طُرق التعامل مع الشخصيات المختلفة التي تكوّن مجلس الإدارة

4 دقيقة
أعضاء مجالس الإدارة
shutterstock.com/hxdbzxy

ملخص: مجالس الإدارة ليست متجانسة فهي تتألف من شخصيات مختلفة. تصف هذه المقالة 6 شخصيات لأعضاء مجالس الإدارة، وهي المغرور، والمولع بالبيانات، والمطيع، والمدافع عن أصحاب السلطة، وغير المستعد، والمدافع عن أصحاب المصلحة، وتقدم أساليب التأثير في كل منها.

يحاول العديد من الأطراف التأثير في مجالس الإدارة مثل كبار المسؤولين التنفيذيين الذين يحاولون إيصال أفكارهم، والمستشارين الذين يسعون إلى بيع خدماتهم، والمساهمين النشطين الذين يتطلعون إلى تغيير اتجاه المؤسسة، ويهدف جميعهم إلى التأثير في مجلس الإدارة وإقناعه بأهدافهم.

أجرينا على مدار 30 عاماً من الخبرة المهنية مع مجالس الإدارة مقابلات عدة وتعاملنا مع المئات من أعضائها، حيث شاهدنا تلك الأطراف تحاول التأثير في مجالس الإدارة. سعينا لفهم أسباب إخفاق بعضها ونجاح بعضها الآخر وتوصلنا إلى سببين مترابطين.

أولاً، ينسى الكثير من تلك الأطراف أن التأثير في مجالس الإدارة يتطلب إدارة مجموعة من العلاقات في آن واحد، إذ يتطلب دراسة موقف كل عضو على حدة، وفي الوقت نفسه الانتباه إلى أن عملية صناعة القرار في مجلس الإدارة عملية جماعية تنتصر فيها الفكرة التي تؤيدها الأغلبية، وليس تأييد عضو واحد فحسب.

الخطأ الثاني والمرتبط بالأول هو التركيز المفرط على السلطة. شهدنا في العديد من الحالات أن المستشارين والمسؤولين التنفيذيين يركزون طاقاتهم كلها لإقناع الرئيس التنفيذي أو رئيس مجلس الإدارة لكنهم يخفقون في التأثير في قرارات مجلس الإدارة. بالطبع هذان المنصبان هما الأكثر تأثيراً وأهمية على المستوى الفردي في مجلس الإدارة، ولكن لا بد من بناء تحالف واسع من أعضاء المجلس للتأثير فيه.

يتطلب التأثير في مجلس الإدارة التعامل مع 6 شخصيات مختلفة من أعضاء مجلس الإدارة، وتتطلب كل شخصية أسلوباً مختلفاً.

المغرور

للأسف ثمة مغرورون في مجالس الإدارة، وهم ينظرون إلى أنفسهم نظرة إيجابية مبالغاً بها وغير واقعية، وتكون صورتهم وسلطتهم شغلهما الشاغل، ويحبون المديح وغالباً لا يتعاطفون مع الآخرين.

عندما تحاول التأثير في المغرور منهم، احذر من أمرين. أولاً، من المرجّح أن يغضب عندما تطرح سؤالاً أو تعليقاً يشكك في كفاءته من وجهة نظره. لذا كن حذراً من الإشارة إلى أنه لا يعرف أو يحتاج إلى مساعدة بأي شكل من الأشكال. ثانياً، لدى المغرور القليل من التعاطف مع الآخرين، وذلك إن وُجد، لذلك لن تقنعه باستخدام الآخرين أمثلة، ولكي تؤثر فيه عليك إقناعه بأن القرار سيؤثر فيه شخصياً أو في سمعته، وعندما يرتكب خطأً صريحاً، واجهه في اجتماع خاص لتوضح الخطر الذي يهدد سمعته. هذا الموقف شديد الحساسية ولكنه على الأرجح فرصتك الوحيدة للتأثير فيه. وفي حال استطعت إقناعه، ستحصل على استجابة إيجابية، وقد يزيد احترامه لك، أما إن أخفقت، فمن المرجح أن يغضب منك للتشكيك في كفاءته.

المولع بالبيانات

هذا النوع من أعضاء مجلس الإدارة لا يقتنع بالقصص أو الأمثلة التي قد تقنع أعضاء آخرين، إذ يبحث المولع بالبيانات عن البيانات فحسب حتى في الحالات الواضحة، مثل إدراك أن طوابير الانتظار الطويلة تؤدي غالباً إلى خسارة العملاء.

في الحالات التي تتطلب المعالجة السريعة للمشكلة وليس إجراء دراسة رسمية تستغرق وقتاً طويلاً، يجب أن تخبر المولع بالبيانات بأنه يمكن اتخاذ بعض القرارات ببيانات غير مكتملة وأنه من الضروري التحرك عاجلاً وليس آجلاً في عالم دائم التغير. وذكّره أيضاً بأن ما زاد على حده انقلب إلى ضده.

الخاضع

يخاف هذا النوع من أعضاء مجلس الإدارة من الرئيس التنفيذي أو يهابه، وبالتالي يخشى مخالفة رغبات الرئيس التنفيذي وكبار المسؤولين التنفيذيين. وعلى الرغم من أنه قد يشتكي لأعضاء مجلس الإدارة الآخرين من تصلب الرئيس التنفيذي ومواقفه المتشددة في الخفاء، تجده مطيعاً له في العلن. لن يتخذ موقفاً منفرداً أبداً، ويجد صعوبة في اتخاذ موقف مع الأقلية.

الطريقة الأمثل للتأثير في هذا النوع من أعضاء مجلس الإدارة هي بناء تحالف من أعضاء مجلس الإدارة الآخرين، فعدما يعلم أن العديد من أعضاء مجلس الإدارة الآخرين يقفون إلى جانبه سيتشجع على اتخاذ موقف. ولتشجيع الأعضاء المطيعين على إبداء آرائهم الصريحة، يجب على أعضاء مجلس الإدارة الآخرين أن يوفروا لهم الأمان النفسي من خلال الاستماع إليهم باهتمام، وتقدير أي أسئلة يطرحونها، وطلب التوضيح لفهم القضايا التي يطرحونها. ونظراً إلى أن غالبية أعمال مجلس الإدارة تجري عبر اللجان التي يسهل فيها التعبير عن الرأي، استفد من هذه الجلسات لتشجيع أعضاء مجلس الإدارة المطيعين على الاعتياد على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفهم.

المدافع عن أصحاب السلطة

يهتم معظم أعضاء مجلس الإدارة بمكانتهم لما لها من قدرة على التأثير في الرئيس التنفيذي وإقناعه وكذلك في باقي أعضاء مجلس الإدارة، ولكن يمكن أن يتجاوز هذا الاهتمام حده. عندما يكون الأعضاء "المدافعون عن أصحاب السلطة" الوحيدين الذين تربطهم علاقة شخصية وثيقة مع المساهمين المسيطرين، يشعرون بسلطة كبيرة ويؤكدون هذه العلاقة في كل فرصة، ويتحدثون أكثر من غيرهم في الاجتماعات حتى لو لم يكونوا مستعدين جيداً، وقد يكون من الصعب جعلهم يعترفون بأنهم مخطئون.

يجب أن تراعي في أي محاولة لإقناعهم المكانة والسمعة اللتين يتصورونهما لأنفسهم، لذا عليك ألا تحاول إقناعهم بتغيير رأيهم في أي مسألة، بل تصوير المناقشات على أنها أفكار جديدة وليس تغييراً في الموقف من تلك المسألة. يقتنع المدافعون عن أصحاب السلطة بأي فكرة يعلمون أن أصحاب المصلحة الأقوياء سيوافقون عليها.

غير المستعد في الاجتماعات

يعاني بعض أعضاء مجالس الإدارة ضعفَ التحضير للاجتماعات، قد يكون السبب انشغالهم الزائد، أو شعورهم المبالغ فيه بأهميتهم، أو ثقة مفرطة بأنفسهم تمنعهم من التحضير الجيد على غرار الآخرين. يعتقد هذا النوع من أعضاء مجلس الإدارة أن لديهم المعرفة والحنكة والمهارات اللازمة للمشاركة في مناقشات المجلس ولا يحتاجون إلى التحضير، وفي كثير من الأحيان يلخصون ما يقوله الآخرون أو يبنون عليه، أو يشاركون ببضع كلمات في المناقشات، ويجارون التيار عندما يضطرون إلى التصويت، ولا يفضلون قراءة الأوراق التحضيرية لاجتماعات مجلس الإدارة لأنهم يفضلون الحصول على المعلومات عبر المحادثات.

خصص وقتاً لمحادثات جانبية معهم قبل الاجتماع لإطلاعهم على أي شيء تريد منهم معرفته، ولا تفترض أنهم قرؤوا أي أوراق حول الاجتماع، بل افترض أنهم متحمسون للظهور بمظهر جيد أمام الآخرين. ساعدهم على التحضير الذي يصوغ تفكيرهم ويسمح لك بالتأثير فيهم.

المدافع عن أصحاب المصلحة

في بعض الأحيان يكون لأعضاء مجلس الإدارة ارتباط وثيق بمجموعة من أصحاب المصلحة مثل الموظفين أو المساهمين أو النقابات أو سكان مناطق جغرافية معينة، ربما لأن أصحاب المصلحة هؤلاء هم من أوصلوهم إلى المجلس. على الرغم من أنه يجب على أعضاء مجلس الإدارة اتخاذ قرارات تراعي مصالح المؤسسة كلها، يسعى هذا النوع إلى تمثيل مجموعة واحدة في مجلس الإدارة والنظر إلى القضايا والقرارات جميعها من منظورها.

وتتمثل أفضل طريقة لإقناع المدافعين عن أصحاب المصلحة في مساعدتهم على إدراك أن نجاح المؤسسة مهم أيضاً للمجموعة التي يمثلونها، والعمل معهم لتحقيق النفع للشركة والمجموعة. ابدأ بإظهار تقديرك لاهتمامهم بمجموعتهم، ولكن اشرح لهم أن التركيز على التأثير القصير المدى والمتوسط المدى والطويل المدى للقرارات يتطلب نهجاً يراعي مصالح أصحاب المصلحة جميعهم، وأنه لا يمكن لمجموعة واحدة أن تستفيد أكثر من غيرها أو على حساب المجموعات الأخرى. لمساعدتهم على ذلك، شجّعهم على إدراك الفوائد التي تعود على أصحاب المصلحة بالمجمل بما فيها الفئة التي يرون أنهم يمثلونها.

يتطلب التأثير في مجلس الإدارة التعامل مع مجموعة متنوعة من الأطراف في آن واحد، ومعرفة هذه الأنواع والتخطيط للتأثير في كل منها سيساعدك على تعزيز تأثيرك في مجلس الإدارة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي