3 استراتيجيات لمساعدتك على التوقف عن تأجيل مهماتك

4 دقائق
العمل على المشاريع

ملخص: من طبيعة البشر تأجيل المهمات غير المريحة أو غير المرغوب فيها، أو اختيار المهمة السهلة في تلك اللحظة. ولكن إذا كان هناك شيء ما يمثل أولوية حقيقية، فسنضطر إلى إنجازه في النهاية، ومن الأفضل القيام بذلك عاجلاً لا آجلاً. حددت المؤلفة في هذه المقالة استراتيجيات يمكننا استخدامها "لخداع أنفسنا" لبدء العمل على المشاريع التي قد تبدو شاقة أو مرهِقة، ولكن يجب إنجازها. 1) ابدأ بالسلوكيات التي يَسهل تغييرها. 2) ألزِم نفسك بموعد نهائي. 3) انظر إلى الأمر على أنه تجربة.

 

استمعنا جميعاً إلى النصيحة الاعتيادية حول الإنتاجية: يجب أن نبدأ بأصعب المهمات وأكثرها أهمية حتى لا نستمر في تأجيلها فيضيع اليوم بأكمله. وبالطبع قول ذلك أسهل من فعله.

هناك قائمة طويلة من الأسباب البارزة من الناحية العاطفية، وإن كانت تأتي بنتائج عكسية، التي تجعلنا نؤجل مشروعاً مهماً، بدءاً من الخوف من أن نبدو أغبياء ("هذا الأمر جديد بالنسبة إليّ ولذلك قد أقوم به بشكل سيئ") إلى عدم التيقن بشأن كيفية المضي قدماً ("هناك آلاف الأشياء التي عليّ أن أقوم بها، ولست متأكداً من أين يجب أن أبدأ"). ولكن إذا كان هناك شيء ما يمثل أولوية حقيقية، فسنضطر إلى إنجازه في النهاية. ويدرك معظمنا، على الأقل من الناحية الفكرية، أنه من الأفضل القيام بذلك عاجلاً لا آجلاً.

بحثت لسنوات عن إجابة عن هذا السؤال: كيف يمكننا إجبار أنفسنا على القيام بما نعرف أنه مهم، حتى عندما تتدخل دوافعنا البشرية، ولكننا لا نريد القيام به في الوقت الحالي؟ في كتابي الجديد، "اللعبة الطويلة: كيف تصبح مفكراً خالداً في عالم فانٍ" (The Long Game: How to Be a Long-Term Thinker in a Short-Term World)، حددت استراتيجيات يمكننا استخدامها "لخداع أنفسنا" لبدء العمل على المشاريع التي قد تبدو شاقة أو مرهِقة، ولكن يجب إنجازها. فيما يلي 3 استراتيجيات يمكنك تجربتها:

ابدأ بالسلوكيات التي يَسهل تغييرها

عندما يكون الهدف كبيراً أو معقداً أو طويل المدى، فإنه يتطلب قدراً هائلاً من التحفيز لمواصلة السعي إلى تحقيقه. إذ عادة ما ينطوي إنهاء مقترح ما أو إعداد عرض ترويجي لعميل مهم للغاية على الكثير من الوقت والخطوات (العصف الذهني وإعداد المخطط والمسودات وإجراء مراجعات وتقديم تعليقات ثم إجراء المزيد من المراجعات، وما إلى ذلك). إذاً، كيف يمكنك الحفاظ على هذا التحفيز؟

وفقاً لعالم النفس بجامعة "ستانفورد"، بي جيه فوغ، ربما لا ينبغي لك حتى محاولة ذلك؛ حيث يقول: "عندما يكون تغيير سلوك ما سهلاً، فلا تحتاج إلى الاعتماد على التحفيز".

بدلاً من التركيز على المهمة الضخمة التي ينبغي إنجازها، يقترح بي جيه بناء "عادات صغيرة" بحيث تكون صغيرة للغاية وقابلة للتنفيذ، ما يجعل من المستحيل مقاومتها. على سبيل المثال، عندما أراد بناء عادة تنظيف أسنانه بالخيط، قرر أن ينظف سناً واحدة فقط. نظراً إلى أن بدء العمل على المهمة غالباً ما يكون هو الجزء الصعب، فبمجرد تنظيف تلك السن بالخيط، يصبح الاستمرار على هذه العادة وتنظيف جميع الأسنان أسهل بكثير.

الهدف هو أن تخفض مستوى معاييرك وأن تبحث عن طريقة بسيطة لبدء القيام بأي نشاط يُشعرك بالتوتر أو النفور. على سبيل المثال، إذا وجدت نفسك غارقاً في الرسائل الواردة إلى بريدك الإلكتروني، فحاول الرد على رسالة واحدة فقط. وإذا لم تكن تشعر بالراحة في إحدى فعاليات بناء العلاقات، فاذهب إلى شخص واحد فقط وقدِّم نفسك. (يمكنك المغادرة بعد ذلك، ولكنك قد لا ترغب في ذلك).

ألزِم نفسك بموعد نهائي

سمع جميع القادة مقولة: "ما يمكن قياسه يتم إنجازه". وهذا ينطبق على تتبع المبيعات أو القيمة الدائمة للعميل، وقد اتضح أنه ينطبق أيضاً فيما يتعلق بتحقيق طموحاتنا طويلة الأجل.

كانت سام هورن مؤلفة ومتحدثة ناجحة، ولم تستطع معرفة كيف يمكنها أخذ قسط من الراحة. قالت: "لعقود كنت أربط جدول المواعيد الممتلئ بالاستقرار المالي، وكان هذا مقياساً لنجاحي". وهذا هو تحديداً ما كانت تعمل على تحسينه (أن تجعل جدول مواعيدها ممتلئاً على الدوام)، وبالتالي كانت على وشك الإصابة بالإعياء. وبعد رحلة قاسية، قررت أن تحقق الحلم الذي كانت تؤجله لسنوات: فقد أرادت قضاء عام في السفر والعمل وهي على الطريق. والأهم من ذلك أنها وضعت لنفسها موعداً نهائياً. في أي مشروع كبير، سواء كان بدء عمل تجاري جديد أو التقدم للحصول على جائزة أو التسجيل في دورة تدريبية أو برنامج للدراسات العليا، تقول سام: "إذا لم يكن له مكان في جدول مواعيدك، فلن يتم إنجازه، لأن ضغوط الحياة ستأخذ من وقتك وستقول: 'حسناً، سأقوم بذلك لاحقاً'، وبعد ذلك ستدور في حلقة مفرغة".

واجهت سام الكثير من العقبات في طريقها إلى أن تصبح رحالة رقمية، بدءاً من الأصدقاء المشككين (الذين يقولون لها أشياء مثل: "هل أنتِ مريضة يا سام؟") إلى المخاوف من أن تواجه أعمالها التجارية صعوبات إذا سارت في هذا الطريق. تقول سام: "وعلى الرغم من ذلك، حققت ما أصبو إليه لأنني وضعت دائرة حول الأول من أكتوبر/تشرين الأول في جدول مواعيدي، وتعهدت بأن أكون خارج المنزل في ذلك اليوم". هل تعلمون ما هو أكبر درس تعلمته سام؟ تقول: "يحتاج الالتزام المسبق إلى مقاييس لكي ينجح".

انظر إلى الأمر على أنه تجربة

غالباً ما نؤجل مهماتنا لأننا نضخم المخاطر المحيطة بهدفنا لا شعورياً. إذا شعرنا أننا نتخذ قراراً بالغ الأهمية، فقد نصاب بالشلل والجمود ("إذا أنشأت مدونة صوتية ثم توقفت عن إعداد حلقات، فسأبدو فاشلة، ولذلك إذا بدأت فسأحتاج إلى الاستمرار في ذلك إلى الأبد"). ولكن في الواقع هناك القليل من القرارات المهنية التي على هذا القدر من الأهمية ويمكن الرجوع عن جميعها تقريباً. إطلاق مدونة صوتية، على سبيل المثال، لا يتطلب قَسَماً، ومن الممكن بالتأكيد ترك وظيفة جديدة إذا أدركت أنها غير مناسبة لك، على الرغم من أن هذا ليس وضعاً مثالياً.

السبيل إلى التغلب على هذه العقبة والبدء بالقيام بالمهمة المؤجلة هو تقليل المخاطر في أذهاننا حتى نتمكن من البدء فعلياً. إذا نظرنا إلى أي مشروع على أنه لحظة فارقة في حياتنا، فسنتردد في البدء فيه بالطبع؛ على سبيل المثال، إذا لم أقدم هذا العرض الترويجي بشكل جيد، فلن يستثمر أحد في شركتي الناشئة، وسأفشل في تحقيق أحلامي في مجال ريادة الأعمال!

بدلاً من ذلك، نحتاج إلى إعادة التفكير في أفعالنا على أنها تجربة، لأن ذلك يقضي على مخاطر الفشل. فالفشل أمر مزعج بالنسبة إلى الكثيرين منا لأنه يعني النهاية: حاولت أن تنجز شيئاً ما، ولكنك لم تستطع. لكن التجربة، التي تدرك منذ البداية أن نتيجتها غير مؤكدة، يصعب وصفها بأنها فشل. كما أنك تعلم أن تحقيق النتيجة التي تريدها سيحتاج إلى القيام بعدة تكرارات، وتضع توقعاتك وفقاً لذلك. بدلاً من أن تصبح مدوِّناً صوتياً مدى الحياة، ألِزم نفسك بالقيام بذلك لموسم واحد مكون من 6 حلقات. وحتى لو لم يستمع إليك أحد أو إذا أدركت أنك لا تستمتع بالأمر، فأنت لم تفشل؛ فقد حصلت على بيانات تساعدك على تحسين نهجك، حتى تتمكن من النجاح في المستقبل. وعندما يزول هذا الضغط، سيكون تحفيز أنفسنا للبدء أسهل كثيراً.

من طبيعة البشر تأجيل المهمات غير المريحة أو غير المرغوب فيها، أو اختيار المهمة السهلة في تلك اللحظة. ولكن إذا أردنا التفكير على المدى الطويل وتحقيق الأهداف ذات المغزى التي نقول إننا سنحققها، فيمكن أن تساعدنا هذه الاستراتيجيات الثلاث على البدء ومواصلة المسيرة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي