31 توقعاً بشأن التغييرات التي ستطال المستقبل وكيفية استغلالها لصالح الشركات

7 دقائق
التوقعات
ماتياس كلامر/غيتي إيميدجز

ملخص: غالباً ما تكون التوقعات بشأن الأعمال التجارية خاطئة، ومع ذلك يمكن أن تظل أداة قوية بالنسبة إلى القادة الأذكياء إذا نظروا إليها بشكل إجمالي وطرحوا الأسئلة الصحيحة. يقدم المؤلفون 6 طرق يمكن لقادة الشركات من خلالها اكتساب ميزة تنافسية من التوقعات، ويعرضون تحليلهم للموضوعات التي أُثيرت في 20 توقعاً وضعها معلقون بارزون ورواد الفكر في مجال الأعمال والمجتمع لعام 2022 وما بعده.

 

في بداية كل عام، يتخذ العديد من الأفراد قرارات العام الجديدة، وتضع المؤسسات توقعات للعام المقبل، وقابلية خطأ كليهما عالية. فالتوقعات هي تنبؤات بما سيحدث في المستقبل بناءً على المعلومات المتاحة حالياً. وبذلك فهي إعمال للمخيلة، وقد أظهرت الدراسات أن تفاصيلها نادراً ما تكون صحيحة.

على الرغم من أن التوقعات غير دقيقة، يمكن للقادة الأذكياء إيجاد قيمة استراتيجية فيها. إذ يمكن أن تجسد روح العصر إذا تم النظر إليها في مجملها. نحتاج فقط إلى طرح الأسئلة الصحيحة: ما الذي يعتقد الخبراء أنه مهم ومن المحتمل أن يكون كافياً لوضع توقع؟ ما الذي يتفقون عليه، والأهم من ذلك، ما الذي يختلفون بشأنه؟ حتى إذا كانت التوقعات خاطئة بوضوح، فما الذي تشير إليه بشأن التوجهات الأساسية والقضايا المحورية؟

بعد عامين شهدنا فيهما اضطرابات بسبب جائحة "كوفيد-19"، وبينما يستشرف العالم ما قد يصبح الوضع الطبيعي الجديد، فقد حان الوقت لتقييم وجهات نظرنا وآمالنا للمستقبل. وقد تعلمنا من دراسة الأوبئة العالمية السابقة والأزمات الأخرى أن العالم سيكون على الأرجح مختلفاً بشكل ملحوظ بعد الجائحة، ولكن كيف؟

أجرينا تحليلاً تجميعياً لعشرين توقعاً لعام 2022 وما بعده وضعها معلقون بارزون وقادة الفكر في مجال الأعمال والمجتمع. ونقدم في هذه المقالة بعض الموضوعات الأكثر بروزاً ونعرض وجهة نظرنا حول الكيفية التي يمكن بها للشركات الاستفادة من هذه التوقعات لتكوين منظور واكتساب ميزة على الشركات الأخرى.

ما الذي تشير إليه توقعات عام 2022؟

أكثر من نصف التوقعات التي استعرضناها كانت ناجمة عن الجائحة أو تسارعت نتيجة لها. لكن هل ستظل هذه التغييرات باقية؟ من المتوقع عودة بعض الأمور إلى سابق عهدها مع انحسار الجائحة، مثل عدم التيقن إزاء الاقتصاد الكلي ونقص العمالة/المواد الخام. وتعكس تغييرات أخرى، مثل الاعتماد السريع لنماذج الأعمال الرقمية، الكيفية التي غيرت بها الجائحة الوضع الراهن.

ربما ليس غريباً أن تكون التوقعات المتباينة للغاية هي تلك المتعلقة بالظواهر الجديدة المعقدة في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مثل ما إذا كنا نتجه إلى فترة سنشهد فيها قدراً أكبر أم أقل من العولمة أو عدم المساواة أو الاستقطاب.

التوقعات العشرون التي فحصناها

تم اختيار هذه التوقعات لأنها تشمل وجهات نظر معلقين بارزين وخبراء وقادة الفكر في مجال الأعمال التجارية والسياسات والمجتمع والرعاية الصحية والتكنولوجيا ومستمدة من مجموعة متنوعة من المنشورات التي تحظى بالتقدير.

"العالم في عام 2022"، مجلة "ذي إيكونومست" (Economist).

"توقعات عظيم أزهر للتوجهات في عام 2022: ويب 3.0 وتكنولوجيات الخيال العلمي والميتافيرس"، النشرة الإخبارية "إكسبونينشيال فيو" (Exponential View) التي يقدمها عظيم أزهر.

"الاستعداد لعام 2030"، عظيم أزهر.

"توقعات لعام 2022"، سكوت غالواي.

"10 توقعات للمستقبل القريب بشأن التكنولوجيا"، سكوت بيلسكي.

"توقعات للأعمال التجارية والمجتمع في عام 2022"، "معهد آسبن" (Aspen Institute).

"توقعات للعام المقبل وضعها 8 من أبرز الرؤساء التنفيذيين"، مجلة "تايم" (Time).

"الأحداث العلمية المرتقبة في عام 2022"، مجلة "نيتشر" (Nature).

"22 توقعاً لعام 2022، والسبب في أن هذا العام هو نقطة تحول بالنسبة إلى مالكولم غلادويل"، مجلة "فوربس" (Forbes).

"10 توقعات للعقد القادم. الجزء الثاني: استشراف المستقبل"، النشرة البريدية (The Future Does Not Fit in the Containers of the Past).

"أهم 10 توقعات في مجال الرعاية الصحية لعام 2021"، شركة "فروست آند سوليفان" (Frost & Sullivan).

"توقعات لعام 2022: "ما هي أكبر التحولات في مجال الرعاية الصحية؟"، "المنتدى الاقتصادي العالمي" (World Economic Forum).

"استشراف عام 2022: "توقعات 12 مسؤولاً تنفيذياً في مجال الرعاية الصحية"، شركة "فيرس هيلث كير" (Fierce Healthcare).

"10 توجهات مرتقبة في قطاع الرعاية الصحية في عام 2022"، شركة "آتش سي 1" (hc1).

"التوجهات العالمية في عام 2040: عالم يزداد التنازع عليه"، "مجلس الاستخبارات الوطني الأميركي" (U.S. National Intelligence Council).

"توجهات وبحوث عالمية في مجال التعليم لعام 2022، "معهد بروكينغز" (Brookings Institute).

"أكبر توجهات التعليم في عام 2022"، شركة "إد بازل" (EdPuzzle).

"22 شيئاً قد نشهدها في عام 2022"، منصة "فوكس" (Vox).

"النمو العالمي سيتباطأ خلال عام 2023، ما يزيد خطر الهبوط الحاد في الاقتصادات النامية"، "البنك الدولي" (World Bank).

"تعقب عملة البنك المركزي الرقمية"، "المجلس الأطلسي" (Atlantic Council).

"11 توجهاً ستغير طبيعة العمل في عام 2022 وما بعده"، "هارفارد بزنس ريفيو".

جمعنا بعض الموضوعات التي ظهرت من خلال استعراضنا للتوقعات وصنفناها في 5 فئات، ورتبنا التوقعات داخل كل فئة من الأعلى إلى الأدنى في درجة التقارب.

الأعمال التجارية/الماليات

  • سيعرّض نقص المواد الخام والعمالة الناجم عن الجائحة سلاسل التوريد للخطر في البداية، لكن ستعود الأمور إلى طبيعتها مع تكيف الشركات والمستهلكين.
  • ستظل سوق العمالة محدودة نظراً إلى ما سببته الجائحة من استقالات وتخفيض في عدد الموظفين وزيادة معدل دورانهم بسبب زيادة تنقلهم.
  • ستزداد استعانة الشركات بتكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والأتمتة من أجل 1) تلبية الطلب في مواجهة نقص العمالة. 2) تطبيق تكنولوجيات التصنيع التكيفية. 3) وإيجاد حلول جديدة للتحديات التي تواجه العملاء.
  • سيتوقع المستهلكون تخصيص تجاربهم وستستفيد الشركات من التكنولوجيا لبناء تجارب مخصصة على نطاق واسع (في مجال الموسيقى والأنظمة الغذائية، على سبيل المثال).
  • ستظل نماذج العمل المرنة قائمة، خاصة بالنسبة إلى أصحاب المهارات المعرفية، حيث يخطط أكثر من 90% من أصحاب العمل لاستخدام نموذج عمل هجين مع هؤلاء الموظفين.
  • ستظل معدلات التضخم مرتفعة في عام 2022، حتى مع رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة بينما تنتظر تكيف الاقتصاد والعمالة وسلاسل التوريد. وسينصب تركيزها على تجنب الدخول في دوامة الأجور والأسعار.
  • ستتلاشى أسهم "الميم" (meme stocks) بعد عامين من التقلبات، وستُعاد مواءمة تقييمات السوق (خاصة في مجالي التكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية) مع أساسيات الأعمال.
  • ستنتشر العملات الرقمية والعملات المشفرة مع إصدار البنوك المركزية عملات رقمية خاصة بها.

المجتمع/الثقافة

  • سيتحول "كوفيد" إلى مرض مستوطن، مع تفشيه من حين لآخر وظهور متحورات جديدة بصورة متكررة، حتى مع امتداد التغطية باللقاحات إلى الأسواق الناشئة وإعطاء اللقاحات إلى فئات عمرية مختلفة.
  • سيتزايد قلق المستهلكين والقطاعين العام والخاص إزاء إزالة الكربون. فمع تفاقم الكوارث المناخية، سيعتمد العملاء خيارات أكثر استدامة (على سبيل المثال، اللحوم النباتية والشراء الدائري/المحلي والتصنيع الأخلاقي)، وسيُنظر إلى الاستدامة على أنها جزء لا يتجزأ من الأعمال.
  • سيدعم العمل المرن الهجرة المستمرة من المراكز الحضرية الكبيرة (مثل نيويورك أو سان فرانسيسكو) إلى الضواحي والمدن التي يتراوح عدد سكانها بين 50 ألف و100 ألف.
  • سيستمر تحول رأس المال من العقارات التجارية إلى العقارات السكنية، نظراً إلى انخفاض أسعار إيجار المكاتب (بنسبة 15% في سان فرانسيسكو) وزيادة عدد المكاتب الشاغرة (بنسبة 20% في سان فرانسيسكو) .
  • ستكون إعادة النساء والأشخاص المنتمين إلى الفئات غير الممثلة تمثيلاً كاملاً إلى قوة العمل أولوية رئيسية بالنسبة إلى الشركات والدول لتلبية الطلب وتعزيز التنوع والإنصاف والشمول.
  • ستتفاقم التفاوتات الاقتصادية التي ازدادت خلال الجائحة بسبب التأثير غير المتناسب للتضخم.

الرعاية الصحية/التعليم

  • استمرار الرقمنة في مجال الرعاية الصحية (على سبيل المثال، العلاجات الرقمية والأجهزة القابلة للارتداء وإنترنت الأشياء والرعاية عن بُعد والسجلات الصحية الرقمية القابلة للتشغيل البيني، وما إلى ذلك) سيجعل رعاية المرضى أكثر تخصيصاً وترابطًا ودقة.
  • سيتسارع تطبيق اللامركزية في تقديم الرعاية الصحية بسبب الجائحة (على سبيل المثال، الرعاية الصحية عن بُعد والاختبار المنزلي، وما إلى ذلك).
  • سيتسارع التحول إلى الرعاية القائمة على القيمة مع قيام الدافعين والأنظمة الصحية بوضع نماذج جديدة للرعاية لتحقيق نتائج أفضل بتكلفة أقل من خلال التصرف في مرحلة مبكرة للوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاج المرضى.
  • ستظل الفصول الدراسية الهجينة والتعلم عبر الإنترنت قائمة مع استخدام 24% من المدارس الأميركية نماذج هجينة في عام 2021-2022.
  • سيصبح التعليم والتوظيف أكثر تواؤماً، مع محاولة أصحاب العمل الاحتفاظ بالعاملين وتحسين مهاراتهم. إذ سيصبح "التعليم من أجل التوظيف" (Eduployment)، أو التعليم الذي يلبي احتياجات مشروع/وظيفة/حرفة، أكثر شيوعاً.

العلوم/التكنولوجيا

  • ستنتشر تكنولوجيات الفضاء من خلال المبادرات الممولة من القطاعين العام والخاص. على سبيل المثال، خططت اليابان والهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا لإرسال 5 بعثات إلى القمر في عام
  • ستكتسب تطبيقات إنترنت الأشياء اللامركزية زخماً، بدعم من اتصالات وحوسبة الحواف (edge connectivity and computing).
  • سيستمر تسارع وتيرة الاستثمار في تكنولوجيا المناخ، لا سيما في مجالات مثل الطائرات الكهربائية وتكنولوجيا البطاريات وتكنولوجيا الانبعاثات السلبية.
  • ستكتسب عمليات (الانشطار والانصهار) النووي زخماً كمصدر للطاقة النظيفة.
  • سيحفز نجاح لقاحات "كوفيد" الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية للجيل القادم من العلاجات (على سبيل المثال، العلاج الجيني، و"الحمض النووي الريبوزي المرسال" (mRNA)، والعلاج بالخلايا، وما إلى ذلك).
  • سيصبح الميتافيرس والواقع المعزز/الواقع الافتراضي أكثر شهرة، لكن اعتمادهم على نطاق واسع سيكون محدوداً.
  • سيستمر الاستثمار الخاص في تقنية "ويب 3" (Web3) لبناء منصات وتحسين قابلية التوسع وسهولة الاستخدام، ولكن لن يكون له تأثير فوري يذكر.
  • سيكون هناك تقدم كبير في الحوسبة الكمية، مدفوعاً بالاستثمار المستمر.

الجغرافيا السياسية

  • سيواصل التناحر بين الولايات المتحدة والصين تشكيل المشهد الاقتصادي والجغرافي السياسي.
  • ستتفاقم الصراعات الجغرافية السياسية بسبب التقلبات التي تشهدها الاقتصادات القائمة على الوقود الأحفوري، تأثراً بإزالة الكربون.
  • الاستقطاب الاجتماعي الذي كان قائماً، والذي تفاقم بسبب الجائحة، سيجعل البيئات السياسية أكثر اضطراباً.
  • سيؤدي ظهور العولمة المتعددة الأقطاب إلى زيادة المناطق ذات المصالح المتضاربة، ما يزيد من خطر نشوب صراع عالمي، كما نرى حالياً في أوكرانيا وكما قد نرى في الشرق الأوسط وبحر الصين الجنوبي.

كيف تستخدم التوقعات لصالحك؟

فيما يلي 6 طرق يمكن لقادة الشركات من خلالها استخدام التوقعات القابلة للخطأ لاكتساب رؤى فعالة.

1. انظر إلى توقعات عديدة وليس إلى توقع واحد.

تشير الدراسات إلى أن الحكم الفردي للخبير لا يكون أفضل من التخمين العشوائي في الغالب، في حين أن الجمع بين عدة أحكام مستقلة من المرجح أن يسفر عن إجابة دقيقة. لذا فإن النظر إلى التوقعات في مجملها يمكن أن يكشف عن حكمة الجمهور.

2. ابحث عن المتغيرات الأساسية.

حتى في حالة انتشار التوقعات، يمكن أن تشير مجموعة منها إلى مجموعة مشتركة من المتغيرات المهمة أو التوجهات الأساسية.

3. ابحث عن مواطن التقارب والتباين.

يمكن النظر إلى التوقعات المتقاربة للغاية على أنها تصورات مستقبلية يُحتمل حدوثها، لوضع رهانات بشكل متحفظ. وفي المقابل، يمكن النظر إلى التوقعات المتباينة على أنها تصورات مستقبلية بديلة لوضع رهانات غير مألوفة، بالنظر إلى أن التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية لا يتوقعها الآخرون أو التعجيل بحدوثها له قيمة كبيرة.

4. ابحث عن الفرص غير المستغلة.

ما هي الموضوعات الغائبة بشكل ملحوظ عن النقاشات العامة؟ يمكن أن يتيح لك تحديد هذه الموضوعات العثور على الفرص غير المستغلة التي يمكن لأصحاب السبق في اغتنامها تحقيق مكاسب، والتي تمنحك القدرة على تشكيل الفرص المستقبلية لصالحك.

5. انظر إلى الكيفية التي تشكل بها التوجهات المتوقعة طبيعة الميزة التنافسية.

غالباً ما تتوقف التوقعات عند التنبؤ بما سيحدث. لذا، اذهب إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال التفكير في التأثير الضمني للتوقعات على الكيفية التي ستتنافس بها الشركات. وفكر أيضاً في كيفية حفاظ شركتك على ميزتها التنافسية وفي طرق  تكييف استراتيجيتك لمواكبة ذلك.

6. قيِّم مدى استعداد مؤسستك للمستقبل.

قيِّم مدى استعداد مؤسستك ومرونتها لسيناريوهات مستقبلية مختلفة بناءً على التوقعات، مع أخذ تلك ذات التأثير الكبير في الاعتبار، حتى لو كانت احتمالات حدوثها منخفضة. ويمكن أن تساعد مواطن التباين في تحديد السيناريوهات التي يجب أن تضعها.

كثيراً ما يُساء فهم التوقعات ولا يُستفاد منها، لكنها يمكن أن تكون أداة قوية إذا دُرست بشكل دقيق ومدروس. إذ قد يكتسب المسؤولون التنفيذيون الذين يكتشفون الحقائق الخفية داخل التوقعات الخاطئة فهماً أفضل للحاضر ويرون المؤشرات المبكرة للمستقبل، ما سيساعدهم على اكتساب ميزة تنافسية والحفاظ عليها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي