كيف تحافظ على هدوء أعصابك قبل العرض التقديمي؟

3 دقائق
shutterstock.com/fizkes

لا بدّ أنك تعرف هذا الشعور جيداً: توشك على إلقاء عرض تقديمي مهم أو بسيط فتشعر بالتوتر. قد تشعر بضيق في الصدر، وتتسارع أنفاسك، ويرتفع ضغط دمك، وتفترض أن مصير العرض الفشل أمام الجميع.

يرتبط سبب هذا الشعور بتطور الإنسان، فقد ساعدتنا زيادة تدفق هرمونَي الأدرينالين والكورتيزول في أجسامنا في أوقات الضغط على الفرار أو مواجهة الحيوانات المفترسة. وفي سياق الأعمال، قد يكون ما يهدد رفاهتنا نفسياً لا جسدياً غالباً، ومع ذلك، تفشل أجسادنا في التمييز بينهما.

وعلى الرغم من الاختلاف في استجابة الدماغ للألمين الجسدي والاجتماعي، تكون استجابتنا العصبية لتجربة الألم الجسدي، كالقرصة مثلاً، متشابهة مع استجابتنا لتجارب الرفض الاجتماعي. وليس من المستغرب بالتالي أن يشعر بعض الأشخاص برهبة شديدة من مخاطبة الجمهور، إذ قد تجعلنا مثل تلك المواقف نواجه خطر الرفض على نطاق واسع.

وعلى الرغم من أن ردود الفعل هذه راسخة في الإنسان، فالتغلب عليها ممكن.

والطريقة الأولى والأوضح للتغلب على مخاوفك هي أن تفعل ما في وسعك لضمان سير العرض بسلاسة، وهذا يعني التحضير والاستعداد. إحدى الخطب التي سببت لي أشدّ توتر وقلق على الرغم من تحضيري لها كانت عرضي التقديمي على مسرح تيد إكس إيست (TEDxEast). كنت أعلم أن هذا العرض تحديداً سيكون له تأثير كبير على نظرة العالم حيال العروض التقديمية، وعلى شركتي؛ فتدربت مدة 35 ساعة، حتى إنني طبعت صور وجوه موظفيّ وألصقتها على الحائط لمحاكاة تجربة العرض الحقيقية قدر الإمكان.

من المعروف بالفعل أن الاستعداد يؤدي دوراً مهماً في قدرتك على إقناع الجمهور بأنك مُلم بالموضوع، كما أنه يجعل خطابك يمر بسلام بحسب الخطة، فالمفاجآت في أثناء مخاطبة الجمهور تسبب التوتر غالباً، (كما حدث معي ذات مرة عندما وقعت على المسرح، وعندما شعرت بالدوار في أثناء إلقاء عرضي التقديمي). وعلى الرغم من أن هذه الأمور خارجة عن إرادتنا، فبإمكاننا الحد منها ومن أثرها بالتعمق في البحث حول الموضوع، وتوقّع الأسئلة الصعبة التي قد تُطرح، والتدرب على طريقة تقديم المحتوى.

ثم أعمل خيالك قليلاً؛ تصور أنك تقدّم عرضاً مميزاً، واستثمر عدم قدرة الدماغ على التمييز بين التجارب الحقيقية التي تعيشها والتي تتخيلها دوماً. تصوّر تفاصيل كل دقيقة من العرض التقديمي بعناية، وتخيّل انتقال الحديث إليك أو تعريف شخص ما بك على المسرح. كيف سيكون شعورك حينها؟ وكيف ستبدأ حديثك؟ وكيف ستبدو تعابير وجوه الجمهور؟

هذه التقنية فعّالة لعدة أسباب: إذا كنت تعتقد أنك مستعدّ بالفعل، فسيرفع هذا التمرين مستوى استعدادك؛ فقد تدرك أنك نسيت بعض النقاط التي قد يربكك تنبهك لها في أثناء الخطاب. وبعد أن تقدّم العرض الذي تخيلته، ستشعر أنك قدمته من قبل؛ إذ سيكون عرضك التقديمي الفعلي تجربة مكررة.

ما إن تشعر أنك مستعد تماماً، جهّز نفسك لمواجهة الظروف غير المتوقعة. واحدة من أكبر الأكاذيب التي نخدع بها أنفسنا هي الاعتقاد بقدرتنا على السيطرة الكاملة على الوضع؛ فهذا غير ممكن. بل عليك في مرحلة معينة من التحضير الثقة بأنك أديت كل ما في وسعك بالفعل، فالقلق في تلك المرحلة لا طائل منه، لأن فرص تحقق أسوأ مخاوفك ضئيلة جداً.

يبدأ شعورنا بالتوتر عموماً عندما نفترض أن الآخرين سيعرفون أننا نشعر بالتوتر، لكن هذا غير صحيح غالباً، فأنت وحدك تعرف السيناريوهات الكارثية التي تدور في عقلك، لذا حافظ على هدوئك كي لا تتحقق. وإذا تلعثمت في الكلام، فحاول أن تتابع كلامك وكأن شيئاً لم يكن، وحتى إذا وقعت على الأرض، فانهض مباشرة وألقِ نكتة حول الموقف، وواصل حديثك. لا يمكنك التحكم بردود فعل الجمهور، لكن يمكنك التأثير فيها من خلال حفاظك على هدوء أعصابك.

وبالحديث عن الجمهور، تقبّل فكرة أن يبدي بعضهم تعبيرات تدل على عدم الاهتمام أو الانشغال. عندما تتحدث إلى شخص واحد، ستلاحظ إشارات جسدية ولفظية تشير إلى مدى اهتمامه، كالإيماء بالرأس ونطق عبارات مثل "صحيح"، تأكيداً على كلامك. لكن الجمهور الكبير لا يُبدي نمط التفاعل نفسه، لذا، لا تفترض أن أفراده يحكمون عليك، فلعلهم يحاولون الإنصات بأدب ولباقة، أو لعلهم غارقون في أفكارهم. طلبت من مساعدتي ذات مرة أن تساعدني في التحضير لعرض تقديمي بأن تتململ في مقعدها وتبدي تعابير سلبية مختلفة على وجهها وأنا أتدرب على العرض، وفوجئت من فعالية هذه الطريقة. باختصار، يكمن الحل في أن تتجاهل لغة جسد الآخرين في أثناء العرض، وأن تؤمن بفكرة أن الجمهور الذي تخاطبه يتمنى لك النجاح فقط.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي