يتطلب الدفاع عن أي فكرة الإيمان والشغف بها، وهما ضروريان للدفاع عن أي مبادرة أو اقتراح ترى تنفيذه ضرورياً. يساعدك هذا النوع من الحماسة على جذب الآخرين إلى صفك، ولكنه قد يكون عدوك اللدود إن عارض أحد فكرتك، وبخاصة مديرك.
عشقك للفكرة سيدفعك غريزياً لحمايتها وكأنها طفلك، ومن هنا أتت عبارة "أنا أعتبر هذا المشروع طفلي"، ولعل ذلك هو الخطأ الكبير وهو ما يجعلك تتخذ موقفاً دفاعياً.
عليك أن تدافع عن نفسك في مواجهة الانتقادات من دون اتخاذ موقف دفاعي واضح، لأنه سيعرّضك إلى المزيد من الانتقادات بسبب مظاهره السلبية مثل الانفعالات العنيفة أو رفض الإصغاء للآخرين، فتدخل في حالة من الدفاع المستميت وترمي اللباقة والتهذيب جانباً. ليست المشكلة في الشغف بالفكرة، بل في الشغف الزائد عن الحد الذي يدفعك إلى صم آذانك عن نصائح الآخرين.
توازنك في مواجهة التشكيك أو حتى المواقف العدائية ضروري لحضورك القيادي، ويجب أن يلمسه من حولك كي يروك قائداً. من السهل أن تأخذك الحماسة عندما يهاجم الناس أفكارك، لكن الصعوبة تكمن في ألا تبالغ في رد فعلك وأن تفصل بين شخصيتك وأفكارك، وإليك الطريقة:
الاستعداد
عندما تقترح فكرة ما فمن الطبيعي ألا يفهمها الجميع، أو أن تجد من لا تعجبه فكرتك أو من لا يكنّ لك مشاعر الود شخصياً، لذا هيئ نفسك لمواجهة معارضة وانتقاد. فكر بمن سيعارض فكرتك وحجته وأسبابه؛ قد يقول أحد الزملاء إن مبادرتك باهظة التكاليف، وقد يشكك آخر بكفاءتها أو توقيتها. حضّر إجابات مقنعة لهذه الأسئلة، وقدمها بصورة استباقية قبل أن يبدي أحد معارضته أو بعد أن تستمع إلى الانتقادات.
النُبل
اشكر الآخرين على "آرائهم البنّاءة" حتى لو لم تكن انتقاداتهم بناءة بالفعل، لأن ذلك يظهر ترفّعك عن صغائر الأمور التي قد ينشغل الآخرون بها في حين تركز أنت على الأهم، وذلك يظهر قوة شخصيتك.
سعة الصدر
في أحسن الأحوال، ستجد قليلاً ممن يقتنعون بفكرتك مثلك، فلكل منا خطته وأهدافه. لذلك يجب أن تحدد إطاراً زمنياً واقعياً لإقناع الآخرين بها، وأن تعلم أنك بحاجة إلى جهد كبير ووقت طويل لإقناع الآخرين بتبني فكرتك، وتتوقع أن تسمع الردود المعارضة نفسها مراراً وتكراراً. حسّن أفكارك لتُثبت أنك تصغي إلى الآخرين، وتذكّر أن الصبر يستوجب تمالك النفس والهدوء،
لكن ذلك لا يعني الاستسلام أمام معارضيك؛ عليك أن تستمر في إظهار شغفك بأفكارك واقتناعك بها من الصميم. وعندما تأتيك الانتقادات ادحضها بحجج تثبت أن فكرتك تخدم مصلحة المؤسسة لا مصلحتك أنت، استثمر طاقتك في تطوير فكرتك، لتُعلي بهدوئك الرزين صداها.
من الضروري أن تتدرب على الدفاع عن نفسك من دون اتخاذ موقف دفاعي، وبوسعك الاستعانة في ذلك بزملاء موثوقين يمطرونك بوابل من الأسئلة عن أفكارك، إذ سيساعدك ذلك على صقل أسلوبك في الحديث. تدرب على عدم إظهار انفعالك على قسمات وجهك بل على الابتسام دائماً، فمن الضروري أن تظهر أنك تحكم السيطرة على الأمور. لا تستطيع التحكم بردود فعل الآخرين، لكنك قادر على التحكم بنفسك، وذلك ضروري لتظهر قدرتك على القيادة في مواجهة المعارضة.