3 سمات يجب أن يتمتع بها الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي

3 دقيقة
دمج الذكاء الاصطناعي
unsplash.com/Possessed Photography
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إن دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة تعدى إلى العديد من الممارسات والمستويات الإدارية، التي تتطلب تحقيق قفزة نوعية في الاستراتيجيات اللازمة لتحقيق تكامل بين البيانات والتكنولوجيا والمواهب في ظل عالم رقمي سريع التطور.

وزيادة مستوى المنافسة بين المؤسسات يقودها إلى التبني السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إذ يتوقع بحث مركز ماكنزي العالمي للأبحاث، أن تخلق هذه التكنولوجيا قيمة مضافة تُقدر بنحو 13 تريليون دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعادل نمواً إضافياً لإجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة 1.2% سنوياً.

ومع الانتقال إلى عصر الإنتاجية المدفوع بالذكاء الاصطناعي، تواجه المؤسسات تحدي ضرورة تسريع تحولها الرقمي. وهنا، يظهر دور الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي (CAIO) بوصفه قائداً محورياً في هذا التحول الذي يوجّه المؤسسة للتعامل مع تحديات دمج الذكاء الاصطناعي في أعمال التطوير والابتكار التي تفتح آفاقاً جديدة لمستويات غير مسبوقة من الكفاءة والفعالية اللتين تحتاج إليهما المؤسسات للمنافسة في عالم يعتبر فيه الذكاء الاصطناعي الممكّن الرئيسي في الانتقال من زمن "الثورات الصناعية" إلى عصر "ثورة الذكاء" (Intelligence Revolution).

وفي هذا الإطار، وضع العديد من الحكومات خططاً فعالة لتشجيع المؤسسات على الابتكار مع تأكيد الالتزام الأخلاقي،  ومنها حكومة دبي التي أطلقت "مخطط دبي للذكاء الاصطناعي" (DUB.AI)، الذي يمثل إطاراً إستراتيجياً لدمج الذكاء الاصطناعي في جميع العمليات والخدمات الحكومية. ويستهدف المخطط تعيين رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي في كل مؤسسة حكومية يكون مُمكِّناً ومسؤولاً عن تسريع هذا التحول وضبطه.كما سيقود عملية دمج الذكاء الاصطناعي في جميع أعمال المؤسسة والإشراف على الممارسات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، وضمان توافق تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع الأهداف العامة للمؤسسة ورفع القدرات التنافسية بالاعتماد المتسارع على الابتكار ورفع الكفاءة لزيادة الإنتاجية.

متطلبات تمكين الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي

يتطلب تمكين الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي، الذي يقود التحول المتسارع، الاهتمام بالقدرات والكفاءات الأساسية والسمات الشخصية التي تسهم في فعاليته والارتقاء بالمؤسسة لمستويات متقدمة من الإنتاجية. ويتخطى هذا التمكين الأساسيات العامة من فهم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة من خوارزميات وبيانات كبرى وحوسبة سحابية، بل يتعدى ذلك ليشمل القدرات والكفاءات الثلاث الرئيسية الآتية:

أولاً: القيادة والقدرة على إحداث التغيير: القدرة على خلق ثقافة "الذكاء الاصطناعي أولاً".

يُتوقع من الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي تعزيز ثقافة تتبنى الذكاء الاصطناعي، وتشجيع التعلم المستمر والتكيف مع معدلات التغيير السريعة. ويعتبر التركيز على الثقافة والأفراد أمراً حيوياً في التحول الرقمي. إذ يدفع قائد التغيير الموظفين للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجيتهم وإبداعهم، كما ينبغي للرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي قيادة المبادرات الشاملة لتدريب القوى العاملة وتطويرها، ما يتيح توافق المواهب البشرية مع الفرص المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.

علاوة على ذلك، تعتبر مهارات الاتصال والتعاون القوية ضرورية إذ يجب القادة توضيح قيمة مبادرات الذكاء الاصطناعي بوضوح لأصحاب المصلحة وتعزيز الشراكات داخل المؤسسة وخارجها. وتعد هذه الكفاءات، بالإضافة إلى الشغف بالابتكار والالتزام بممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، أساسية لنجاح الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في قيادة المؤسسة عبر رحلة التحول الرقمي.

ثانياً: تسريع التحول الرقمي بالذكاء الاصطناعي: الطريق إلى الإنتاجية

إن فهم كيفية عمل التكنولوجيا وتحديد ما يمكنها فعله وما لا تجيد فعله، يعد من أساسيات رحلة التحول الرقمي، وتعتبر الرؤية الاستراتيجية ضرورية لاختيار أولويات مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تحقق أعلى تأثير وأسرع مردود.

لذا يتمثل دور الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في صياغة استراتيجية ذكاء اصطناعي قوية تتماشى مع الأهداف التنظيمية للمؤسسة وتنفيذها بفعالية، ويتضمن ذلك تحديد العمليات المناسبة للأتمتة الكاملة من قبل الذكاء الاصطناعي (automation)، والمجالات التي يمكن أن يعزز فيها الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية (augmentation) بحيث يكون القرار النهائي بيد المشغّل البشري مثل قرار تشخيص الأمراض وعلاجها الذي يعتمد فيه الطبيب على معطيات الذكاء الاصطناعي ولكن يبقى تقييم هذه المعطيات وقرار الأخذ بها من عدمه بيد الطبيب، وتحديد المهام التي يمكن أن ينفذها الذكاء الاصطناعي تنفيذاً مستقلاً بصلاحيات يحددها المشغّل البشري (agency) مثل البرمجة وروبوتات الدردشة.

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع من الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي الفهم العميق للجانب المالي للاقتصاد الرقمي والإلمام بالنماذج الجديدة للتكلفة والقيمة في عالم الذكاء الاصطناعي وكيف تؤدي استثمارات الذكاء الاصطناعي إلى نتائج مادية ملموسة، إذ إن الإدارة المالية لمؤسسة تعتمد على الخوارزميات والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية تحتاج إلى مهارات وقدرات تلائم المتطلبات الحديثة للاقتصاد الرقمي المتسارع.

ثالثاً: دعم الذكاء الاصطناعي المسؤول: موازنة التقدم التكنولوجي مع القيم الإنسانية

يعد فهم المخاطر الحقيقية للذكاء الاصطناعي أحد العوامل التي تضمن فعالية مشروع التحول إلى هذا الذكاء، وهنا يأتي دور الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي للإشراف على مبادرات الذكاء الاصطناعي لضمان أن تكون المخرجات قابلة للتفسير وخالية من التحيز وتحترم سياسات الخصوصية والبيانات. ويعد الوعي والامتثال للأطر القانونية للذكاء الاصطناعي المسؤول من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والهيئات الدولية المختلفة أمراً حيوياً للحفاظ على التوافق التنظيمي والثقة العامة بقدرة المؤسسة على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.

يحمل الذكاء الاصطناعي العديد من فرص النمو والتقدم إذا وظِّف على النحو الأمثل، لكن هذه الفرص ستتحول إلى تحديات في حال لم تتمكن المؤسسات من مجاراة التطور المتسارع لهذه التكنولوجيا الواعدة، ووجود رئيس تنفيذي يمتلك الكفاءات المذكورة أعلاه سيساعد هذه المؤسسات على قيادة ثورة الذكاء الاصطناعي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .