الحوكمة البيئية والابتكار: إدارة سعودية لحماية التنوع البيولوجي

3 دقيقة

ملخص: في ظل التحديات البيئية، تعد الحوكمة البيئية والابتكارات التكنولوجية أدوات فعالة في تعزيز الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي حيث تولي بعض الدول ومنها المملكة العربية السعودية  التزاماً  بحماية التنوع البيولوجي من خلال دمج الحوكمة والابتكار في سياساتها وبرامجها بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها حيث ضمّنت هذه السياسات:  

  • تحسين إدارة المحميات والمناطق الساحلية عبر التميز التشغيلي.
  • دعم الأبحاث العلمية، والتعاون مع الجهات المحلية والدولية لرصد التنوع البيولوجي وحمايته.
  • تطوير المراصد البيئية وتحقيق الحوكمة البيئية.
  • تمكين المجتمعات من خلال حملات توعية ومشاركة مجتمعية فعالة.
  • استعادة وتحسين الغطاء النباتي.
  • توطين الحيوانات داخل أراضيها.

تولي العديد من الدول والمؤسسات العالمية اهتماماً بالغاً في استخدام أدوات حديثة لحماية التنوع البيولوجي، حيث تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام. ويساعد استخدام التكنولوجيا الحديثة في كثير من الدول، وخصوصاً التي تواجه تحديات كبيرة في أنظمتها البيئية، في تحقيق نتائج إيجابية متكاملة.

التنوع البيولوجي إلى تراجع والخسائر بالمليارات

كشف التقرير العالمي لعام 2019 الصادر عن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية عن معدل التراجع غير المسبوق للتنوع البيولوجي، فنحو مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة بالانقراض في الوقت الراهن، والكثير منها مهدد بالانقراض في غضون عقود، وانخفض متوسط وفرة الأنواع المحلية في معظم الموائل البرية الرئيسية بنسبة 20% منذ عام 1900.

وأدت الأنشطة البشرية مثل الاستغلال المفرط للموارد وعدم استصلاح الأراضي إلى تغير 75% من مساحة اليابسة و66% من البيئة البحرية. ووفقاً لـ "تقرير الكوكب الحيّ 2022" الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة، سجلت الفترة بين عامي 1970 و2018 انخفاضاً بنسبة 69% في أعداد الفقاريات؛ التي تشمل الثدييات والطيور والبرمائيات والزواحف والأسماك.

وتوقع تقرير الحالة الاقتصادية للطبيعة لعام 2021 الصادر عن البنك الدولي، أن يخسر الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 2.7 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2030 إذا فقدت النظم البيئية التي تدعم الغذاء والمياه وظائفها بسبب تراجع التنوع البيولوجي.

وفي سيناريو الانهيار الجزئي للنظم البيئية، يمكن أن تتراوح خسائر الناتج المحلي الإجمالي بين 0.67% و1% على مستوى العالم، وبنسب أعلى في البلدان منخفضة الدخل.

التنوع البيولوجي في السعودية: الوضع والتحديات

تستضيف المملكة العربية السعودية، على الرغم من بيئتها القاحلة، مجموعة متنوعة من الأنواع والنظم البيئية، بما في ذلك الصحاري والمناطق الساحلية وأشجار المانغروف والمرتفعات، حيث تم تسجيل أكثر من 500 نوع من الطيور، و100 نوع من الثدييات، و90 نوعاً من الزواحف، و2,250 نوعاً من النباتات.

وتضم المملكة 36 محمية طبيعية، وتهدف إلى زيادة المناطق المحمية إلى 30% من الأراضي الوطنية بحلول عام 2030 في إطار المبادرة السعودية الخضراء. إلا أن هناك بعض التهديدات والتحديات التي تواجه السعودية لتحقيق هذا الهدف، لعل أبرزها تدهور الموائل بسبب التوسع العمراني والرعي الجائر والاستخدام غير المستدام للمياه، وتفاقم مشكلة التصحر، ما يجعل العديد من الأنواع، مثل النمر العربي والحبارى مهددة بالانقراض.

فما الجهود التي تقوم بها المملكة للحد من هذه المشكلة؟

ضمنت المملكة حماية الطبيعة في أهداف رؤية 2030، حيث وسعت نطاق حماية الأراضي لتشمل أكثر من 18% من مساحة البلاد، ونفذت خططاً لاستعادة الغطاء النباتي وزراعة الأشجار المحلية، بالإضافة إلى دعم الحياة البرية وتنفيذ خطط لإعادة توطين الحيوانات داخل أراضيها. كما نفذت خطة لاستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة داخل البلاد وخارجها.

وفي إطار رؤية 2030، تتخذ وزارة البيئة والمياه والزراعة العديد من الإجراءات بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية البيئة، أبرزها:

  • التعاون الدولي والإقليمي من خلال مبادرة السعودية الخضراء حيث تستهدف زيادة المساحات الخضراء والتنوع النباتي.
  • اعتماد مفهوم التميز التشغيلي في إدارة مأوى الأنواع الحيوية والمناطق المحمية والساحلية، بما يساعد على موائمة الإجراءات مع الاستراتيجية الشاملة لضمان كفاءة العمليات والأنظمة التي تضمن الحفاظ على التنوع البيولوجي.
  • دعم البحوث العلمية في الجامعات والمراكز المختصة والتعاون معها لرصد التنوع البيولوجي ووضع الحلول لحمايتها، على سبيل المثال، تم إطلاق أول مركز بيطري لمعالجة السلاحف البحرية في الشرق الأوسط بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"، بهدف تقديم الرعاية الطبية وإعادة التأهيل للسلاحف لتعزيز شفائها وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية.
  • تطوير المراصد البيئية لمتابعة حالة الأنواع الحيوية والأنظمة البيئية، وتحقيق حوكمة متينة لقطاعات البيئة والأرصاد لتقديم خدمات متميزة ذات جودة عالية تساعد على حماية التنوع البيولوجي.
  • تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز سبل العيش المستدامة، من خلال حملات توعوية تثقيفية حول أهمية التنوع البيولوجي،  وتشجيع المشاركة المجتمعية في أعمال الحماية، مثل حملات النظافة، ورصد الطيور، والأنواع البرية.

تستخدم السعودية ابتكارات ذكية وغير تقليدية لحماية التنوع البيولوجي وتعزيزه، إذ يحدث الابتكار نقلة نوعية في طرق حماية النظم البيئية وإدارتها، ويؤكد ضرورة تبنيّ التغيير إذا كان البديل هو الكارثة. وبينما يستمر التنوع البيولوجي العالمي في الانخفاض، تقدم هذه الأساليب المبتكرة أملاً ومسارات عملية نحو تعايش أكثر استدامة مع الطبيعة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي