حسناً ماذا لو لم أكن مديراً أو رئيساً تنفيذياً؟ هل يمكنني قراءة المقالات والدراسات التي تجري حول المدراء ورؤساء المؤسسات؟ وماذا ستأستفيد منها؟ بالتأكيد، نعم. فاطلاعك على المشكلات والحلول التي تتعلق بمن وصل إلى منصب أعلى، تساعدك على إدراك المشكلات التي تنتظر من وصلوا لهذا المنصب والأخطاء التي يقعون فيها عادة لتتجنبها قدر الإمكان. وهذا ربما يجعل قراءة مثل هذه المقالات لمن هو في منصب أعلى بمثابة العلاج والحلول لمشكلات وقعت، بينما قد تكون بالنسبة لمن هو في وظيفة عادية مجرد إرشادات وقائية يستفيد منها اليوم قبل أن يقع بها غداً.
لكن هل من فائدة مباشرة لقراءة مقالات تتحدث عن مهمات وخطط وقرارات المدراء ورؤساء الشركات وإدارتهم لوقتهم مثلاً؟ بالتأكيد نعم أيضاً، فالدخول إلى عقل المدراء والرؤساء التنفيذيين يتم من خلال هذه القراءات، فأنت بذلك تتعلم كيف يفكرون وكيف يتخذون قراراتهم وخططهم وكيف يديرون أوقاتهم، وما هي الصعوبات والتحديات التي يواجهونها والحلول التي تناسبهم؟ وأنت هنا تتعلم كيف تتعامل معهم وكيف تجد لنفسك الوقت لتقدم مشروعك وأفكارك. وكيف تقدمها بطريقة تصبح فيها مؤهلة لأن يقبلها المدير كخطة عمل أو يحولها إلى قرار.
عندما تدخل إلى عقول المدراء، فأنت تكتسب من صفاتهم المشتركة ما يحركهم للقيادة وتتجاوز الأخطاء التي يصفها الجميع بالصفات السلبية، ثم تؤهل نفسك لاكتساب سمات قيادية وعادات تؤدي لإبراز الجانب القيادي في شخصيتك.
وأيضاً، هل تعتقد أن قراء الكتب والمقالات التي تتحدث عن قصص الناجحين هي مجرد قصص للتسلية يمكنك تلخيصها بعبارتين "كان فقيراً يعاني" ثم "تغلب على الصعوبات ونجح"؟
مالا يهتم به الكثيرون حينما يكتبون في هذا التخصص، هو أنهم لا يدخلون في تفاصيل "المعاناة" و"التحديات" و"الحلول" التي جربها وفشلت وتلك التي جربها الشخص ونجحت. وهذا هو سر هارفارد بزنس ريفيو.