للتغلب على خوفك من المخاطرة، التفكير في الإيجابيات والسلبيات هو الحل

2 دقائق
التفكير في الإيجابيات والسلبيات
خوان مويانو/ستوكسي

ملخص: وجد المؤلفون، من خلال إجراء سلسلة من التجارب، أنه يمكن للأشخاص التغلب على خوفهم من الرفض من خلال التفكير في إيجابيات وسلبيات ما يريدونه. بينما تشير البحوث السابقة (والحدس) إلى أن الأشخاص يطلبون ما يريدون إذا فكروا في إيجابيات حصولهم عليه، فإن هذا البحث يُظهر أن التفكير في السلبيات أيضاً يعطي دفعة قوية من خلال جعل احتمالية الفشل في الحصول على ما يريدون أقل خطورة.

 

غالباً ما نصل في حياتنا إلى مفترق طرق حيث نخاطر برفض طلبنا؛ على سبيل المثال، رفض طلب الحصول على ترقية أو طلب التفاوض على شروط وظيفة جديدة. لكن في بعض الأحيان يكون خطر الرفض كبيراً للغاية لدرجة أن بعض الناس لا يحاولون حتى طلب ما يريدون. وبالتالي تضيع فرصة العمل ولا يحصلون على ترقية وزيادة في الراتب. يمكن أن يكون تأثير هذا مهولاً، فالفرص الضائعة تتراكم وتتضاعف. إذاً، ماذا لو كانت هناك طريقة لجعل الرفض أقل إخافة؟

هناك طريقة بالفعل، ألا وهي: التفكير في أشياء متناقضة.

يشير بحثنا الجديد إلى أن التفكير في الإيجابيات والسلبيات (أي الأمور المتناقضة) يمكن بالفعل أن يجعل الأشخاص أكثر ميلاً إلى المخاطرة بالرفض. والسبب بسيط: التفكير في الإيجابيات والسلبيات يجعل احتمالية الفشل في الحصول على ما تريد تبدو أقل خطورة.

في دراستنا الأولى، طلبنا من الأشخاص وصف وظيفة أحلامهم، ثم تخيُّل أنها عُرضت عليهم، ثم التفكير في حزمة المزايا. ثم طُلب من نصفهم أن يفكروا في 3 إيجابيات للحصول على عدد أكبر من أيام الإجازات، بينما طُلب من النصف الآخر أن يفكروا في جانب إيجابي وجانبين سلبيين (أي أشياء متناقضة) للحصول على المزيد من أيام الإجازات. قدَّم الأشخاص أمثلة على الإيجابيات مثل "سيكون لدي المزيد من الأيام للاسترخاء" أو "سأقضي المزيد من الوقت مع عائلتي"، وعلى السلبيات مثل "قد يتراكم العمل" أو "قد يفوتني العمل على أحد المشاريع في أثناء غيابي". ثم سألناهم عما إذا كانوا يريدون التفاوض على عرض العمل المقدَّم لهم. والنتيجة هي أن الأشخاص الذين فكروا في جانب إيجابي وجانبين سلبيين كانوا أكثر استعداداً للتفاوض بشأن عرض العمل في وظيفة أحلامهم من الأشخاص الذين فكروا في الإيجابيات فقط.

وبالمثل، في دراسة أخرى، طلبنا من موظفين بدوام كامل ذكر الترقية التي يريدون الحصول عليها في مكان عملهم. ثم طلبنا من مجموعة من هؤلاء الموظفين التفكير في إيجابيات الحصول على هذه الترقية، وطلبنا من مجموعة أخرى التفكير في سلبيات الحصول عليها، وطلبنا من مجموعة ثالثة التفكير في كل من الإيجابيات والسلبيات. كان الموظفون الذين طُلب منهم التفكير في الإيجابيات والسلبيات (أي التفكير في أشياء متناقضة) أكثر استعداداً لطلب الترقية، بينما لم يختلف مستوى الاستعداد تقريباً لدى الموظفين الذين فكروا في السلبيات فقط والموظفين الذين فكروا في الإيجابيات فقط.

لماذا يُعد التفكير في أشياء متناقضة مؤثراً للغاية؟ نقترح أنه كالدرع الواقي من الخوف من التعرض للرفض، فهو يقلل الرغبة في الحصول على ما نريد بما يكفي لجعل النتائج السلبية أقل خطراً في نظرنا مع الحفاظ في الوقت نفسه على جاذبية النتيجة نفسها. وهذا لا ينطبق في السياقات المهنية فحسب، بل في سياق الحياة الشخصية أيضاً. ففي دراسة أخرى، طلبنا من أشخاص عازبين إخبارنا بمن يعجبون به من المشاهير، وتخيُّل أنهم التقوا للتو بشخص يشبه هذا الشخص كثيراً. وطُلب من المجموعة الأولى من هؤلاء الأشخاص التفكير في جانب إيجابي وجانبين سلبيين للقاء شبيه الشخصية المشهورة؛ أما المجموعة الثانية فطُلب منها التفكير في 3 إيجابيات للقاء هذا الشخص. وقد تَبين أن الأشخاص في المجموعة الأولى كانوا أكثر استعداداً من المجموعة الثانية لأنْ يطلبوا من هذا الشخص الخروج معهم في لقاء للتعارف.

الدرس المستفاد من بحثنا بسيط: عند الخوف من التعرض للرفض، فكر في إيجابيات وسلبيات الحصول على ما تريد. فمن خلال التفكير في أشياء متناقضة، ستجد نفسك أكثر استعداداً للتفاوض والتعبير عن رأيك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي