كيف تتمتع بشخصية القائد الجذابة؟

2 دقائق
shutterstock.com/Olivier Le Moal

تعزز الكاريزما قدرة القائد على إلهام الناس وإقناعهم بقيادته. على الرغم من أن الكاريزما في حد ذاتها هي السمة البراقة التي تلفت الأنظار وتجذب الانتباه، لكنها ليست الجوهر الأساسي للشخص. وفقاً لما يفترضه علماء السلوك، يأتي هذا البريق غالباً مما يريد الناس رؤيته؛ إذ إنه انعكاس لذواتهم. أما المضمون فيأتي من القائد نفسه. من منظور تجاري، تُعد الكاريزما أداة مهمة لجذب انتباه العملاء وفتح باب التفاوض، لكن إتمام الصفقة يعتمد على مهارة القائد.

إليك بعض الاقتراحات لتطوير الكاريزما، أو على الأقل لإبراز شخصيتك.

اعرف نفسك

إن أحد الأسباب التي تجذبنا نحو القادة يتمثل في الثقة التي يُظهرونها؛ إذ تنبع هذه الثقة من الإحساس بالذات. فهم يعرفون أنهم على مستوى المهمة الموكلة إليهم ويتوقون إلى تنفيذها. والأفضل من ذلك، يمكن أن يمنحك القادة شعوراً بقدرتهم على تنفيذ المهمة وتحقيق الأهداف، وذلك بفضل الكاريزما التي يتمتعون بها. بالإضافة إلى أنهم يُشعرونك بأنك عامل مهم ومساعد في ذلك. إن جملة "لا تسأل ماذا يمكن أن يفعل بلدك من أجلك، بل اسأل ماذا يمكنك أن تفعل من أجل بلدك" ليست مجرد جزء من خطاب سياسي عظيم. بل كانت دعوة وجهها الرئيس السابق جون كينيدي للجيل الجديد من المواطنين للتحرك والعمل بنشاط لخدمة وطنهم.

تدرب على التحدث أمام الجمهور

القيادة عبارة عن فعل عام؛ إذ تعني الوقوف أمام الجمهور والقدرة على تقديم ما لديك لإيصال رسالتك. ستتحدث غالباً أمام مجموعات صغيرة، ما لم تكن من كبار رجال الأعمال أو السياسيين، لكن بغض النظر عن حجم الجمهور، يجب أن تتحدث بما تملكه من معرفة وثقة.

كن متواضعاً

ربما يبدو هذا الأمر مناقضاً لمفهوم الكاريزما، لكنه ليس كذلك. القادة الذين يتألقون ويتميزون بالكاريزما عند مخاطبة الجماهير وفي الوقت نفسه يتحلون بالتواضع عندما يتحدثون أو يستمعون في المحادثات الفردية هم الذين يلهمون الولاء. في كثير من الأحيان، عندما نتحدث عن الشخصيات العظيمة، سواء كانوا رجالاً أو نساء، نسمع أتباعهم يعبّرون عن شعورهم بالاهتمام الكامل والتركيز الكامل عندما يكونون في حضرة هؤلاء القادة. هذه هي الكاريزما العكسية، أي أن تمنح الشخص الآخر شعوراً بأنه مميز. لذلك، فإن القدرة على إنشاء تواصل شخصي مع الأفراد هي أحد الجوانب القيّمة للكاريزما.

على الرغم من أن الكاريزما ربما تكون صفة مرغوبة بشدة، لكنها تحمل جانباً سلبياً أيضاً. كما يشير زيرنيك (Zernike) إلى أن الكاريزما يمكن أن تتحول إلى ما يسمى "عبادة الشخصية" (the cult of personality). يتطلب الإلهام الحقيقي والفعّال جهداً وعملاً مستمراً، بدلاً من الاعتماد على الطموح والأماني فقط.

في نهاية المطاف، يُحكم على القادة من خلال النتائج التي يحققونها. إذا قُيّمت النتائج بأنها جيدة، سيكون الناس سعداء. أما إذا كانت سيئة، سيشعر الناس بالإحباط، بغض النظر عن مدى وسامة القائد أو مظهره أو قدرته على الإلهام. على الرغم من أن الكاريزما سمة مستحسنة، لكنّ عدم وجودها لا يحكم على القائد بالفشل.

هل تمكنت من تطوير الكاريزما التي تمتلكها؟ هل تمكنت من النجاح على الرغم من عدم امتلاك الكاريزما؟ أخبرنا بذلك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي