3 خطوات مهمة للحفاظ على التوازن بين حياتك العملية والشخصية

3 دقائق
التوازن بين العمل والحياة الشخصية
shutterstock.com/Black Salmon

هل تبدو 168 ساعة الكثير من الوقت؟ لدينا جميعاً 168 ساعة في الأسبوع، بما يشمل ساعات النوم. أود أن أطرح سؤالاً على رواد الأعمال، كيف توزّعون هذا الوقت بين عملكم وحياتكم الشخصية؟ في المرة الأخيرة التي بحثت فيها عن هذا الموضوع، أسفر بحثي على موقع أمازون الإمارات (amazon.ae) عن أكثر من 10 آلاف كتاب عن التوازن بين العمل الحياة الشخصية تشمل كتاباً نشرته هارفارد بزنس ريفيو. وقد كُتِب على الغلاف: ضع حدوداً، وأدِر الطلبات المتعارضة، وكن منتبهاً. لم أقرأ الكتاب، لذلك لا يمكنني أن أوصي بقراءته، لكنني أعتقد أن العبارات الثلاث التي كُتبت على الغلاف تبدو مهمة للغاية.

بالطبع يمثّل التوازن بين الحياة الشخصية والعمل تحدياً لكل مسؤول تنفيذي مشغول، ولكنه بالغ الأهمية بوجه خاص لرواد الأعمال. فما الفَرق بين شخص وآخر؟ عادة ما أوضِّح ذلك من خلال شرح مدى الاختلاف الذي شعرت به عندما انتقلت من منصب الرئيسة التنفيذية لشركتي الخاصة إلى عميدة كلية إدارة أعمال.  في المنصب الأول، كان مكتبنا في لندن يضم نحو 25 شخصاً وإيجاره 150 ألف جنيه إسترليني سنوياً، أما في المنصب الثاني، فقد كنت أقود 130 شخصاً وكان إيجار المبنى 650 ألف جنيه إسترليني سنوياً. ولكن عندما انتقلت من وظيفة إلى أخرى، شعرت أن عبئاً كبيراً انزاح عن كاهلي، على الرغم من عبء المسؤولية الذي بدا أكبر بكثير. فما السبب في ذلك؟ لأنه على الرغم من أنني كنت أقود عدداً أقل من الأشخاص وأدفع إيجاراً أقل بكثير عندما كنت رائدة أعمال، فإنني كنت مسؤولة عن كل شخص من الـ 25 شخصاً، وعن كل بِنس من مبلغ الإيجار. إذا لم أعمل بجد بما فيه الكفاية، فقد يفقد هؤلاء الأشخاص الـ 25 وظائفهم، وقد كنت أعرف كل واحد منهم جيداً وأقنعتهم بالعمل معي، ودفعت بعضهم إلى ترك وظائفهم في شركات أكبر وأقوى مالياً. كنت ضامنة لعقد الإيجار، وبالتالي إذا لم يُدفع الإيجار يَحق للمالك مقاضاتي، بل وإجباري على بيع منزلي لدفع الإيجار. أما في كلية إدارة الأعمال، فقد كان المالك هو الجامعة الأم، لذلك إذا غادرت، فستواصل دفع الإيجار، ولن أتحمل أي مسؤولية شخصية، وسيحتفظ جميع الموظفين بوظائفهم، وستبحث الجامعة ببساطة عن عميد آخر وستستمر في دفع الإيجار من إيرادات الرسوم الدراسية التي تجلبها كلية إدارة الأعمال.

من الصعب للغاية على رواد الأعمال أن يضعوا حدوداً. هل ستفكر في كيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية عندما تحاول تنفيذ فكرة جديدة أو توسيع نطاق أعمالك الناشئة؟ بالتأكيد سيكون عملك هو حياتك. هذه هي نصيحتي الأولى: توقف عن التفكير في كيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وابدأ التفكير في كيفية تحقيق التوازن في حياتك عموماً. لنَعد إلى تلك الـ 168 ساعة، كيف يجب أن توزعها؟ نصيحتي دائماً هي أن تحدد كتابياً طريقتك المفضّلة في العمل، مع وضع حدودك، والتأكد من أنك وزعت تلك الساعات على كل مَن حولك (بما يشمل عائلتك بالطبع). أعددت مستنداً وسمّيته "العمل مع هيذر" يوضح أموراً مثل أنه يسعدني تلقي الرسائل الإلكترونية والنصية في المساء وعطلات نهاية الأسبوع، ولكن قد لا أردّ عليها حتى بداية يوم العمل ما لم يكن الأمر متعلقاً بـ (أ) عميل جديد محتمل أو (ب) أحد أفراد عائلتي.

من السهل إدارة الطلبات المتعارضة لجميع أصحاب المصالح إذا حددتهم.  عندما كنت رائدة أعمال، وضعت أصحاب المصالح في قائمة طويلة تضم موظفيي وعملائي ومدراء البنوك (الذين أتعامل معهم والذين تتعامل الشركة معهم) وعائلتي وأصدقائي، وما إلى ذلك، ونفسي. نعم، أدرجت نفسي على هذه القائمة.   وسار ابني على خطاي خلال مساره في ريادة الأعمال، إذ تشمل أعماله مطعماً (صُنِّف للتو من أفضل 100 مطعم محلي في المملكة المتحدة) ومقهى. وقد حقق كل هذا في أثناء زواجه وإنجاب طفله الأول. أراقبه من بعيد وهو يُسحَب إلى اتجاهات متعددة (وعلى عكس أعمالي، هذا العمل يستغرق 60% على الأقل من تلك الساعات الـ 168). أفضل نصيحة يمكنني تقديمها له هي التأكد من إدراج نفسه في قائمة أصحاب المصالح. فصحتاه (النفسية والجسدية) هما اللتان ستمدانه بالقوة خلال السنوات التي يبني فيها شركته، هو وكل رائد أعمال. يجب أن تستثمر في نفسك. هل تتذكر آخر مرة استمعت فيها إلى تعليمات السلامة على متن طائرة؟ يقولون: ضع قناع الأوكسجين الخاص بك أولاً قبل مساعدة الآخرين. هذا لأنك ستكون أكثر فعالية بكثير إذا كنت في حالة جيدة.

الاقتراح الأخير هو أن تكون منتبهاً، وهو ما أتفهّمه أيضاً. عندما حدث الركود المالي في عامَي 2008 و2009، كانت هذه الفترة عصيبة للغاية على أعمالي، لكننا نجحنا في تجاوزها دون خسائر كبيرة (وكنا ندفع الإيجار دائماً!). من الأمور التي حرصت على فعلها: تخصيص بعض الوقت لنفسي، وقد درست وحصلت على رخصة طيار خاص. كانت الساعة التي أقضيها، أو الساعتان، في كل عطلة نهاية الأسبوع في الجو، أو في الدراسة مساءً، هي الوقت المخصص لنفسي. وكانت تصرف ذهني عن التفكير في أي شيء آخر. كان هذا الأمر يستغرق نحو 5 ساعات في الأسبوع من الـ 168 ساعة، ولكن خلال تلك الساعات الخمس، أكون منتبهة تماماً، وعندما أترك الكتاب أو أهبط بالطائرة وألتقط هاتفي مرة أخرى، أشعر أنني بكامل نشاطي وحيويتي. وينطبق الشيء نفسه على مشاهدة أطفالك وهم يمارسون الرياضة أو الذهاب مع عائلتك في نزهة، إذ يجب أن تمنحهم كامل اهتمامك لساعة واحدة، مع وضع هاتفك بعيداً، حتى ولو لفترة قصيرة. فأفضل استثمار يمكن لأي رائد أعمال أن يجريه هو توزيع الـ 168 ساعة بطريقة متوازنة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي