سؤال من قارئ: أنا كاتبة مقترحات منح، وأعمل في قطاع المؤسسات غير الربحية. وأجد صعوبة في التعريف بنفسي وبعملي، وخصوصاً لأنني أتحدث مع أشخاص ليسوا في مجال. وفي الآونة الأخيرة سألتني عالمة أبحاث عن ماهية وظيفتي. وقلت إنني كاتبة مقترحات منح، أعمل في قطاع المؤسسات غير الربحية، وأساعد هذه المؤسسات من مختلف المجالات في بناء برامج المنح الخاصة بها. بدت غير معجبة بالأمر. واكتفت بقول "نعم". وانتقلت المحادثة إلى محاور أخرى، ولهذا فسؤالي هو:
هل هذا خطأي لعدم تقديم نفسي بصورة مناسبة، أم أنها شعرت أنّ وظيفتي ليست جديرة بالاهتمام لأنّ عملها في مجال تقني أكثر من مجالي؟ ما مقدار التفاصيل التي يتعين عليّ التطرق إليها حول وظيفتي؟ عندما أقابل شخصاً ما، ما هي الطريقة الأفضل للتعريف بنفسي وبعملي؟ لا أريد التقليل من شأن نفسي، ولكنني لا أريد أن أبدو متكبرة أيضاً.
يجيب عن هذه الأسئلة:
دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
جوان غاري: مستشارة في قيادة المؤسسات غير الربحية، ومؤلفة كتاب "دليل جوان غاري إلى قيادة المؤسسات غير الربحية: لأنّ المؤسسات غير الربحية فوضوية" (Joan Garry's Guide to Nonprofit Leadership: Because Nonprofits Are Messy).
جوان غاري: لا أفهم لماذا هذه المرأة لا تشعر بالفخر حقاً بوظيفتها؟
أليسون بيرد: أعتقد أنها قلقة إزاء التسبب للناس بالملل، أو لا أعرف. يبدو أنها شخص خجول وانطوائي، ربما خجولة اجتماعية بعض الشيء ولا تعرف كيف تشرح عملها بكل ثقة، ولكن ما زالت طريقتها جميلة.
جوان غاري: ربما عليها أن تشحذ روح الطفلة ذات الثماني سنوات التي تسكن بداخلها، وأن تأتي إلى المنزل مفعمة بالحماس في وقت المساء. نحن نكبر، أشعر بالحماس يا أمي. نحن نجمع المال لأننا وجدنا أنّ أحد الأطفال في فصلنا يعاني من مرض السكري من النوع الأول، وسنقيم حفلاً لجمع التبرعات الخيرية. وسنجمع المال لصالح مؤسسة أبحاث مرض السكري لدى صغار السن.
أليسون بيرد: أعتقد أنّ ما تصلين إليه هو الحماس إلى جانب التخصص. إذا كانت غامضة حول العمل الذي تقوم به، لا أحد يمتلك أسئلة يمكنه طرحها إلا إذا كان محاوراً موهوباً.
جوان غاري: أريد من كاتبة السؤال أن تقول: اسمعي يا عالمة الأبحاث. هذا ما أفعله. أنا أعمل في مؤسسة غير ربحية تقوم بكذا وكذا. وأنا ملتزمة جداً تجاه هذه المؤسسة، ووظيفتي هي أن أكون شريان الحياة لهذه المؤسسة غير الربحية. أشعر بفخر شديد، عندما أوفر هدية أو منحة أشعر أنني أمد مؤسستي بالوقود اللازم لتقترب أكثر من العلاج، وتقترب أكثر من تعليم العالم حول حقوق الفئات المهمشة، وتقترب أكثر من طرح قضية قد تغير تشريعات ما. وأشعر أنني لست في الواجهة لأقوم بعملي، بل إنهم لا يمكنهم القيام بالعمل المهم الذي تؤديه مؤسستنا لولا عملي.
جوان غاري: لا أعتقد أنه يتعين عليها أن تشعر للحظة أنها تتفاخر بنفسها، ولكنها يجب أن تتفاخر كثيراً بمؤسستها. جزء مما أسمعه حول ذلك هو التحفظ على الكلام حول ماهية جمع التبرعات. أنه عمل نبيل. لست بائع سيارات مستعملة. لست تحاول أخذ مفتاح ربط إلى جيب شخص ما. وأعتقد أنها يجب أن تمتلك القوة ونُبل وظيفتها، وستكون مرتاحة أكثر في الحديث حول ما تفعله.
دان ماغين: يبدو أنها قد لا تعمل لمؤسسة غير ربحية واحدة، بل ربما تمثل عدة مؤسسات. كيف تتحدث عن ذلك؟
جوان غاري: أعتقد أنّ هذا يعطيها مساحة أكبر للحديث، وأعتقد بالتأكيد أنه يعطيها الكثير لتتحدث عنه. أساعد المؤسسات غير الربحية في جمع المال للأعمال الخيرية التي تقوم بها. وما أحبه في عملي هو أنني أتناول مجالات كثيرة. وقد كتبت مقترحات منح لهذه المؤسسة، وهذه، وهذه. وقد أثرى ذلك معرفتي حول المشاكل التي يواجهها مجتمعنا وهو يجعلني أشعر كأنني جزء من الحل. والطريقة التي أفعل بها ذلك هي أنني أقوم بالبحث حول هذه المؤسسات، ثم أكتب ما أعتقد أنها عبارات حالة قيِّمة للتمويل. وأجد أنّ ذلك يعود بفوائد عظيمة.
أليسون بيرد: أرى أنّ حقيقة عملها لصالح عدة مؤسسات غير ربحية هو أيضاً ميزة لأنني أعتقد أنك إذا عملت لمؤسسة واحدة تواجه الخطر المتمثل في إعلان قضيتك ثم عدم تصديق الشخص الذي تتحدث معه بنفس الشيء أو دعمه لأشياء مختلفة، ولكنها تمتلك هذه الفرصة في إيجاد عامل مشترك وهي الطريقة الأفضل لبدء محادثة ما. عملت لصالح مؤسسة رابطة مستشفيات الأطفال (Children’s Hospital)، ثم عملت لمؤسسة غلاد، ثم عملت كما تعلمين... وهذه المجموعة من المؤسسات حتى تصل إلى بريقها في مرحلة ما.
جوان غاري: أحد الأشياء المهمة هو أنّ الكثير من الأشخاص الذين يلامسهم قطاع المؤسسات غير الربحية، سواءً كموظفين أم متطوعين أم أعضاء كادر وظيفي، أم أعضاء مجلس إدارة أم أشخاص يصلهم العمل كالفئات المهمشة، أم اللاجئين أم الأشخاص المصابين بمرض معين. وقد يفتح ذلك محادثة تصبح مثرية جداً للطرفين.
أليسون بيرد: يجب أن نتحدث حول حقيقة أن عالمة الأبحاث هذه تبدو كشخص فظيع لأنّ على مثلها أن تفهم مسألة جمع التبرعات وأن تبدأ بطرح الأسئلة. لا أعتقد أنه يجب إهمالها بعد تفاعل واحد معها، بشكل خاص، ويتعين أن تفهم أنّ بعض الأشخاص لا يجيدون الحديث. وتكمن إحدى الطرق لتكون محدثاً جيداً في طرح أسئلة لشخص آخر.
جوان غاري: أعتقد أنّ بإمكانها أن تطرح ذلك السؤال. لقد عملت لهذه المؤسسات. هل لديك أي علاقة بأي من هذه المؤسسات بأي طريقة أو شكل أو صورة؟
دان ماغين: أتساءل فيما إذا بإمكانها أن تخفض توقعاتها قليلاً حول التزام الناس بأن يكونوا مهتمين جداً بعملها. لست مهتمة كثيراً بعلوم الأبحاث، لذا إذا أخبرني شخص أنه عالم أبحاث، قد أقول: حسناً، هذا جيد. ثمة مدرسة في الفكر تقول إنّ الأميركيين يتحدثون كثيراً حول وظائفهم. وفي حفلات السمر يأتي السؤال عن العمل في مرحلة مبكرة جداً من اللقاء. ربما تحتاج إلى إبعاد المحادثات عن العمل إذا كان الشخص غير مهتم بما تفعل.
أليسون بيرد: أعتقد أنّ المحادثات عن العمل طبيعية في مناسبات التعارف المهني، ولكنني أرى أنّ المشكلة تكمن في توقف هذه المحادثات عند "ماذا تعمل؟". ثم يشعر الأشخاص بالضياع إزاء كيفية الاستمرار في المحادثة عندما لا يعرفون أي شيء حول ذلك المجال. لدينا إحدى المشاركات، واسمها دوري كلارك، كتبت الكثير من المقالات حول مناسبات التعارف، ومن اقتراحاتها تجهيز أسئلة مثيرة، من قبيل: ما هو الشيء الأكثر روعة الذي تعمل عليه الآن؟
أليسون بيرد: كيف تقضي معظم وقتك في العمل؟ وإذا كانت لديك هذه القائمة من الاختيارات التي يمكنك استخدامها لحث الأشخاص على المشاركة في الحديث، وعلى أمل أنهم سيعاملونك بالمثل.
جوان غاري: أعتقد أنّ كل شخص يعمل في مؤسسة غير ربحية يتعين عليه أن يفكر في نفسه كسفير. وليس بالضرورة كمبشّر مجنون، ولا يعني الأمر أنّ هاتين الكلمتين مترافقتان دائماً. ولكنني أعتقد أنها تفقد فرصة يمكن أن تربط عالمة الأبحاث تلك بالعمل بالذي تقوم به. وجزء لا يتجزأ من أنك شخص تعيش في فضاء غير ربحي يكمن في أن تشارك ما تقوم به تلك المؤسسات لتجعل العالم مكاناً أفضل. لماذا يهتمون بهم كطريقة محتملة لفتح عيون شخص ما أو دعوته للتعرف أكثر على مؤسسة ما أو القيام بعمل أكثر لصالح هذه المؤسسة التي يسمع عنها ويتردد صداها لديه.
أليسون بيرد: نريد منها أولاً أن تبدأ بالفخر. هي تقوم بعمل مهم، ويتعين عليها أن تفكر حول سبب اهتمامها بهذه المؤسسات غير الربحية التي تعمل لصالحها وسبب جمعها التبرعات لهم، وهذا أمر بالغ الأهمية. نريد منها أن تتحلى بنبل وظيفتها. ونعتقد أنّ حقيقة عملها لصالح العديد من المؤسسات غير الربحية هي ميزة بحد ذاتها. ويمكنها الحديث عن العديد من هذه المؤسسات، وتمثل هذه طريقة لإيجاد عوامل مشتركة مع الأشخاص الذين تلتقي معهم. بعض الأشخاص الذين تلتقي بهم سيكونون بالتأكيد أشخاص يحبون الحديث، ولكننا نعتقد أنّ عليها المشاركة معهم من خلال طرح أسئلة مفتوحة، وليس فقط "ماذا تعمل"، ولكن "ماذا تحب بشأن عملك؟" و"ما هو مشروعك الأكثر روعة؟" على أمل أنّ ذلك سيمهد الطريق لمحادثة يتبادل فيها الشخصان أطراف الحديث ويتم الوصل بين أعمالهما معاً. هذا ما سيخلق محادثات أفضل وتتمتع بمزيد من المشاركة.