الحسرة المهنية: ماذا تفعل عندما تشعر بأن قلبك مكسور بسبب وظيفتك؟

19 دقيقة
الحسرة المهنية

نشعر أحياناً بخيبة الأمل أو الإحباط في الوظيفة، لكننا نحتفظ بهذه المشاعر لأنفسنا غالباً. يحدث هذا، على سبيل المثال، عندما تفوّت موعداً نهائياً مع فريقك أو تفشل في الحصول على ترقية فرصها محدودة. عادةً ما نتمكن من التوصل إلى حل ما أو الانتقال إلى الخطوات التالية دون أن تؤثر هذه اللحظات في حياتنا بأكملها.

هناك أيضاً لحظات يتغير فيها كل شيء وتفقد فيها شيئاً في حياتك المهنية يهمّك جداً. وصفت ذلك المؤلفة ومقدمة المدونة الصوتية بعنوان "المنجِز القلق" (The Anxious Achiever)، مورا آرونز ميلي، في منشور على موقع لينكد إن: "أحياناً تأتي الحسرة المهنية من الفشل في تحقيق حلم ما، مثل امتلاك شركتك الخاصة، أو من الشعور بأنك تخسر هويتك بسبب إنهاء خدمتك أو فقدانك وظيفتك، أو عندما لا تحصل على ما تريده بشدة".

أردت أن أعرف المزيد عن فكرة "الحسرة المهنية" (Professional Heartbreak) هذه؛ أي كيف تتجلى وكيف يمكننا التعامل معها. لذا، أجريت أنا وآرونز ميلي محادثة عبر وثيقة مشتركة والبريد الإلكتروني، وإليكم نسخة منقحة مما ناقشناه:

هارفارد بزنس ريفيو: ما هي الحسرة المهنية؟

آرونز-ميلي: الحسرة المهنية هي فقدان شيء متعلق بالعمل يجرحك شخصياً ويسبب لك الحزن أو الحسرة في حياتك الشخصية. قد تعاني هذه الحسرة بسبب وقوع حدث يتعارض بشدة مع منظومة قيمك لدرجة أنك تشعر بأنك مجروح معنوياً. قد تعانيها أيضاً بسبب فقدان شيء أحببته، مثل شركتك أو وظيفة استمرت طويلاً، أو فقدان هوية مهنية عملت سنوات عديدة لبنائها، أو بسبب خيانة زميل أو رئيس أو عميل كنت تعتقد أنك مقرب منه.

بغض النظر عن الظروف، فإن الحسرة المهنية تثير مختلف أنواع المشاعر الشديدة.

تبلورت هذه الفكرة لدي قبل عامين، عندما كتبت الكاتبة المفضلة لدي، تافي بروديسر-أكنر، عن أغنية تايلور سويفت "ماي تيرز ريكوشيه" (My Tears Ricochet) (بمعنى "دموعي ترتد") في صحيفة نيويورك تايمز: "تبدو هذه الأغنية وكأنها أغنية حب ولكنها في الحقيقة تتعلق بنوع مختلف من الألم العاطفي". تشير هذه الأغنية ظاهرياً إلى حداد عاشقة على حبيبها السابق المتوفي، لكن عشاق سويفت يعرفون المعنى الحقيقي للأغنية: الحسرة المهنية. على مدى سنوات عديدة، عادت ملكية النسخ الأصلية لأغاني الفنانة لرجل كانت تعدّه أباً ومعلماً وكانت تثق به. دون أن يخبرها، باع هذا الرجل النُسخ الأصلية لشخص بارز في هذا المجال تعدّه سويفت غير أخلاقي. حاولت سويفت إعادة شراء النُسخ وفشلت، ما دفعها للبدء بإعادة تسجيل ألبوماتها واحداً تلو الآخر لاستعادة ملكيتها للأعمال الفنية التي أبدعتها. شعرت سويفت بأن أغانيها سُرقت منها، ولم تستطع تجاوز الأمر.

ساعدت الأغنية بروديسر-أكنر على فهم حسرتها المهنية التي كانت حديثة حينها؛ إذ إنها علمت أنها كانت تتقاضى ثلث ما كان يتقاضاه زملاؤها الذكور في الوظيفة التي أحبتها. قالت بروديسر-أكنر في حديثها إلى مدونة "ذا ديلي" (The Daily) الصوتية التابعة لصحيفة التايمز: "أحبني زملائي، وأحببتهم. أحببتهم كثيراً، وعندما أسمع هذه الأغنية أبكي. فقد كانت هذه خيانة بالنسبة لي، وخيانة مني لما كنت أعتقده عن نفسي".

هذه هي الحسرة.

هل عانيتِ الحسرة المهنية من قبل؟ كيف تصفينها؟

عانيت حسرة مهنية عام 2022، بعد أن بعتُ الشركة التي أسستها في أثناء إجازة الأمومة عام 2009. لم تسر عملية البيع وفقاً لآمالي في أي منحى، ولا لآمال فريقي وعملائي أيضاً. لمتُ نفسي، وكان حزني عميقاً. بعد فوات الأوان، أدركت أن بيع الشركة دائماً ما يكون صعباً على المؤسس، وأن نتائج عمليات الاستحواذ غالباً ما تُسفر عن نتائج سيئة. احتجتُ إلى فترة طويلة للتعافي، ومررت بأسوأ أزمة نفسية شهدتها منذ 13 عاماً؛ إذ كان القلق والاكتئاب اللذان عانيتهما مُنهكين.

أسوأ ما في الأمر هو أن معظم الناس الذين أعرفهم لم يتمكنوا من فهم الحزن الذي شعرت به؛ ففي النهاية، بدا نظرياً أني نجحت في بيع مشروع تجاري وجني المال. أليس هذا هو الهدف؟ لماذا إذاً كنت محبطة جداً؟ بصراحة، شعرت بالخجل لأنني أوقفت حياتي بسبب وظيفتي.

توقع خسارتنا المهنية أحياناً أثراً عميقاً فينا. يفقد الكثيرون وظيفتهم في هذه الفترة، وهذه الخسارة محزنة، وهي بالنسبة للكثيرين أشبه بموت جزء منهم.

السبب الذي يجعل الحديث عن الحسرة المهنية مهماً هو أنها مؤلمة وحقيقية للغاية، لكنها لا تحظى غالباً بالاهتمام الكافي. يعمل الكثيرون على تطوير مسارهم المهني بكل تفانٍ وإخلاص، لكن عندما يسبب لك موقف ما حسرة مهنية، قد يخبرك حتى أقرب الأشخاص إليك بأن تتخطى الأمر ببساطة، ويقولون: "لن تبادلك الوظيفة الحب أبداً". نعم، بالطبع. لكن هذا ليس واقعياً أيضاً، لأن الكثير من المهنيين ذوي المهارات العالية والأشخاص الذين أسسوا شركات أو الذين يشعرون بأن عملهم هادف، يرون أن هوياتهم الشخصية شديدة الارتباط بهوياتهم المهنية، كما أنهم يبنون علاقات عميقة مع زملائهم. وجود أصدقاء في العمل مريح؛ إذ إنهم يشكلون مجتمعاً له انتماءاته وفوائده الخاصة. لذلك، عندما نقول "إنها مجرد وظيفة"، فإننا ننكر مشاعر حقيقية جداً، ما يؤدي إلى تفاقم الشعور بالحسرة.

طلبتِ مؤخراً من متابعيك على موقع لينكد إن مشاركة قصصهم عن الحسرة المهنية. ما الذي تعلمته من تجاربهم؟

ظهر العديد من الموضوعات في القصص التي قرأتها، سواء على لينكد إن أو عبر البريد الإلكتروني، وأعتقد أنها مفيدة.

أولاً، تنبع الحسرة المهنية غالباً من تعارض عميق بين القيم الشخصية وقيم صاحب العمل.

قال أحد الرؤساء التنفيذيين للتسويق في إحدى المؤسسات غير الربحية: "قدت مبادرة طموحة لإعادة بناء علامة تجارية، وكانت واعدة من حيث إمكاناتها التحويلية. استهلك المشروع سنوات من حياتي، ومن نتائجه تغيير الشعار وإنشاء موقع إلكتروني جديد ووضع رؤية جديدة جريئة أساسها قيم جديدة. تحوّل فخري بهذا الإنجاز إلى إحباط عندما واجهت الرئيس التنفيذي بشأن عدم التزامه بهذه القيم نفسها.

يتذكر هذا الرئيس التنفيذي للتسويق قائلاً: "أذهلني رد فعله. أدركت حينها أن مشروع إعادة بناء العلامة التجارية بأكمله، الذي استهلك الكثير من وقتي وطاقتي، كان مجرد واجهة. أراد الرئيس التنفيذي التظاهر بالتغيير دون أن يلتزم به فعلاً".

كانت الخيانة من الحالات التي تحدث عنها الكثيرون. تشبه الحسرة المهنية الحسرة التي نشعر بها في علاقاتنا الشخصية من ناحية أنها قد تؤثر عميقاً في قدرتنا على الثقة بالآخرين.

اكتشفت الرئيسة التنفيذية لوكالة الأبحاث والاستراتيجية ذا ديفرنس إنجن (The Difference Engine)، فرح بوستك، هذا الأمر بعد تجربة مؤلمة مع مؤسس شركة ناشئة مخادع. قالت بوستك: "من المهين أن يُطلب منك باستمرار تقديم رؤيتك وخبرتك وتجربتك ثم تكتشف أنها لا تعني شيئاً لشخص كنت تعتقد أنه يقدّرك". أدى هذا النمط المتكرر المتمثل في طلب الإسهام من شخص ثم التلاعب به إلى تدمير شراكة تجارية وصداقة محتملة في النهاية.

لكن الضرر كان أعمق من مجرد فقدان علاقة. تعترف بوستيك قائلة: "بصراحة، جعلني ذلك أتردد بشدة في اتخاذ شركاء في الشركة التي بنيتها". جعلت هذه الحادثة بوستك تواجه صعوبة كبيرة في تصديق أن الآخرين سيوفون بتعهداتهم أو سيلتزمون بها عند مواجهة التحديات.

يبدو أن تأثيرات هذا النوع من الحسرة قد تكون طويلة الأمد.

بالضبط. تكمن المفارقة في هذه الخيانات في أنها سيف ذو حدّين. قد يتعلم الشخص من هذه التجارب دروساً قيّمة حول حماية نفسه في مجال الأعمال، ولكن الخيانات قد تحد من ميله إلى المجازفة على نحو دائم. فقدان "حرية اغتنام الفرص" و"الميل إلى المجازفة" هو من العواقب الخفية للخيانة المهنية، كما أنه يُضعف الطموح وقد يحد من الفرص المستقبلية.

هناك أيضاً حالات تتشابك فيها الهوية والخسارة. تكون آثار الحسرة المهنية في أشدها عندما يستحيل الفصل بين إحساسنا بأنفسنا وعملنا.

توضح قصة ليندسي إيبرلي هذا التقاطع بين الهويتين المهنية والشخصية. كانت إيبرلي ناجحة جداً في عملها بصفتها مؤسِّسة لشركة سفريات، وتذكّرت قائلة: "اعتقدت أن نجاحي في عملي يعني أني ناجحة على الصعيد الشخصي". ثم بدأت جائحة كوفيد-19.

فرضت هذه الأزمة على ليندسي وزوجها (وهو شريكها في العمل أيضاً) خيارات صعبة؛ إذ إنهما اضطرا لترك منزلهما للحفاظ على شركتهما، بينما كانت ليندسي حاملاً في شهرها الخامس. لكن الصراع الحقيقي كان داخلياً؛ إذ قالت ليندسي: "كانت هويتي شديدة الارتباط بعملي لدرجة أن تلك الأشهر الصعبة من التضحية المستمرة والمحاولات الاستراتيجية لإنجاز العمل والمحاولات المضنية للتمسك بالحلم كانت في الواقع محاولات مني لتحقيق شيء أشبه بالنجاح يجعلني أشعر بأنني ذات قيمة".

شعرت ليندسي بأن كل عثرة في العمل كانت بمثابة فشل شخصي، وكل قرار استراتيجي كان بمثابة تقييم لقيمتها الذاتية. بعد أن وصلت إلى "الحضيض"، أدركت ليندسي حقيقة بالغة الأهمية؛ إذ قالت: "لم يكن من المنطقي أن أنظر لنفسي على أني فاشلة، حتى في فترة الفشل المهني".

يعبّر تشابك الأمور الشخصية والمهنية عن تجربتي بدقة. تركتُ وظيفة أحببتها ذات مرة، وشعرت وكأنني أنفصل عن شريك حياتي، واستغرق تجاوز الأمر فترة طويلة.

بالتأكيد، هناك حالات يبدو فيها ترك العمل وكأنه انفصال عاطفي. يمكن أن تماثل شدة الحسرة المهنية شدة الانفصال العاطفي، كما أوضحت لي إحدى الإعلاميات السابقات. تمتعت علاقة هذه الإعلامية بوظيفة أحلامها بالسمات المميزة جميعها لعلاقة شخصية عميقة؛ إذ قالت: "شعرت بأن التزامي بالعلامة التجارية كان أشبه بالزواج. كنت شديدة التعلق بها، لدرجة أنني غيّرت نمط حياتي ليتناسب مع مهمتي في العمل، فأصبحت فجأة أمارس ثلاث رياضات مثلاً بعد أن كنت بعيدة تماماً عن الرياضة".

مثل العديد من العلاقات العاطفية، تلاشت الحدود الشخصية. قالت ليندسي: "لم يكن لدي أي حدود من البداية (كنت أجري التعديلات في الساعة الثانية صباحاً)، وكانت قيمتي الذاتية مرتبطة كلياً بالعمل". عندما استقال رئيس التحرير، كان ذلك بمثابة انهيار زواج بالنسبة لها. كانت استجابتها مماثلة لسلوك ما بعد الانفصال النموذجي؛ إذ إنها استقالت وسافرت إلى إيطاليا لممارسة قطف الزيتون، في محاولة للاستعاضة عن العمل الفكري بالعمل البدني دون أن تضع خطة تتجاوز مجرد الهروب.

كانت عملية الشفاء أيضاً مشابهة للشفاء من الانفصال؛ إذ إنها اضطرت لقضاء 3 أشهر على بعد آلاف الكيلومترات قبل أن تعود إلى نيويورك وتعيد بناء حياتها المهنية. مع ذلك، أدى هذا الانفصال عن وظيفة أحلامها في نهاية المطاف إلى نمو شخصي؛ إذ بدأت مسيرة مهنية في العمل المستقل وبنت وكالة إبداعية حائزة جوائز.

كيف يمكن تجاوز الحسرة المهنية كما فعلت ليندسي؟

يمكن ذلك من خلال البدء بالتعامل مع المشاعر المعقدة. نبدأ عادة بانتقاد أنفسنا بقسوة عندما نعاني الحسرة المهنية. قال لي أحد المؤسسين: "كان التخلي عن شركتي الناشئة مدمراً، فقد أدى إلى ظهور مخاوف وأحزان تتعلق بتصوري لنفسي بصفتي قائداً ومتعاوناً، واستغرق التعامل معها وقتاً طويلاً، فنحن لا نتحدث بما يكفي عن هذه المشاعر".

على نحو مشابه، شعرت بالخزي بعد أن بعتُ شركتي، وكنت ألوم نفسي باستمرار: "لقد تسرّعت واتخذت قراراً غبياً. لقد تهورت، وتصرفت كما أتصرف دائماً". قال لي عالم النفس، ديفيد بيدرك، إن هذا النقد الذاتي الذي لا نهاية له يتحول إلى نوع من الإساءة الداخلية إذا خرج عن السيطرة. يكمل الصوت الداخلي الناقد كلامه غالباً قائلاً: "حدثت هذه الحسرة لأنك [ضع حكمك السلبي المفضل على الذات هنا]". أشار بيدرك إلى أن هذه الأفكار لا تظهر من العدم، فهي تنبثق من معتقدات مسبقة.

يمكن تجاوز هذا النقد الذاتي من خلال الإجهار بهذه الأفكار الناقدة. وفقاً لبيدرك، علينا أن نقول هذه الأفكار بصوت عالٍ. عندما نكتم النقد، فإنه يصبح متخفياً ويشتد. يتطلب تجاوز الحسرة المهنية مواجهة نقدنا لذاتنا بتعاطف، والسماح لأنفسنا بإطلاق العنان لمشاعرنا والتوصل إلى طرق صحية للتعبير عن ألمنا ومعالجته.

ربما يجب أيضاً أن يتصالح الشخص مع الحزن، أليس كذلك؟

نعم، يجب تخصيص وقت للحزن. وصفت لي الكاتبة، إيمي شوينثال، الحسرة المهنية التي عانتها عند انتهاء إجازة الأمومة بأنها كانت من أكثر التجارب تأثيراً في حياتها المهنية. قالت شوينتال: "أمضيت سنوات عديدة وأنا أتقدم في مسيرتي المهنية ببطء، وخسرت كل شيء في لحظة انشغال واحدة. اتضح أن مقاومة الحسرة من أسوأ ما يمكننا فعله. إذا تصالحتِ مع مشاعركِ السلبية واعترفتِ بما يحدث، يمكنكِ مواجهة عثرتكِ وجهاً لوجه. احزني على ما حدث واعملي على تجاوزه. والأهم من ذلك، قد تكتشفين أن الحسرة تؤدي إلى إنجاز أعظم مما توقعتِ.  لطالما شعرتُ بالفخر الشديد بعملي، وكان عليّ فقط إيجاد مسارٍ آخر لأتبعه".

أعتقد أيضاً أنه من المهم أن نتقبل ما لا يمكننا تغييره، ونغيّر ما يمكننا تغييره. خسرت المهندسة الكهربائية، توري رودس، وظيفتها نتيجة لعملية تسريح جماعي في ذروة جائحة كوفيد-19. كانت فترة صعبة جداً بالنسبة لها جعلتها تشعر بالهزيمة وتشك في قيمتها الذاتية. لكنها قررت العودة إلى الدراسة في سن 45 عاماً لتمضي قدماً في حياتها.

قالت رودس: "كان ذلك أحد أهم القرارات المصيرية في حياتي"؛ فهي حصلت منذ ذلك الحين على 3 شهادات إضافية. قالت رودس: "لم تتعلق هذه الرحلة بالتعلّم فقط، بل بإعادة اكتشاف قيمتي الذاتية وغايتي. تحول حدث التسريح الذي بدا خسارة من قبل إلى فرصة للنمو وإعادة بناء نفسي. أنا فخورة بما أصبحت عليه خلال هذه الرحلة، وأنا متحمسة للمستقبل".

هل تريدين قول كلمة أخيرة لشخص يعاني حالياً حسرة مهنية، خاصةً إذا كان في المراحل الأولى؟

أنت لست وحدك، وما تشعر به ليس غريباً. إذا استطعت السماح لنفسك بإطلاق العنان لمشاعرك دون لوم عليها، فسيكون تجاوز الحسرة المهنية أسهل وستشعر بتحسن. امنح نفسك وقتاً كافياً للحزن، وإذا كان الحزن يتزامن مع العمل ونشاطاتك الأخرى، فخصص بعض الوقت في اليوم لتشعر بمشاعرك. لا يجدي كتم هذه المشاعر نفعاً؛ إذ يجب أن تتجاوزها.

عندما تشعر بأنك مستعد لتجاوز الحسرة، من المهم أن تخصص الوقت للتفكير بالعوامل التي تدفعك للأمام لتمضي قدماً في حياتك أو تبحث عن فرصة جديدة. هل أنت من الأشخاص الذين يحبون وضع خطة وتخصيص وقتك واكتساب الزخم من خلال العمل أم أنك تحتاج إلى تجربة مجال جديد تماماً على مدى فترة زمنية معينة؟ قيّم وضعك المالي وحدد متطلبات الوقت والجهد، وحاول أن تخلق مساراً يتيح لك التطلع للمستقبل ويمدك بالحماس بدلاً من النظر إلى الوراء نادماً تطيل التفكير فيما حدث. لن تدوم الحالة التي تمر فيها الآن، وقد تنظر إليها يوماً ما على أنها تجربة تعلمت منها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي