للشركات العائلية: حماية الأبناء من الوقوع في فخ الشعور بالحق المكتسب

2 دقائق

ما الذي يقضّ مضجع أصحاب الشركات العائلية الأكثر نجاحاً ويبقيهم ساهرين حتى ساعة متأخرة من الليل؟ إنه الخوف من أن يكبر أبناؤهم ويغمرهم شعور بأن ما يحصلون عليه هو حق مكتسب لا يحتاج إلى بذل أي جهد.

وعلى الرغم من أن هذا الخوف يشمل معظم الأهل، فإن القلق الذي ينتاب بعض الأثرياء يمكن أن يشل تفكيرهم لدرجة كبيرة: هل سينتهي المطاف بأولادهم وأحفادهم أشخاصاً كسالى غير نافعين لأي شيء، ولا يقدمون أي إسهامات إلى مجتمعهم؟

إذاً، كيف يمكن للأهل تجنب هذا الفخ المتمثل بشعور الأبناء أن ما يرثونه عن أهلهم حق مكتسب لا يستحق أي عناء؟ لا توجد إجابات شافية لهذا السؤال، لكن ما تعلمناه من خلال عملنا مع الشركات العائلية هو أنه بمقدورك البدء من خلال طرح عدد من الأسئلة، وهذه ليست صيغة علمية، لكن كلما كان عدد الإجابات بـ"لا" أكبر، زادت احتمالية وضع أبنائك على طريق شعورهم بالحق المكتسب:

هل يعمل أبناؤك بوظائف معينة؟

الأبناء الذين لديهم وظائف، وحتى إن كانت بدوام جزئي أو في شكل عمل طوعي، هم أكثر نجاحاً، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، من أولئك الذين ليس لديهم وظائف. فهذه الوظائف لا تمنح ابنك الفرصة لاكتساب الخبرة فحسب، وإنما تعطيك أكثر الآراء وردود الأفعال صدقاً من الآخرين. فالواقع هو الطريقة الفضلى لمحاربة هذا الشعور الزائف بالحق المكتسب.

هل هم قادرون على بناء حياة مهنية؟

في بعض الأحيان قد لا يتمكن الجيل القادم من التوسع. نرى من خلال عملنا أن هناك أبناء بالغين يستعدون للفشل. يلجأ مالكو الشركات في أحيان كثيرة إلى إيكال مهام لا أمل منها إلى أبناء الجيل القادم، مثل مطالبتهم بتحويل شركة أو مؤسسة خاسرة إلى شركة أو مؤسسة رابحة، علماً أنه لا أمل في تحقيق ذلك.

[su_pullquote align="right"]أحيان كثيرة إلى إيكال مهام لا أمل منها إلى أبناء الجيل القادم [/su_pullquote] يجري هذا الأمر عادة نتيجة الرغبة بجعل الأبناء البالغين يعيشون مجدداً تجارب الأهل الذين كان يتعيّن عليهم غالباً تجاوز عقبات هائلة لينجحوا. لكن المدهش في الأمر أنهم غالباً يخفقون في ذلك. لا بل تكمن المفارقة في أن خيبة الأمل الكبيرة المتولدة يمكن أن تقود أيضاً إلى إحساس بالحق المكتسب.
[su_pullquote align="left"]أحيان كثيرة إلى إيكال مهام لا أمل منها إلى أبناء الجيل القادم [/su_pullquote] فعندما تكون مساعيهم الحميدة غير كافية، فسيبدو لهم غالباً أنه من الأفضل الاسترخاء وانتظار تقديم الحياة لهم على طبق من الفضة.

هل يترك لهم الفرصة ليعانوا؟

الحياة تشبه سوق الأسهم (البورصة): فهي تصعد وتهبط، وتنطوي على الكثير من المخاطر. لا تدفع أولادك إلى الفشل، ولكن لا تبالغ في حمايتهم من أقدارهم أيضاً. دع أولادك يشعرون بالألم فذلك يكسبهم المرونة، إذ أظهرت الأبحاث بشكل متزايد أن المرونة تزدهر في بيئة من الحب القاسي. ولكن لا تجعل أبناءك يعانون كثيراً أيضاً.

هل يشعرون بالامتنان؟

[su_table responsive="yes"]
العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول العمود الأول
content content
[/su_table]

تظهر الدراسات الحديثة أن هناك علاقة عكسية بين النزعة المادية والامتنان، وهذا يفرض تحديات واضحة على العائلات ذات الثروة الهائلة. يجب على الأهل أن يكونوا قدوة للامتنان، حتى يتمكن أبنائهم من السير على خطاهم ويصبحوا قدوة لاحقاً. هذا يتطلب الكثير من العمل. حاولوا إظهار الامتنان، وعلى الأرجح، فإن أولادكم سيشكرونكم يوماً ما في نهاية المطاف.

كلمة أخيرة

بحسب تجربتنا، فإن الطريقة التي تتبعها معظم الشركات العائلية الناجحة للتخفيف من إحساس الجيل القادم بأنه يملك حقاً مكتسباً، هي الانخراط الدائم في حياة الأبناء. إذا فشل أولادكم في قضاء وقتهم بطريقة ممتعة، فإنهم يتحولون إلى المال بوصفه البديل التالي الأفضل. قد تبدو هذه مقولة سخيفة، ومبتذلة، بل وحتى مكررة إلى حد الملل، لكن لكل طفل حق مكتسب في الحب.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .