خلال الرحلة، أعطى كمال رأيه الصريح عن كل شخص في المكتب. يتذكر جابر قائلاً: "أعني فعلياً كل شخص في المكتب، بدءاً من أعضاء السكرتاريا إلى كبار المسؤولين فيه، حتى أنه أخبرني عن قناعته بضرورة طرد مدير المكتب من منصبه". بقي جابر صامتاً أغلب الوقت الذي كان فيه زميله يسهب في الكلام، لكنه أصيب في سره بالذعر مما كان يسمعه.
لم يمضِ وقت طويل حتى اتضح لجابر أن كمال كان يحاول ضمه إلى "معسكره" في صراعات المكتب الداخلية، ومنذ إجراء تلك المحادثة فصاعداً بقي جابر متيقظاً، غير واثق بالبعض من زملائه الجدد الآخرين، ومتوخياً الحذر فيما يقوله عن الثرثار المخضرم. نتيجة لما سلف يقول جابر عن كمال: "لقد ساعدني فعلياً على تفادي بعض الألغام"، لكنها كانت بداية صاخبة لعمله الجديد.
مررت
اترك تعليق