تعد مقابلة التوظيف مع أعضاء مجلس الإدارة خطوةً أساسية في إجراءات تعيين الرؤساء التنفيذيين والمدراء الماليين والمدراء التنفيذيين للمؤسسات غير الربحية، ولكن أسلوب المقابلة الجماعية هذا أصبح أكثر شيوعاً في إجراءات تعيين العديد من المناصب الأخرى. وفي حال دُعيت إلى المقابلة الجماعية في المستقبل، فاعلم أنك أحد أفضل المرشحين للوظيفة، ولكن ثمة تحديات خاصة بهذه المقابلات يمكن أن تحولها إلى عقبة يصعب تجاوزها.
أحد أسباب ذلك أنه من الصعب التنبؤ بمجريات المقابلات الجماعية مقارنة بنظيراتها الفردية. فمن السهل نسبياً توقع مجريات المقابلة عند إجرائها مع شخص واحد؛ ولكن عند مقابلة عدة أشخاص، من الصعب معرفة مواقع عملهم وتوقع أسئلتهم. أضف إلى ذلك أن وجود مجموعة من الأشخاص يضفي جو المحاكمة على المقابلة ويؤثر سلباً في طابعها الودي. كما يمكن أن تشكل آلية التفاعل بين القائمين على المقابلة تحدياً آخر. فقد تلمس وجود تحالفات أو اختلافات في وجهات النظر بين القائمين على المقابلة. يجب أن تكون مستعداً في حال تنافس القائمين على المقابلة على حيز التحدث وقاطع بعضهم بعضاً، بالإضافة إلى مقاطعتك. إذ يتطلب النجاح في ظل هذا المشهد المتغير التحضير وبعض الأساليب الخاصة في أثناء المقابلة.
التحضير.
ابحث عن القائمين على المقابلة
في حال كانت المقابلة عن طريق شركة توظيف، فسوف تحضرك تلك الشركة لاجتماع المقابلة، وكذلك سيفعل الشخص الذي اقترح عليك التقدم للوظيفة. لكن عليك إجراء بحثك الخاص أيضاً، لأنك ستتوصل إلى معلومات شخصية صحيحة يمكنك استخدامها لمساعدتك على كسر الجمود والتقارب مع القائمين على المقابلة. أنا أم توأم، ستُدهش من عدد المرات التي استخدمت فيها هذا الأمر لبناء علاقة إيجابية. وفي حال رشحك أحد القائمين على المقابلة إلى الوظيفة، فحاول معرفة طبيعة العلاقات فيما بينهم، فإذا كانت ثمة تحالفات بينهم، فتعرّف على أفراد هذه التحالفات وما حساسية الموقف.
حضّر ملخصاً لأبرز الفوائد التي ستقدمها للشركة
نركّز في المقابلات الفردية على مجال أو مجالين من اهتمامات من يجري المقابلة. أما في المقابلات الجماعية، فعليك أن تجمع كل نقاطك المهمة وأن تعرضها على الجميع في الوقت نفسه. وأفضل طريقة لذلك هي تلخيص الفوائد التي ستقدمها للعمل. جهّز قائمة بالمتطلبات الواردة في الوصف الوظيفي بالإضافة إلى المتطلبات التي طُلبت منك في مقابلاتك السابقة. اربط هذه المتطلبات بخبراتك وميزاتك. هذه هي الفوائد التي ستجنيها الشركة من توظيفك. (هل تذكر ورشة التدريب على المبيعات التي حضرتها ذات مرة وتعلمت فيها بيع الفوائد وليس الميزات؟ لا تكتفِ بشرح سريع عن سيرة حياتك العملية؛ فهذه ميزاتك).
في غرفة المقابلة:
بادر بالتحية على كل فرد منهم
لا تجلس بهدوء على مقعدك وتنتظر الاستجواب. اتجه إلى كل فرد منهم وقدّم نفسك مع المصافحة. يسهم ذلك في تخفيف حدة الطابع الاستجوابي للمقابلة، وفي حال لم يحمل القائمون على المقابلة بطاقات تعريف، فاكتب أسماءهم بالترتيب الذي يجلسون به حتى تتمكن من معرفة أسمائهم عند مخاطبتهم.
ابنِ علاقات ودية
في حال رشحك أحد أعضاء المجموعة للوظيفة، وكان ينتمي إلى أحد التحالفات، فلا تجلس بجواره؛ بل اجلس بجوار زعيم التحالف المضاد له، فالقرب يفضُّ النزاعات دائماً. اعطِه اهتمامك طوال المقابلة، فمن المهم أن تبني علاقة مع هذا الشخص في حال حصلت على الوظيفة، وابدأ ببناء هذه العلاقة من تلك اللحظة.
كن ودوداً دون أن تظهر ضعفاً
قد نميل إلى تجنب الجدال في هذا النوع من الاجتماعات، وإعطاء إجابات ترضي الجميع دائماً. لكن ذلك يزداد صعوبة كلما زاد عدد الأشخاص في الغرفة، بالإضافة إلى أنه ليس نهجاً صحيحاً. تذكّر أنهم يبحثون عن قائد، لذلك لا تتردد في الرد على أسئلتهم بقوة. بوسعك دائماً تخفيف قوة الرد بطرح سؤال، فبدلاً من قول: "لا يبدو أن نهجك الحالي في التسويق ناجح"، يمكنك القول: "ما رأي عملائك بنهجك الحالي في التسويق؟".
تولَّ قيادة الاجتماع
اعتبر نفسك مدير الجلسة، ففي حال استرسل أحدهم في الحديث، فعليك إيقافه بأدب. وفي حال لم يتحدث أحد القائمين على المقابلة إلا القليل، فاحرص على إشراكه في المحادثة. اطلب مشاركة كل فرد منهم إذا لزم الأمر لضمان حصول الجميع على فرصة للتحدث. فهم يبحثون غالباً عن شخص يستمع إلى الجميع بعناية ويهيئ لهم الأسباب للتقدم معاً، وهذه هي فرصتك لتظهر لهم أنك قادر على ذلك.
تذكّر أنك تقييم قدرتك على النجاح في هذا المنصب في حال عُرض عليك. ستستمر طبيعة التفاعلات في هذه المقابلة عندما تتولى المنصب، وبالتالي فهي مؤشر مهم على قدرتك على تحقيق الانسجام والتنسيق بين مختلف وحدات المؤسسة وتوجيهها نحو تحقيق أهداف مشتركة. وفي طريق عودتك إلى المنزل، لا تحصر تفكيرك في أدائك، بل حاول أن تقيّم أداء المجموعة، وفكر في مدى قدرتك على التعاون معها بنجاح، لأن ذلك هو الأهم لنجاحك.