يعرف المدراء كيفية تحفيز الموظفين المتميزين والاحتفاظ بهم، لكن ينسى معظم هؤلاء المدراء تطبيق مبادئ الإدارة المهمة أحياناً، لا سيما في الأوقات التي تكون فيها ضغوط العمل وتحدياته كبيرة. إليك مراجعة سريعة لما يجب أن يتذكره كل مدير:
1. الموظفون يحملون رغبة واضحة في تحقيق الأداء المميز في عملهم
قدّم عالم النفس بجامعة هارفارد، دوغلاس ماكغريغور (Douglas MacGregor)، دروساً مهمة لأجيال من المدراء فيما يتعلق بطريقة معاملة الموظفين، وتأثيرها في إحداث فرق كبير في بيئة العمل. إذا عاملت الموظفين بطريقة سيئة، فلن يكونوا متحمسين لتقديم أكثر مما هو مطلوب منهم. أما إذا عاملتهم باحترام وأوليتهم الاهتمام المطلوب، فسوف يحققون نتائج متميزة في أدائهم. يعتقد عدد كبير من المدراء أن إظهار الامتنان أو التقدير للموظفين يمكن أن يؤدي إلى تراخيهم في العمل واستغلالهم لهذا التقدير وعدم الالتزام بالمهام والمسؤوليات المطلوبة منهم. بالطبع، يمكن أن يستغل بعض الموظفين هذا الأمر، لكنّ معظمهم سيستجيب بصورة إيجابية للتقدير والاهتمام، وسيشعرون بالارتياح والرضا تجاه وظائفهم. لذلك، من واجب المدير أن يدعم أفراد فريقه وموظفيه ويشجعهم. مبادئ التقدير والاعتراف بجهود الموظفين 101 عند قراءة مقابلات ترك الخدمة يتبين أن الموظفين الذين يشعرون بالرضا غالباً يتركون عملهم لدى أرباب العمل الذين كانوا راضين عنهم ببساطة لأنهم يفترضون أن لا أحد يهتم بهم.
2. الموظفون لديهم مشاعر أيضاً
هل تواجه يوماً سيئاً؟ هل يزعجك الشخص الذي يعمل في قسم المحاسبة بسبب عدم إكمال تقرير المصروفات بطريقة صحيحة؟ هل يراقبك مديرك ويمارس عليك ضغوطاً مستمرة لإنجاز المهام؟ تعامل مع هذه المشكلات بإيجابية وحاول التغلب عليها. إذا كنت غير قادر على تجاوز هذه التحديات، فلا يجب أن تنقل تلك الضغوطات أو المشاعر السلبية إلى موظفيك. لا تفرض عليهم عبئاً إضافياً بسبب مشكلاتك أو الضغوط التي تمر بها. تشير الدراسات التي تبحث في مستويات عدم الرضا لدى الموظفين إلى أنه عندما يتصرف رؤساء العمل بطريقة غير لائقة، فإن ذلك يؤدي إلى إحداث حالة من الارتباك وعدم الارتياح لدى الموظفين. إذا فقدت أعصابك وتصرفت بطريقة غير مناسبة مع موظفيك، يجب عليك الاعتذار عن سلوكك على الفور. سيكسبك ذلك قدراً من الثقة والاحترام.
3. الموظفون لديهم حياة شخصية ومسؤوليات خارج العمل أيضاً
ربما يمثل عملك أولوية مهمة في حياتك وربما تجد الرضا والسعادة في التقدم والنجاح في مسيرتك المهنية، دون أن يكون لديك اهتمامات أو أهداف شخصية خارج العمل. لكن ربما لا يميل موظفوك إلى الاهتمام بالعمل بالقدر نفسه. بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن العمل هو مجرد وسيلة للحصول على الأجر، بينما يمكن أن يكون بالنسبة للآخرين مصدراً للرضا، لكن في الوقت نفسه لا يمنحهم الرضا الكامل أو السعادة المطلقة في حياتهم. احترم الحدود بين العمل والحياة الشخصية. إذا أردت أن تكلّف موظفاً بمهمة تستغرق وقتاً طويلاً لتنفيذها، لا يجب أن تُسنِد هذه المهمة إليه في ظهيرة يوم الجمعة وتطلب إنجازها في صباح يوم الاثنين.
إن هذه القواعد هي مجرد مبادئ أساسية وهي مقدمة لمزيد من مبادئ الإدارة التي يمكن تطبيقها في المستقبل لتحسين بيئة العمل. لأننا نضع القواعد، يمكننا إضافة قاعدة أخرى. القواعد مهمة. إن هذه القواعد ليست قواعد صارمة أو ملزمة بالمعنى التقليدي، بل إنها بمثابة إرشادات أو نصائح لتعزيز بيئة العمل الصحية. إنها معايير سلوكية. إذا قررت تجاوز هذه المعايير أو خرقها، فإنك تتحمل المسؤولية الكاملة عن النتائج أو العواقب التي ربما تنجم عن ذلك. سوف تخسر موظفيك المميزين وتضطر إلى البدء من جديد في عمليات التوظيف والتعيين والتدريب. إنها عملية مكلفة من ناحية الموارد المالية والزمنية. وفقاً لدراسة أجرتها شركة رايت مانجمنت (Right Management)، فإن التكلفة التقريبية لفقدان موظف واحد تعادل ضعفي قيمة راتبه الذي كان يتقاضاه. لذلك، إذا كنت لا تؤمن بهذه القواعد، تذكر القاعدة التي يتبعها الرؤساء التنفيذيون وهي تأثير المال في اتخاذ القرارات وتحديد الأولويات. إذا قررت خرق هذه القاعدة، ربما تتحمل تكاليف إضافية، ومن الممكن أن توفر الشركة تلك التكاليف عن طريق تخفيض النفقات العامة، ومنها الاستغناء عن جزء من النفقات، مثل راتبك الشخصي.
ما القواعد التي تعتقد أن المدراء ينسونها؟