شارك
الرئيسية
3 دقائق 
هل بدأت في معرفة خطة العمل بعد التقاعد بنجاح؟ لم تعد فكرة التقاعد وقضاء الوقت في لعب الغولف تحمل نفس الجاذبية كما كانت عليه في السابق. فقد أفاد استطلاع أجراه "ميريل لينش بنك أوف أميركا" لعام 2014، بأن 72% من الموظفين فوق سن 50 عاماً يرغبون في مواصلة العمل بعد التقاعد تحديداً.
يعود السبب في هذه الأرقام بشكل كبير إلى تأثيرات فترة الكساد العظيم، والحاجة إلى التعويض عن تآكل المدخرات، حيث أظهرت دراسة لشركة "كونفرنس بورد" (Conference Board) حول موضوع التخطيط للتقاعد بأنه خلال السنوات الثماني الماضية، اختبر ما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45-60 عاماً انخفاضاً بنسبة 20% أو أكثر في قيمة أصولهم.
ترجع معظم أسباب الرغبة بالبقاء في الوظيفة للحاجة إلى تحقيق الطموحات الشخصية والمهنية، وأظهر استطلاع "ميريل لينش بنك أوف أميركا" أن الأكثر غنى هم الأكثر رغبة في العمل بعد التقاعد، وأفاد 80% من المتقاعدين الذين يعملون بأنهم يفعلون ذلك لرغبتهم بالعمل وليس لأنهم مضطرون إليه.
تكمن المعضلة في عدم رغبة معظم المتقاعدين بالالتزام بالدوام الرسمي، حيث يفضل 5% منهم فقط العمل بدوام كامل، بينما يرغب 35% منهم في العمل بدوام جزئي، ويرغب 33% منهم التقليب بين العمل والترفيه، ولكن كما تبين للعديد منهم فإن المرونة في مواعيد العمل ليست من الأمور المتاحة للجميع.
التخطيط لاختيار العمل بعد التقاعد
قد يكون كبار التنفيذيين الذين يتمتعون بمهارات معينة وصفات نادرة قادرين على تحديد أوقات العمل الخاصة بهم، لكن بالنسبة للآخرين الذين يسعون للعثور على عمل مفيد في فترة تقاعدهم - والتي تستمر، في المتوسط، لمدة 18 عاماً - قد يكون هناك حاجة إلى الكثير من التخطيط، والقبول ببعض التسويات. لقد توصلت في أثناء عملي على كتابي "إعادة اختراع نفسك" (Reinventing You)، إلى 4 أسئلة مهمة تساعدك عند التخطيط لاختيار عملك التالي:
كم تحتاج من المال بعد التقاعد؟
إذا كان هناك حد إلزامي من الأموال الواجب عليك تحصيلها بعد تقاعدك من أجل الحفاظ على خطة تقاعدك، يكتسب هذا المعيار أولوية قصوى. ومن المرجح أن يحدّ هذا من الخيارات المتاحة أمامك، وأن تحتاج إلى مواصلة العمل بدوام كامل (حيث أن تلك الوظائف عادة ما تكون أكثر ربحية)، والبقاء ضمن المجال الذي قضيت فيه الجزء الأكبر من حياتك المهنية، لأنك ستحصل على تعويضات أكثر بسبب الأقدمية والخبرة التي تراكمت لديك.
أما إذا لم يكن موضوع الحصول على دخل ثابت أمراً إلزامياً، فلا يزال لديك عدد من الاسئلة التي يجب أخذها في الاعتبار.
ما مقدار حاجتك إلى العمل من موقع جغرافي معين؟
إذا كانت لديك خطة للجمع ما بين القليل من العمل مع الكثير من السفر، أو كنت ترغب في قضاء فصل الشتاء في المصيف، فعليك التفكير ملياً في إيجاد عمل لا يعتمد على موقع معين. يمكنك اختيار وظيفة تعمل فيها لجزء من السنة، وتتيح مرونة لك فيما تبقى من الوقت (مثل أن تكون معلماً أو أستاذاً جامعياً)، أو قد ترغب في التركيز على الوظائف التي تقدم خدماتها عبر الإنترنت والتي يمكن القيام بها من أي مكان، كأن تكون صحفياً مستقلاً أو مصمم غرافيك أو مستشاراً. طالما كان لديك قاعدة عميقة بما فيه الكفاية من العلاقات لتحصل على العمل في المقام الأول، فلا يهم أين تقيم عندما تقوم بتنفيذه.
ما جذرية التغيير الذي تسعى إليه؟
إذا كنت لا تزال ترغب في العمل ضمن نفس المجال الذي كنت فيه، مع تقليص التزاماتك تجاهه بعض الشيء، فهناك بعض الخيارات السهلة؛ مثل مناقشة مديرك الحالي في إمكانية الانتقال من موظف بدوام كامل إلى دور استشاري، أو ربما العمل بضعة أيام في الأسبوع، أو التركيز على مشروع معين. يمكن أن يسهل هذا عملية التقاعد، مع وجود راتب مضمون. يمكن أن تبحث أيضاً عن شركات أخرى في القطاع نفسه للعمل معها بصفة مستشار، أما إذا كنت تبحث عن تغيير أكثر جرأة وترك قطاع عملك الحالي، فسوف تحتاج إلى البدء في وضع الأسس من جديد لأنه من المحتمل أن يكون لديك عدد أقل من العلاقات والشبكات في مهنتك الجديدة.
كيف يمكنك البدء في اختبار مهنتك المستقبلية؟
في كتابي "إعادة اختراع نفسك" (Reinventing You)، عرضت حالة لامرأة اسمها "باتريشيا فريب"، بدأت حياتها المهنية مصففة للشعر، ولكنها اكتشفت شغفها في التحدث أمام الجمهور. صقلت "باتريشيا" مهاراتها بالتدريج، وأدت عروضها في أثناء معارض تصفيف الشعر، وفي نهاية المطاف دعاها بعض زبائنها ممن يعملون في الشركات إلى التحدث عن خدمة العملاء والمبيعات أمام فرق العمل لديهم.
لكن على الرغم من حبها للتحدث أمام الجمهور، فقد أدركت أنه سيكون من الحماقة ترك عملها، ومحاولة كسب العيش من تلك المهارة على الفور. بدلاً من ذلك، كان لديها عقد إيجار لصالون الشعر لمدة 10 سنوات، وبدأت بوضع خطة طويلة الأجل لبناء خبرتها في أعمال التحدث أمام الجمهور، بحيث يمكنها عندما ينتهي عقد الإيجار، الانتقال بسهولة إلى مهنة جديدة -وهذا ما ما فعلته. كلما أسرعت في البدء في التخطيط، زادت قدرتك على تجربة المزيد من الاتجاهات، مع الحفاظ على دخلك المنتظم.
وفي نهاية الحديث عن العمل بعد التقاعد، يرغب الغالبية العظمى من المهنيين اليوم الاستمرار في العمل خلال فترة التقاعد في مجال يثير حماسهم ويمنحهم الفرصة للنمو والتطور. عندما تطرح على نفسك هذه الأسئلة، وتشرع في التخطيط لعملك الثاني في أقرب وقت، يمكنك تعبيد الطريق الذي سيقودك مباشرة إلى تحقيق طموحاتك الشخصية والمهنية ما بعد التقاعد.
اقرأ أيضاً: