ملخص: ستكون الأيام والأسابيع التي تلي الانتخابات صعبة على الجميع. في حين أن بعض زملائك قد يشعرون بالارتياح أو السعادة بشأن النتائج، فقد يشعر الآخرون بالغضب أو القلق، فما الذي يمكنك أن تقوله لفريقك عن هذا الموضوع؟ قد تود تجنب الحديث عنه، ولكن من المهم التعرف إلى الحالة العاطفية ضمن الفريق والمزاج العام للبلد. في هذه المقالة، يقدم 3 خبراء النصائح حول ما يجب عليك قوله لفريقك أو زملائك بعد يوم الانتخابات، حتى لو لم تكن النتائج معروفة بعد.
من المؤكد أن اليوم التالي للانتخابات سيكون مشحوناً عاطفياً. تتنوع الآراء السياسية في كثير من المؤسسات، ففي حين أن بعض الأفراد يشعرون بالرضا أو الحماس تجاه النتائج، يشعر آخرون بالغضب أو القلق، وقد تزداد حدة مشاعرهم إذا كانت النتائج غير واضحة أو محل خلاف.
ما الذي يمكنك قوله لفريقك حول الانتخابات؟
قد تود تجنب الحديث عن هذا الموضوع، ولكن الخبراء يقولون إنه من المهم التعرف إلى الحالة العاطفية للفريق والمزاج العام للبلد. تقول الأستاذة بكلية ألفريد ليرنر للأعمال والاقتصاد (Alfred Lerner College of Business & Economics) بجامعة ديلاوير ومؤلفة كتاب "التفكير المتعدد الأوجه" (Both/And Thinking)، ويندي سميث: "لا تتجاهل المشكلة، وعبر عن فهمك لحدة المشاعر وتعقيدها في الوقت الراهن".
يقول أستاذ الاتصال المؤسسي في كلية تاك للأعمال بجامعة دارتموث، بول أرجينتي: "يود الأفراد التعبير عن آرائهم بعد نهاية انتخابات مثيرة للجدل"، ولأنك قائد، عليك أن تستمتع إليهم وترد عليهم بطريقة إيجابية وبناءة.
احرص على أن تكون تعليقاتك مختصرة ومحترمة ومركزة، كما تنصح المدرّسة في كلية الأعمال بجامعة كولومبيا ومؤلفة كتاب "اللعبة الطويلة" (The Long Game)، من بين كتب أخرى، دوري كلارك، وتقول: "سيشعر بعض الموظفين بالاستياء بصرف النظر عن النتيجة، لكن يجب ألا تعرقل مشاعرهم هذه العمل أو تؤثر في الموظفين الآخرين، ومن ثم فإن غايتك هي تحقيق التوازن، فتقدر مشاعر هؤلاء الأفراد تجاه نتائج الانتخابات دون الانحراف عن الهدف الجماعي وهو إنجاز المهام".
إليك نصائح الخبراء بشأن ما عليك قوله وفعله في اليوم التالي للانتخابات.
اختر كلماتك بعناية
من المهم اختيار أسلوب الكلام الملائم، يقول بول أرجينتي: "بصفتك قائداً، فدورك هو تأمين بيئة مريحة للأفراد"، يجب أن تعبر عن فهمك لمشاعرهم بأسلوب لبق وأن تعدل رسالتك بناء على النتيجة، أي بناء على إذا كانت الانتخابات قد حسمت أو إذا كانت هناك فترة من عدم اليقين بسبب إعادة فرز الأصوات والنزاعات الانتخابية، على سبيل المثال:
إذا كان هناك فائز واضح، فإن دوري كلارك تنصح بقول كلام من قبيل: "صباح الخير جميعاً، أتصور أن العديد منكم سهروا لوقت متأخر من الليلة الماضية، ومشاعر كل منا تجاه الانتخابات مختلفة، فالبعض مسرور في حين أن آخرين مستاؤون وأريد أن أؤكد أن إحدى قيمنا الرئيسية في المؤسسة هي احترام الآخرين ومراعاة مشاعرهم، لذا أرجو منكم التعبير عن مشاعركم بوعي وتقدير التنوع في فريقنا، وبغض النظر عن الآراء السياسية لكل منا، هناك أمر واحد يمكننا الاتفاق عليه جميعاً وهو التزامنا بإنشاء بيئة عمل تدعم الجميع وتحترمهم، بالإضافة إلى تقديم منتجات وخدمات ممتازة لعملائنا".
إذا ظلت النتيجة غير واضحة وواجهنا فترة طويلة من عدم اليقين، تنصحك كلارك بأن تعبر عن تفهمك لمشاعر التوتر والحيرة ثم تركز على احتياجات العمل، فتقول مثلاً: "عدم وضوح نتائج الانتخابات يسبب التوتر لنا جميعاً، وبغض النظر عما ستؤول إليه في النهاية، فإن التوصل إلى نتيجة نهائية من شأنه أن يوفر بعض الراحة، ما يسمح لنا بوضع استراتيجية ورسم صورة لما قد تبدو عليه السنوات الأربع المقبلة، لكننا نواجه حالة من عدم اليقين في الوقت الحالي وهو أمر غير مريح، وفي حين أننا نريد جميعاً الوصول إلى اليقين، فإنه من المهم أن نحيد المشاعر الشخصية مؤقتاً ونركز على دعم الزملاء والعملاء".
حافظ على ثباتك
ستكون الأيام والأسابيع التي تلي الانتخابات صعبة على الجميع، وتوضح ويندي سميث أنه يجب عليك أن تكون صبوراً مع نفسك ومع أفراد الفريق وتوضح أن القيادة الفعالة تتطلب رؤية شاملة للموقف بدلاً من الانشغال بالمشاعر وردود الفعل المباشرة.
تقول سميث: "هذا هو الوقت الذي يتطلب إظهار التعاطف، قد يكون أعضاء فريقك مذهولين ومشتتين، ومشغولي الذهن، ولكن أنت من يجب أن يرى الموقف رؤية شاملة، وهذا يعني الحفاظ على صفائك الذهني وتجنب الانغماس في العواطف، وعلى هذا النحو أنت لا تعزل نفسك عن الموقف، لكنك تراه من منظورك الأوسع الذي يتجاوز الاضطرابات المباشرة".
تقترح عليك سميث طلب الدعم من مجتمعك خارج العمل لإدارة مشاعرك والتعامل مع تحيزاتك الحزبية، إذا كان ذلك يساعدك على فصل هذه المشاعر عن حياتك المهنية. أنه من من المفارقات أننا كلما رفض مشاعرنا الصعبة أو مقاومتها أو إخفاءها، زاد احتمال ظهورها بطرق غير متوقعة وربما مزعزعة، وتوضح سميث أن التحدي لا يكمن في قدرتك على تجنب مشاعرك، بل في عدم السماح لها بالتأثير في قدراتك القيادية.
على الرغم من أن المشهد السياسي قد يبدو فوضوياً ومرهقاً، يجب أن تسعى جاهداً للحفاظ على ثباتك. يوصيك بول أرجينتي بإعلام أعضاء فريقك أنه بوسعهم التواصل معك بشأن أي مخاوف تتعلق ببيئة العمل أو الاقتصاد أو المؤسسة، وأنك مستعد للإصغاء وتقديم الدعم لمن يحتاج إليه. على سبيل المثال، إذا كان الأفراد يخشون تأثير الرئيس الجديد في القطاع، فذكّرهم بأن التقلبات الاقتصادية تحدث في ظل أي أدارة، وأكِّد مرونة المؤسسة من خلال كلام من قبيل: "لقد واجهنا تحديات من قبل، وسوف نتكيف مع أي تغييرات جديدة تواجهنا".
يضيف بول أرجينتي: "لا أريد التقليل من أهمية المشاعر القوية لدى كل من الجانبين، لكن الحياة ستستمر وسنتغلب على هذا الظرف".
اقرأ أيضاً