هل تشعر بالإحباط في عملك، وخصوصاً قبل مغادرتك إلى المنزل؟ يشعر معظمنا بهذا الشعور بين الحين والآخر. ماذا يمكننا أن نفعل للتخلص من هذا الشعور.
جرّب ما يفعله الغطاسون ذوو الروح التنافسية، اصعد على لوح القفز ونفِّذ حركة غطس تتفوق بها، واعتبرها نهاية يوم عملك.
تلقّت ابنتي هذه النصيحة عندما كانت تتبع دورة غطس في الجامعة. وقد كانت لاعبة غطس ذات روح تنافسية في سنوات مراهقتها وعادت الآن لممارسة هذه الرياضة وتواجه صعوبة في العودة إلى مستواها السابق. الغطس رياضة تتطلب مزيجاً من القوة البدنية والموهبة الفريدة، بالإضافة إلى قوة الأعصاب والإرادة.
في أحد الأيام، يئست ابنتي من المحاولة وكانت على وشك مغادرة الدورة، وحينها اقتربت منها مدربتها وقالت: "يمكنك المغادرة الآن إذا أردت، ولكن بدلاً من المغادرة في حالة من الإحباط، لماذا لا تنهين تدريبك اليوم بقفزة غطس تبرعين بها!". اتبعت ابنتي نصيحتها وانتهى التدريب وهي تشعر بتحسن كبير في ثقتها بنفسها وبقدراتها.
وهو بالضبط ما يتعين علينا فعله في نهاية يومنا المحبط. ليس من المستغرب أن تسوء الأمور، سواء نتيجة لأخطائنا أو أخطاء الآخرين، أو نتيجة لخطأ في النظام أو عملية فاشلة. ومهما كان السبب، نصاب بالتوتر أحياناً. ولمنع هذا التوتر من إفساد أمسيتنا أو يومنا المقبل، من مصلحتنا أن نعثر على طرق للتخلص منه. وعلينا اتخاذ الخطوة الأولى في أثناء العمل قبل العودة إلى المنزل. وإليكم بعض المقترحات.
خذ نفساً عميقاً
احبسه للحظات ثم أطلقه، كرر العملية مرات عدة. أغمض عينيك إذا أردت، أو انظر إلى صورة زوجتك أو أطفالك أو أي شيء يرسم الابتسامة على وجهك، واطرد الإحباط الذي كنت تشعر به من ذهنك.
اختر مهمة سهلة الأداء
سواء كانت إرسال تقرير، أو مطابقة الميزانية العمومية، أو الرد على بعض رسائل البريد الإلكتروني البسيطة، اشطب عنصراً لا يتطلب الكثير من التفكير في قائمة مهامك. ستؤدي هذه العملية بالتحديد إلى إبطاء معدل ضربات قلبك ومنحك إحساساً بالسيطرة على زمام الأمور في عملك. إن لم تصدقني، فالتجربة خير برهان.
انهض وغادر
بمجرد الانتهاء من المهمة والشعور بالتحسن اخرج على الفور. لا تلق نظرة أخيرة على بريدك الإلكتروني. لا تطل البقاء لكي تتبادل أطراف الحديث مع أحد الزملاء. لا تُلق نظرة على فيسبوك. غادر المكان فحسب برشاقة وبابتسامة تعلو وجهك. سيكون لديك عمل شاق غداً، لكن تجاهله وامسحه من ذاكرتك، أما الآن فغادر فقط.
وبطبيعة الحال، نعلم أن هذه الخطوات البسيطة لن تنجح دائماً. ستمر في أوقات تغادر فيها العمل مليئاً بالإحباط والغضب. وفي حال كان يغلب عليك طابع الإحباط في عملك، فلن تحل هذه التقنيات مشكلاتك الكبيرة في وظيفتك. قد تحتاج حينها إلى العثور على مجال عمل جديد، أو شركة جديدة لتعمل بها.
الشعور بالإحباط أمر طبيعي، وبخاصة عندما نعمل مع الآخرين وفي الأوقات الصعبة التي نمر بها. والتحدي الذي يواجه من يريد أن يبذل قصارى جهده في عمله هو السماح للأمور الصغيرة بإحباطه. وفي النهاية نحتاج، مثل ابنتي، إلى قفزة غطس أخرى تجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا.