباشرة بشأن الكيفية التي سيكون عليها عملك ومواقيته. واجعلي جدول مواعيدك متوقعاً. فمثلاً، تقول داولنغ "إن ثبّتِ ميعاد مغادرتك كل يوم بحلول الساعة الخامسة عصراً، فلن يمر عليك أحدهم في الساعة 4:59 للحديث معك". قد تتغير الأوضاع بمرور الوقت، وربما بسرعة، لكن إن "عودت زملاءك على ما يتوقعونه منك"، وشرحت مقتضيات جدولك بوضوح، فسوف يتعلمون كيف ومتى يضبطون توقعاتهم حسب المستجدات.

اطلبي الدعم

إن استئناف حياتك المهنية عملية طويلة، فلا تخوضينها بمفردك. وأنتِ مقدمة على هذا التحول، تنصحك داولنغ بطلب الدعم والتشجيع. "اشتركي بشبكة آباء وأمهات". ابحثي على الإنترنت عن مجموعة دعم. "كوّني علاقات مع أمهات في المنطقة التي تسكنين بها ممن لديهن أطفال صغار". وابحثي لدى جهة العمل عن مصادر عون للأمهات الجدد. اطلبي النصيحة من الزميلات اللاتي خضن هذه المعمعة من قبل.

كوني محددة بشأن الوقت الذي تقضينه مع طفلك

مع عودتك إلى طاحونة العمل، تقول داولنغ فكري في "كيفية قضاء وقتك مع أطفالك". هل سيكون في الصباح؟ أم في المساء؟ أم في عطلات نهاية الأسبوع؟ و"إن كنتِ تعملين أو تسافرين لساعات طويلة"، فسوف تكونين بحاجة إلى خطة محددة حين تقضين "وقتاً مع طفلك". شاركي أفكارك هذه مع جليسة الأطفال. وسواء ذهب الطفل إلى دار رعاية أو بقي مع مربية أو أحد أفراد الأسرة، سيكون لأي من هؤلاء دور مهم في حل إشكالية عملك. "هل تريدين منهم أن يرسلوا لك صوراً وأنت في العمل؟ هل ستجرين معهم مكالمة هاتفية بالفيديو؟" الخلاصة على حد قول داولنغ هي "لا تدعي ارتباطك العاطفي بطفلك يشوش عليك في عملك، تعاملي مع الأمر بوعي".

اقرأ أيضاً: هل تضر إجازات الأمومة الطويلة بالحياة المهنية للنساء؟

أعيدي ضبط توقعاتك

في الأيام الأولى من عودتك للعمل، من الحكمة أن تفكري في كيفية إعادة تأهيل نفسك مهنياً. تقول داولنغ "فكري فيما يجعلك مميزة أو مختلفة". ثم فكري في كيفية تعديل هذه السمات لتناسب حياتك الجديدة. "فإذا كنتِ أكثر الناس جدية بالعمل، فربما صار عليك أن تكوني الأكثر كفاءة". تقول داولنغ "إن كنتِ أفضل موجّهة أو مدير مشروعات، فعليكِ أن تصبحي أفضل مفوض للأعمال". فهدفك هو إعادة ضبط توقعاتك أمام نفسك أولاً. "وإن لم تفعلي، سوف تجدين نفسك في محاولة أداء دور لم تعودي صالحة لأدائه". تقول روسو مؤيدة لهذا الكلام "يجب أن تكوني واقعية حيال ما يمكنكِ وما يجب عليكِ تقديمه".

مبادئ عليك تذكرها

افعلي:

  • قاومي رغبتك في المبالغة بردة فعلك العاطفي في الأسابيع الأولى بعد العودة. فالعودة إلى العمل بعد إجازة أمومة هي عملية طويلة ذات مراحل متعددة.
  • اجعلي جدول مواعيدك متوقعاً قدر الإمكان، وأبلغي زملاءك بخططك. لكن اعلمي أنك قد تضطرين إلى إجراء بعض التعديلات مع مرور الوقت.
  • اطلبي الدعم والتشجيع من أمهات أخريات في العمل.

لا تفعلي:

  • لا تجعلي أول أيامك في العمل هي أول أيام طفلك في دار الرعاية، وتدربي على الفحص النافي للجهالة لتعويد نفسك وطفلك على الوضع القائم.
  • لا تخجلي من طلب بعض المرونة إن كانت ستساعدك على أداء عملك بشكل أفضل، وأفصحي عما تريدين بوضوح.
  • لا تفترضي أنكِ ستكونين الموظفة نفسها التي كنتِ عليها قبل أن ترزقي بطفل. بل فكري في كيفية تعديل أفضل ميزاتك لتتناسب مع ظروف حياتك الجديدة.

دراسة حالة رقم 1: أعيدي تحديد توقعاتك من نفسك، وأجري التعديلات اللازمة لقيامك بالعمل

قبل ثلاث سنوات، صارت إيريكا ديبروس أماً، إذ كانت تشغل منصب نائب رئيس شركة "سيدويك" (Sedgwick) لشؤون الالتزام الوظيفي والإدماج والمسؤولية الاجتماعية للشركات.

تقول "كنت أدرك أن استمرار الحياة على المنوال نفسه ضربٌ من المستحيل، لكنني لم أكن أعرف ما يعنيه ذلك على وجه التحديد حتى أنجبت ابني".

كانت تصطحب وليدها إلى دار الرعاية النهارية في أول يوم من عودتها للعمل بعد إجازة الوضع. فتقول "اتصلت بمديري باكية من ساحة انتظار السيارات. لم يطاوعني قلبي على المغادرة وترك ابني، كنت في حال عاطفية حادة".

في النهاية، تعودت على ترك ابنها في دار الرعاية، لكن التجربة الأولى علمتها درساً مهماً. فتقول "دائماً ما أوصي الآباء والأمهات الجدد [في فريقي بالعمل] بأن يقدموا موعد ذهاب الطفل لدار الرعاية على موعد العودة من الإجازة بيومين".

تقر إيريكا أن الأشهر التي تلت عودتها إلى العمل كانت أشبه بصراع نفسي حاد. تقول "كنت أظن أني لا أفعل شيئاً بشكل صحيح، كنت أشعر بأني دائماً في عجلة من أمري، فكنت أتعجل مغادرة العمل للعودة لابني، وأتعجل موعد نوم [طفلي] حتى أتمكن من العودة للإنترنت لمواصلة العمل".

تأملت إيريكا موقفها. فقبل أن تصبح أماً، كانت ترى نفسها طموحة، ذات ضمير حي، جادة في العمل. وهي لا تزال على ذات الحال، بالطبع، لكنها أدركت أن ولادة طفلها اضطرتها إلى تغيير رؤيتها لأهدافها المهنية.

تقول "فكرت فيما كنت أريد تحقيقه".

ثم تحدثتْ مع مديرها حول ما يجب أن تركز جهودها فيه و"الجوانب التي يمكنها تحقيق قيمة مضافة فيها".

كما أيقنت أنها بحاجة إلى تعديل طريقة أدائها لمهام عملها وتوقعاتها بشأن العمل. وعلى نحو ما، كان "السقف عالياً جداً، وحتى لا أفقد عقلي، قررت أن ليس كل رسالة إلكترونية تستحق الرد الفوري، وأنني لست مضطرة للرد على الهاتف بمجرد سماع البريد الصوتي".

واليوم، حققت إيريكا التوازن المناسب بين العمل والأمومة. فتقول "لقد أدركت أني بحاجة إلى إعادة تحديد توقعاتي من نفسي [في سياق] وضعي الجديد كأم".

دراسة حالة رقم 2: حددي التوقعات مع الآخرين مع ترك مساحة لبعض المرونة

إجازة الوضع الأولى لكورتني لازاري كانت عام 2014، والتي شهدت الكثير من التغيرات. خلال فترة الإجازة، نقلت كورتني، وهي شريك في شركة "إرنست آند يونغ" (EY)، مقر إقامتها من نيويورك إلى تكساس، وتمت ترقيتها لمنصب جديد. تقول ضاحكة "كنت حديثة العهد بالأمومة ومعي وظيفة جديدة وفي مدينة جديدة. في ذلك الوقت قلت لنفسي: لنقم بكل هذه التحولات دفعة واحدة".

وخلال استعدادها للعودة من الإجازة، فكرت فيما كانت تريد تحقيقه في منصبها الجديد. فكرت كذلك في هويتها داخل الشركة. "في نيويورك، كان زملائي يعرفونني ويعرفون أخلاق العمل الخاصة بي، أما في هيوستن، فلم يكن لدي علاقة تاريخية معهم، وأردت التأكد من أن الجميع لا يزالون يرونني شخصية جادة، في الوقت ذاته كنت أتخوف من ألا يرونني كشخص تبدلت أولوياته".

حين عادت إلى العمل، أجرت حواراً مباشراً مع مديرها لمناقشة أهدافها في العمل. كما تحدثا أيضاً عن التوقعات، سواء ما كان المدير يريده منها وما كانت هي بحاجة إليه من الشركة في إطار تغير حياتها بعد صارت أماً.

عبّرت كورتني عن التزامها بالشركة وبالوظيفة. لكنها أقرت أيضاً بحاجتها إلى مرونة أكثر من ذي قبل. "كان طلبي غير القابل للنقاش أنني أريد امتلاك القدرة دائماً على اصطحاب ابني إلى الطبيب، سواء كان موعداً مُرتباً أو كان بمناسبة مرض طارئ، وكنت صريحة في ضرورة تمكيني من المغادرة في أي وقت لفعل ذلك".

إضافة إلى ذلك، تحدثت كورتني مع مديرها عن جدول أعمالها وكيف ترتب يومها. في البداية رتبت لبدء يوم العمل في الساعة 7 صباحاً والمغادرة في الساعة 3 عصراً لقضاء بعض الوقت مع ابنها. وبعد ذلك رتبت لإمكانية العمل فترة أخرى عن بعد عقب نوم الطفل.

فعلت ذلك لبعض الوقت. لكن كورتني، التي تحتاج إلى السفر إلى مقر العمل لمدة ساعة ذهاباً وإياباً، سرعان ما اكتشفت أن هذا الجدول لا يمكن الاستمرار فيه. والآن "أعمل من البيت يومين في الأسبوع. وهذا يمنحني وقتاً أكبر خلال اليوم لأكون أماً". (لديها الآن ابنة أخرى).

لكنها سعيدة لأنها حاولت استئناف جدول مواعيدها القديم، ولأن ذلك ساعدها على إدراك أنها لا تزال تريد مواصلة مسارها المهني وتمكنها من العودة للعمل بعد إجازة الأمومة، رغم أن ذلك لن يكون صالحاً على المدى الطويل. ونصيحتها لغيرها "لا تجبري نفسك على اتخاذ قرار سيئ".

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .