شارك
الرئيسية
4 دقائق 
سؤال من قارئ: أتعامل مع زميل صعب جداً، وأحتاج إلى رأي شخص آخر، انتقلت من العمل في الحكومة إلى قطاع الاستشارات في العام الماضي، وحتى الآن كانت الشركة رائعة، العمل صعب، التعويضات والمزايا جيدة، ومديري ومعظم زملائي رائعين. ولكن هناك استثناء واحد، إذ إن مديري يقلل من احترامي وهو مدير المشاريع الذي أعمل معه حالياً، فهو يتعامل بأسلوب مهين جداً ولا يبدي أي احترام تجاهي، ويصبح عدائياً جداً عندما أستخدم كلمات معينة، ويعنفني عندما لا أجيب عن أسئلته كما يرغب، أخبرت مديري عن هذه المشكلة مرتين، وعندما أخبره عنها تهدأ الأمور لفترة قصيرة ثم تعود إلى سابق عهدها، على ما يبدو، لدى مدير المشاريع هذا تاريخ في سوء السلوك معروف في الشركة، وقد تلقى توبيخاً من مسؤول الموارد البشرية من قبل، ولكن هذا كل شيء. سننهي مشروعنا قريباً، وسؤالي هو:
ما عساي أن أفعل لأتخلص من هذا المدير وتصرفاته؟ هل أطلب عدم العمل معه في المستقبل؟ ولكني لا أعلم إذا ما كان ذلك ممكناً، فنحن نعمل في مكتب صغير، وليس هناك سوى ثلاثة مدراء للمشاريع فقط وهو أحدهم، أم هل أقوم بترك الشركة إذا لم يتم حل هذه المشكلة؟ أنا بحاجة إلى النصيحة.
يجيب عن هذا السؤال:
دان ماكجين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
جينيفر غولدمان ويتزلر: أخصائية في علم النفس التنظيمي ومؤلفة كتاب "النتائج المثلى: حرر نفسك من النزاعات في العمل والمنزل والحياة" (Optimal Outcomes: Free Yourself from Conflict at Work, at Home, and in Life).
جينيفر غولدمان ويتزلر: أولاً، عندما أسمع أن الشخص يعامل الجميع بنفس الطريقة تكون نصيحتي الأولى هي ألا يؤخذ الأمر على محمل شخصي. والنصيحة الثانية هي أن يحاول إعادة توجيه السلوك إلى ذاك الشخص، حيث ينتمي. مثلاً، يمكن أن يقول له شيء مثل: "يا إلهي! أثار رد فعلك قلقي، أعرف أني لم أجب عن سؤالك كما كنت ترغب، ولكن يبدو رد فعلك أقسى مما توقعت، هل أنت بخير؟" هذا مثال عن إعادة توجيه غضب الشخص إلى نفسه، توجيه الانتباه والتركيز على الشخص نفسه بدلاً من لوم ذاتك واعتبار نفسك مخطئاً.
أليسون بيرد: كان حدسي الأول هو أنه يجب على صاحب السؤال إجراء محادثة مباشرة مع مدير المشاريع هذا. فقد لجأ للمدير المشرف، ولكن لا يبدو أنه قال لزميله هذا بصراحة: "أنا لا أحب طريقة معاملتك لي"، أو شيئاً ألطف قليلاً: "هل أنت بخير؟" ولكني أعتقد أنه يمكن اتباع استراتيجية "أخبره أولاً" في مكان العمل، وفقاً لما تقوله ديبورا غريسون رايغيل، إحدى المساهمين في هارفارد بزنس ريفيو.
جينيفر غولدمان ويتزلر: نرى هنا أن صاحب السؤال لا يرغب في إجراء المحادثة المباشرة مع مديره. فهو يفعل كل شيء آخر ويقترح القيام بأي أمر لتجنب هذه المحادثة المباشرة. ولا عجب في ذلك، فهي ليست أمراً ممتعاً. ولكني أشجع الجميع على إجراء هذه المحادثة. وهناك طريقة أخرى لإجراء هذه المحادثة، وهي أن تبين للشخص الآخر أثر سلوكه عليك، وأن توضح له أنه لن يحصل على ما يريد منك إذا استمرت ردود أفعاله تجاهك بهذه الطريقة.
دان ماكجين: تبدو الطريقتان اللتان تقترحان منطقيتين جداً، ولكنهما عبارة عن سؤال عما إذا كان الشخص بخير، أو وصف الشعور الذي تتسبب به معاملته، هل هناك حالات يكون فيها الشخص متنمراً اعتيادياً، ويتمثل الحل في الحكمة التقليدية التي تقول: إذا تعرضت للتنمر فأفضل حل هو مواجهة خصمك مباشرة برد فعل دفاعي؟
جينيفر غولدمان ويتزلر: جرب هذه الطريقة، لأن أي طريقة مختلفة عما فعلته من قبل تستحق المحاولة، وجديرة بالتجربة. أنصح دائماً بالقيام بما يكسر نمط ما كنت تفعله من قبل، ولكن يجب الحرص على أن يكون ما تفعله بنّاء. وإذا كنت ستقابل التنمر بتنمر، وهذا ما نراه في كل مكان هذه الأيام، فستتفاقم المشكلة ولن تتحسن.
أليسون بيرد: والأمر المثير للاهتمام أن أحد المساهمين في هارفارد بزنس ريفيو، مارك نيفينز، اقترح العكس، أي رد فعل لطيف تماماً، ألطف من سؤال "هل أنت بخير؟"، لأنه يحمل عدوانية سلبية نوعاً ما، ولا أن تقول: "اسمع، هذا الأسلوب لا يناسبني". بل يقترح تغيير الموقف التنافسي واتخاذ موقف تعاوني تماماً، ربما من خلال قول: "أتعلم، لا أشعر أننا نعمل معاً بفعالية كما يجب، ما رأيك، هل لديك أي فكرة حول ما يمكننا فعله كي نعمل معاً بصورة أفضل؟" أي طرح الكثير من الأسئلة المفتوحة. هل سيضع هذا الموقف صاحب السؤال في موقف أضعف من موقفه الحالي؟
جينيفر غولدمان ويتزلر: مارك نيفينز زميلي وصديقي، وتفاجأت كثيراً بسماع أنه قال ذلك. ولكن مجدداً، أقول إن الأمر يستحق المحاولة، ولكنه ليس أول ما سألجأ إليه. فالتعاون مع المتنمرين ليس ممكناً. ومن الجانب الآخر، هناك موقف لم نتحدث عنه بعد، وهو تجنب ذاك الزميل، كيف يمكننا تجنب العمل معه؟
أليسون بيرد: ولكن المؤسسة صغيرة جداً، ويبدو أنها تعاني من مشاكل كثيرة، لأن لديه تاريخ من السلوك المسيء ولم يتم تصحيحه، وهذا أمر يصعب إخفاؤه. ولذلك أشك أن استراتيجية تجنب التعامل معه ستجدي نفعاً، كما يجب أن نفكر بخيار مغادرة الشركة ببساطة.
جينيفر غولدمان ويتزلر: هذا مثال عما يحدث عندما لا تتعامل مع مشكلة السلوك فور ظهورها، هذا الشخص يمارس التنمر على كثير من الموظفين في هذه المؤسسة، ويمكننا تخيل أثر هذا السلوك على ثقافتها وعلى قدرة الموظفين على إنجاز أعمالهم فيها. ولا يبدو أن المؤسسة تتعامل مع الأمور بطريقة جيدة. من سيرغب في العمل في مكان كهذا؟ وفوق كل هذا، نعلم أن صاحب السؤال يخطط لمغادرة الشركة، ويبدو أنه صاحب أداء متميز، ما الذي سيحدث عندما لا نعتني بهذا النوع من السلوك الإداري؟
دان ماكجين: بما أنه حاول اتخاذ جميع الإجراءات المنطقية في سبيل معالجة المشكلة، فهل هناك أي شيء يستحق أن نطلب منه عدم المغادرة لأجله؟ يبدو أنه يحاول تنفيذ إجراءات ضمن قائمة السلوك المنطقي، وسيكون آخر خيار هو البحث عن وظيفة أخرى. هل هذه الطريقة مناسبة للتفكير بالأمر؟
جينيفر غولدمان ويتزلر: إذا كان بإمكان صاحب السؤال مغادرة الشركة والحصول على عمل جديد بسهولة أكبر مقترنة بالسعي لتقديم مساعدة يحتاج إليها زميل يعتبر متنمراً في المؤسسة، فأنا أفضل أن يغادر فحسب.
دان ماكجين: إذاً، نقول له ألا يأخذ الأمر على محمل شخصي، فالمشكلة تكمن في زميله، وهو يتعامل مع الجميع بهذه الطريقة. لقد اتخذ صاحب السؤال الخطوات الصحيحة، إذ تحدث إلى المدير المشرف، وحاول ألا يستلم عملاً مع هذا الشخص. والخطوة التالية هي أن يحاول التصرف حيال تنمر زميله بصورة فورية، وأن يجري محادثة معه عندما يتعامل معه بعدوانية.
"لماذا تتعامل بهذه العدوانية؟ هل أنت بخير؟ أخبرني ما المشكلة". لا أحد يحب إجراء هذه المحادثات المباشرة، ولكن يبدو أنها أفضل ما يمكن فعله بعد كل ما سبق. يبدو هذا الزميل متنمراً كلاسيكياً، وقد تكون هناك حاجة لمجابهته. وقد تكون محاولة تغيير طبيعة التعامل بينهما أفضل طريقة الآن. وفيما يتعلق بمغادرة الشركة، إذا كان التعامل مع هذا الشخص يومياً سيضرك شخصياً، وإذا كان بإمكانك العثور على فرص أفضل في أماكن أخرى، فلا تتردد، وهذه هي إجابة سؤالك المتعلق بالفكرة التالية وهي: مديري يقلل من احترامي.
اقرأ أيضاً: