ملخص: أُجري مؤخراً استطلاع لرأي 2,000 موظف بدوام كامل في الولايات المتحدة حول تأثير موسم الإجازات على الإنتاجية، وكشف أن ما يُبقي الموظفين متحمسين ومنتجين خلال هذا الموسم ليس المال فقط؛ إذ إن للمرونة وفرص العمل عن بُعد دوراً محورياً أيضاً. العائق: لا يعمل المدراء على تهيئة البيئة المناسبة. ولذلك، لتهيئة شركتك للنجاح في العام الجديد، فكر في إغلاق أبواب المكتب لبضعة أيام إضافية خلال موسم الإجازات. إذا لم يكن من الممكن أن تغلق شركتك أبوابها لأيام إضافية، فمن المهم للغاية أن تقدم لموظفيك طرقاً بديلة للانفصال عن العمل وإعادة شحن طاقتهم، مثل منحهم مرونة أكبر في جداول عملهم ومواعيده. واحرص على تدريب المدراء على كيفية التعامل بإنصاف مع طلبات الحصول على الإجازات المدفوعة. في حين أنه لا يمكن للمدراء السماح لكامل أعضاء الفريق بأخذ إجازات دون دراسة الأمر، فبإمكانهم القيام بما هو أفضل من خلال إجراء محادثات صريحة مع موظفيهم بشأن الحصول على إجازات مدفوعة في مواسم الإجازات والرضا الوظيفي.
تُعد مواسم الإجازات من الأوقات الصعبة بوجه خاص على المؤسسات التي تسعى إلى الحفاظ على مستويات الإنتاجية الحالية على الأقل. ولكن كما نعلم جميعاً، فإن التزامات نهاية العام الإضافية، مثل مراجعات الأداء وإعداد التقارير المالية واحتفالات الإجازات، تطغى على الأسابيع الأخيرة من العام وغالباً ما تجعل الموظفين يواصلون العمل وهم منهكون إلى أن يحين موعد عطلتهم.
أجرينا في شركة ويست مونرو (West Monroe) استطلاعاً لرأي 2,000 موظف بدوام كامل في الولايات المتحدة لتحديد تأثير موسم الإجازات على الإنتاجية. وكشفت نتائجنا أن ما يُبقي الموظفين متحمسين ومنتجين خلال موسم الإجازات ليس المال فقط، ولكن تؤدي فرص العمل عن بُعد والمرونة التي يتيحها دوراً محورياً أيضاً. وإذا فهم المدراء ذلك بشكل جيد، فيمكنهم تهيئة البيئات المناسبة لجعل موظفيهم أكثر نجاحاً خلال هذا الوقت من العام.
وفيما يلي النتائج التي توصلنا إليها:
المدراء يصعّبون على مرؤوسيهم طلب الإجازات.
قال أكثر من نصف الموظفين (51%) إنهم لا يشعرون بالراحة تجاه طلب إجازة من مدرائهم خلال موسم الإجازات. ويقولون إن السبب الرئيسي هو أن مدراءهم يتوقعون منهم أن يكونوا متاحين للعمل في أثناء إجازتهم. وأحد الأسباب المحتملة لهذا التوقع هو أن وقت الإجازات يُعد أكثر أوقات السنة ازدحاماً بالأعمال، حسب ما ذكره 25% من المشاركين.
يزداد هذا الشعور بعدم الارتياح داخل القطاع المصرفي، فقد أخبرنا ما يقرب من ثلثي الموظفين (64%) أنهم لا يشعرون بالراحة تجاه طلب إجازة. وعلى النقيض، قال نصف الموظفين فقط الذين يعملون في قطاع الرعاية الصحية إنهم لا يشعرون بالراحة حيال ذلك.
العمل عن بُعد وإغلاق المكاتب يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.
قال أكثر من نصف الموظفين الذين شملهم الاستطلاع إن شركاتهم تسمح لهم بالعمل عن بُعد. ولم يكن هناك أي غموض حول فعالية العمل عن بُعد لدى هذه المجموعة من الموظفين. وقد أخبرتنا الغالبية العظمى من الموظفين (91%) أنهم يكونون منتجين بالقدر نفسه أو أكثر إنتاجية عند القيام بالعمل عن بُعد. لا عجب إذاً أنه عندما يتعلق الأمر بما يحتاج إليه الموظفون ليكونوا أكثر إنتاجية خلال موسم الإجازات، فإن القدرة على العمل عن بُعد جاءت في المرتبة الثانية بعد الحصول على علاوة أكبر في موسم الإجازات (الذي كان من المتوقع أن يأتي في المرتبة الأولى).
بالإضافة إلى العمل عن بُعد، وجدنا أن إغلاق المكتب لعدة أيام خلال موسم الإجازات له تأثير مباشر وإيجابي على الإنتاجية في المكتب. فقد أفاد الموظفون في المكاتب التي تغلق أبوابها في أيام إضافية بزيادة إنتاجيتهم خلال الوقت الذي يقضونه في المكتب فعلياً (42% مقارنة بـ 17% في المكاتب التي لا تغلق أبوابها في غير أيام الإجازات الرسمية).
مع دخول الشركات موسم الإجازات، من المهم أن يفكر القادة في أفضل السبل التي يمكنهم من خلالها تهيئة شركاتهم لتحقيق النجاح في العام الجديد مع التركيز على إنتاجية الموظف واندماجه في العمل. لدينا العديد من التوصيات، بناءً على البيانات المستخلصة من الاستطلاع وخبرتنا كخبراء استشاريين في قوة العمل في سوق عمل محدودة:
- أغلِق المكتب لأيام إضافية غير أيام الإجازات الرسمية، إذا كان ذلك ممكناً: يقول 45% من الموظفين إن مكان عملهم لا يغلق أبوابه في غير أيام الإجازات الرسمية. قد تدرس هذه الشركات تكلفة هذا الإجراء وتقرر أنها باهظة للغاية، ولكن ضع في اعتبارك العائد على الاستثمار. فقد أفاد الموظفون بزيادة رضاهم وإنتاجيتهم مع بداية العام الجديد. وفي سوق العمل المحدودة، هذا العائد على الاستثمار ملموس للغاية. وقد جربنا هذا في شركتنا، ونشهد فوائده عاماً بعد عام من حيث استبقاء الموظفين وإنتاجيتهم في الربع الأول من العام. لذا، إذا لم يكن من الممكن أن تغلق شركتك أبوابها لأيام إضافية خلال موسم الإجازات، فمن المهم للغاية أن تقدم لموظفيك طرقاً بديلة للانفصال عن العمل وإعادة شحن طاقتهم، مثل منحهم مرونة أكبر في جداول عملهم ومواعيده.
- فكر في إتاحة العمل وفق أوقات عمل مرنة، مع تقدير جهود موظفيك: خلال موسم الإجازات، يرغب 38% من الموظفين في تقليل المشتتات داخل المكتب حتى لا يشعرون أن عليهم العمل لوقت إضافي لإنجاز مهماتهم. ويريد آخرون الحضور إلى العمل والمغادرة مبكراً لقضاء المزيد من الوقت مع العائلة في أثناء موسم الإجازات. ولذلك فإن توفير المرونة في مواعيد العمل وجدوله لهؤلاء الموظفين خلال مواسم الإجازات يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية ورفع المعنويات بشكل كبير. والأمر نفسه ينطبق على إتاحة العمل عن بُعد؛ فبدلاً من أن يطلب الموظف إجازة مدفوعة طويلة لقضاء عطلة مع عائلته في مكان خارج المدينة، يمكنه العمل لمدة يومين عن بُعد مع الاستمتاع بوقته مع العائلة في المساء.
- قدِّم تدريباً أفضل يؤهل المدراء للتعامل مع موسم الإجازات: تسلط نتائجنا الضوء على فرصة لتحسين التدريب الإداري، وهو التدريب الذي يمكن أن يعد المدراء لقيادة الفِرق على نحو أفضل وإدارة المشتتات غير المرغوب فيها (مثل الكثير من الفعاليات والطلبات في موسم الإجازات) والتعامل بإنصاف مع طلبات الحصول على الإجازات المدفوعة. وكما أوضحنا في دراسة سابقة، هناك نقص في تدريب المدراء في هذا الجانب، إذ لم يتلقَّ أكثر من ثلث المدراء أي تدريب رسمي من أصحاب عملهم. وتُعد مواسم الإجازات فرصة لتغيير ذلك. في حين أنه لا يمكن للمدراء السماح لكامل أعضاء الفريق بأخذ إجازات دون دراسة الأمر، فبإمكانهم القيام بما هو أفضل من خلال إجراء محادثات صريحة مع موظفيهم بشأن الحصول على إجازات مدفوعة في مواسم الإجازات والرضا الوظيفي.
ليس من المفترض أن يتسبب موسم الإجازات في الإضرار بإنتاجية الموظف. إذا عملت على تهيئة البيئة المناسبة من خلال الاستماع إلى احتياجات الموظفين وتنمية مهارات المدراء لاتخاذ قرارات صائبة، ففي نهاية المطاف ستساعد موظفيك والشركة على تجاوز هذا الوقت المزدحم من العام بنجاح.